الحمد لله جت على حسن الاوفاق واستبدلت حال العسر بالتياسير جتنا من المعبود قسام الارزاق رغم ٍ على حسادنا والهوا دير هبت هبوب النصر من سبع الاطباق للدين عز وذلة للخنازير زان الكلام ودن لي صفح الأوراق اكتب ثنا ربٍ حسين التدابير أقول ذا والقلب من سكرته فاق قام يتزايد حر وجده بتسعير من عظم خطب ٍ بان من بعض الارفاق وعرفت من يكذب ومن كان به خير وعرفت من هو لي كذوبٍ وصداق واللي صفا واللي نكر نكرة العير ماهوب قلبي للرعابيب مشتاق أيضا ولا همي لجمع الدنانير بلاي من قومٍ عليها الردى ساق عقب الجمايل ضيعوا نية الخير ما كولهم عندي عناقيد واشناق ومشروبهم در البكار الخواوير وملبوسهم من طيب الجوخ ما لاق ونقلتهم بمصقلاتٍ بواتير وقصري لهم عن لافح البرد مشراق وبالقيض ظلٍ عن سموم الهواجير ومركابهم عندي طويلات الاعناق قبٍ اصايل مبهمات المسامير تقل لهم ابو ٍ من الصلب مشفاق وهم عيالٍ لي اصغار مقاصير مانيب باغيهم الى إلتفت الساق ولاهم بواقيني احدوث المقادير لاشك انا ابغيهم الى خاطري ضاق ونخيتهم جوني حفاةٍ مشاهير باروا بحقي ذا تنكر وذا باق وذا جلس عندي ولا ابدا معاذير وذا تحمل بالخطأ فوق ما طاق وذا تبين بالحكايا الخماكير ظني غدا فيهم سراب ٍ برقراق تقول ماء وهو جهام ومعاصير الحمد للي بالعقوبه لهم عاق وانزل بهم بأسه ومنهو لهم ضير اطلب من اللي له يصلون الاشراق سامع دبيب النمل مغني المفاقير ارجي يشوفونه خبيثين الاوفاق بيوم ٍ اذكرهم بما صار تذكير وانظر محارمهم معا ذيك الاسواق تجي تشفع تطلب العفو يامير وزويد ٍ عده على الأثر لحاق بعوص النضا ومعسكرات المسامير جالك عبيد الله تقافا على ساق فخرٍ لهم والله عليه التدابير حنا حمينا نجد عن كل نهاق عن حمر مصرٍ والكلاب المناكير امنول ٍ نرسل مكاتيب واوراق واليوم باطراف الرماح السماهير حنا انجازيهم على حكم خلاق فينا وفيهم له مرامٍ وتدبير الشاعر: هو الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود تولى مقاليد الحكم عام 1249ه كان حاكماً عادلاً شجاعا تقيا ورعاً جواداً، يقول عنه ابن بشر وهو معاصر له"كان مكرماً لحملة القرآن والصلحاء رحيماً بالأرامل والفقراء والضعفاء " وقد كان عالماً متفقها في الدين، يقول ابن بشر واصفاً مقابلته للإمام فيصل في مخيمه قرب المجمعة"فركبت إليه للسلام عليه فكان وصولي إلى مخيمه قبل صلاة العصر، فصليت معهم، وإذا بالمسلمين مجتمعين للدرس في الصيوان الكبير، وإذا هو جالس فيه والمسلمون يمينه وشماله ومن خلفه وبين يديه والشيخ عبد اللطيف إلى جنبه، فأمر القارئ عليه بالقراءة فقرأ عليه في كتاب التوحيد.. فقرأ آية وحديثاً، فتكلم بكلام جزل وقول صائب عدل بأوضح إشارة وأحسن عبارة فتعجبت من فصاحته وتحقيقه وتبيينه وتدقيقه "توفي رحمه الله عام1282ه. دراسة النص: يكاد لا يخلو مجموع شعر مخطوط أو مطبوع من هذه القصيدة العصماء وتتفاوت أبياتها في صياغتها وعددها وترتيبها من مصدر لآخر وقد طال الاختلاف مناسبة القصيدة وزمنها وقد كثر في ذلك التأويل وأدخلت زيادات في النص من مصدر لآخر، وهنا اعتمدت تصحيح النص مقارناً بين ما جاء في مخطوط الربيعي ومخطوط السكيت وما جاء عند منديل الفهيد (ولن أشير هنا للاختلاف واكتفي بإيراد ما أعتقد انه صحيح )، وقد كتب الفهيد أن الإمام فيصل"قال هذه القصيدة بمناسبة توليه الحكم خلفاً لابن عمه عبدالله بن ثنيان وذلك عام 1258ه" وعند تفحص النص وجدت أن هناك دلالات تنفي ما ذهب إليه الفهيد(رحمه الله) منها: 1-أن زويد المذكور في النص وهو خادم الإمام فيصل قد توفي عام 1257ه في الرياض أي قبل قدوم الإمام فيصل من مصر عام 1259ه وقد ذكر ذلك ابن بشر. 2- أن مضمون النص يدل على ان المواجهة بين الإمام فيصل والعسكر المصري ومن معه، بينما عبدالله بن ثنيان قد أجلى العسكر المصري من الرياض عام 1257ه. أين الحقيقة؟: ما زلت أقول إن الشعر وثيقة هامة في تاريخ الجزيرة العربية فقد قمت بمقارنة دلالات النص مع ما جاء من أحداث في تاريخ ابن بشر ووجدت أنها تتفق على أن القصيدة قيلت في عام 1253ه ولتبيين ذلك قرنت بين دلالة النص وبين ما جاء عند ابن بشر كما يلي: 1-جاء عند ابن بشر في أحداث عام 1252ه أنه ظهر العسكر المصري مع إسماعيل آغا وخالد بن سعود.. ثم أن الإمام فيصل قصد الرياض ومعه أهل الخرج وأهل الفرع.. فنزل بخيامه وثقله وركابه خارج البلد ودخل البلد(الرياض) على خيله برجاله.. فرأى منهم ما يريبه وجاهر منهم رجال بالعداوة فأخذ فيصل يهيئ ما في القصر من سلاح وأمتاع.. ثم ثأر عليه أناس وحصل مجاولات -وهم يريدون- ان يمنعونه لا يخرج بشيء من القصر يريدونه لخالد ومنهم من جاهر بهذا الشيء..." أقول: والى ذلك أشارت الأبيات التالية من قصيدة الإمام فيصل: بلاي من قومٍ عليها الردى ساق عقب الجمايل ضيعوا نية الخير ما كولهم عندي عناقيد واشناق ومشروبهم در البكار الخواوير ....إلى قوله: باروا بحقي ذا تنكر وذا باق وذا جلس عندي ولا أبدا معاذير وذا تحمل بالخطأ فوق ما طاق وذا تبين بالحكايا الخماكير 2- جاء عند ابن بشر" أن فيصل استكمل ما أراد من القصر وخرج إلى الخرج ثم قصد الاحساء - وفيها جزء من جيشه بقصد إعادة تنظيم صفوفه - واستقر فيه آخر محرم وصفر وربيع الأول من عام 1253ه ووفد عليه رؤساء العربان.. ثم انه في منتصف ربيع الآخر وبعد هزيمة العسكر المصري في الحوطة جهز الناس للخروج ومحاربة العدو فخرج من الاحساء بعدده وعدته ورجاله وأعوانه فلما وصل بلدان الخرج أمر أهلها بالنفير معه واستلحق أهل الحريق والحوطة وبلدان الفرع ونفروا معه..". أقول: والى ذلك أشارت قصيدة ابن خليفة التي جارى بها قصيدة الإمام فيصل دلالة على استنفار فيصل لأهل الفرع واعتذار ابن خليفة عن عدم قدومه معه: هل الفرع درعٍ ضفا لك بلا حلاق درعٍ ذرى لك عن سموم الهواجير وانا حياة اللي سمك سبع الاطباق ودي اجيلك مع قرومٍ مناعير لاشك مخلفني من الوقت صفاق عوقٍ نوبني في تعوس المقادير 3-يقول ابن بشر"ثم رحل من الخرج وقصد الرياض فلما اقبل على المصانع ظهر عليه خالد وأهل الرياض وعساكر الترك فانتصر عليهم فيصل فولوا منهزمين وجنود فيصل في ساقتهم وقتل منهم قتلى كثيرة من العسكر ومن أهل الرياض.. ونزل فيصل وجنوده عند الرياض ولازم سورها واستدارت عليها جنوده.. وذلك أول يوم من جمادى.." أقول: وإلى ذلك أشارت الأبيات التالية من قصيدة الإمام فيصل: الحمد للي بالعقوبه لهم عاق وانزل بهم بأسه ومنهو لهم ضير اطلب من اللي له يصلون الاشراق سامع دبيب النمل مغني المفاقير ارجي يشوفونه خبيثين الاوفاق بيوم ٍ اذكرهم بما صار تذكير وانظر محارمهم معا ذيك الأسواق تجي تشفع تطلب العفو يامير ففي الأبيات السابقة دلالة أيضا على حصاره لهم والذي ضيق عليهم فيه الخناق،كما أنه في النص دلالة على أنها قيلت في أول مواجهة بين فيصل والعسكر المصري وأن ماسبقها كان مراسلات فقط حيث يقول: حنا حمينا نجد عن كل نهاق عن حمر مصرٍ والكلاب المناكير امنول ٍ نرسل مكاتيب وأوراق واليوم بأطراف الرماح السماهير حنا انجازيهم على حكم خلاق فينا وفيهم له مرامٍ وتدبير 4-يقول ابن بشر"ثم أن الإمام فيصل استلحق غزوان أهل سدير والمحمل فحشدوا عليه مع رؤسائهم وقضاتهم.." أقول: ويتفق مع ذلك قوله: جالك عبيد الله تقافا على ساق فخرٍ لهم والله عليه التدابير