ضاق المجال وخاطري بات ما راق والقلب كن النار تصلاه بسعير دمع ٍ على دمع ٍ تحرق بالامواق للدمع مني فوق الاوجان تنثير جفني قزا عن لذة النوم ما طاق ما همته عفر البني المعاطير ولاني لجمع المال والله مشتاق وحياة من هو عالم ٍ بالمقادير إلا الكتاب اللي لفى وقت الإشراق وهيض غرامي بالبيوت المفاخير جواب من يثني إلى ضك بلحاق فرز الوغا(فيصل)اكعام المشاهير اعليت يا مروي مداهيم الأعراق تارد بك الشقرا بجمع المناعير واعليت يا سلطان(نجد)والإشراق يا اللي بجوده ما يطيع المشاوير يا سد ذا القرنين صيتك بالآفاق ناحيت(ترك الروم)قوم الطوابير من خان بك جعله بالإسراع ينعاق وعساك تلحق بالطغاة المناكير وخلاف ذا يا راكبٍ وقت الإشفاق من فوق هجنٍ كالنعام المذايير حيلٍ كما ربدٍ عن الزور نساق عقب المساري والصلف والهواجير إلى لفيتوا دار من بالكرم فاق (فيصل) إمام الدين ملفى الخطاطير فاقروا سلامي عد ما لاح براق في جنح مرتكم السحاب المماطير سلامٍ أحلى من حليب بترياق وألذ من در البكار المصاغير الله يعينك يا زبن كل مرهاق يا ستر بيضٍ محصناتٍ غنادير (فيصل)امام الدين يا حامي الساق ياللي عداه بزود ذلٍ وتذعير هل الفرع درع ضفا لك بلا احلاق درعٍ ذرى لك عن سموم الهواجير وانا حياة اللي سمك سبع الاطباق ودي اجي لك مع اقرومٍٍ مناعير لاشك مخلفني من الوقت صفاق عوقٍ نوبني في تعوس المقادير وانا صديقٍ لك على البعد صداق واعذر عشيرك يا ربيع المعاسير لكنني مثلك على الدين شفاق والا قبل ذا ما بنيت المصاطير وصلاة ربي عد ما خط باوراق على النبي ما هب ذاري الهواجير الشاعر: جاء عند منديل الفهيد في تقديمه للنص "وقد قارضه الشيخ محمد بن خليفة حاكم البحرين"والمصادر التاريخية تؤكد أن محمد بن خليفة لم يتول حكم البحرين إلا في عام 1258ه، بينما القصيدة جاءت جواباً على قصيدة الإمام فيصل بن تركي التي مطلعها: الحمد لله جت على حسن الاوفاق وتبدلت حال العسر بالتياسير وجميع الدلائل تشير إلى أن قصيدة الإمام فيصل قيلت قبل هذا التاريخ كما مر معنا في مقال سابق، وبالتالي فإن قصيدة ابن خليفة يفترض أن تكون في نفس فترة الحدث الذي قيلت فيه ويؤكد ذلك إشارة ابن خليفة إلى أن الأمام فيصل قد أرسل له خطاباً مرفقاً به قصيدة في قوله: إلا الكتاب اللي لفا وقت الإشراق وهيض غرامي بالبيوت المفاخير وهنا يبرز تساؤل هل فعلاً شاعر القصيدة هو محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة الذي تولى حكم البحرين عام 1258ه وكيف يكون ذلك والإمام فيصل بن تركي وقتها كان في مصر ؟ وللإجابة على ذلك كان لابد من الرجوع إلى التاريخ البحريني والبحث فيه، وقد وجدت نصاً نفيساً في مخطوط "قلائد النحرين في تاريخ البحرين" للمؤرخ البحريني ناصر الخيري(1293-1344ه) جاء فيه"..في سنة1250ه التي تولى أمر إمامة نجد فيصل بن تركي واستتب له الأمر ودانت له فيها البلاد وخضعت فيها جميع العباد وفي السنة التالية أي سنة 1251ه استرجع بلاد القطيف صلحاً ووفد عليه الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة مع بعض إخوته وعبد الله بن غانم أمير القطيف فصالحوه وطلبوا منه العفو عن هفواتهم. فصالحهم وأكرم وفادتهم وأحسن إليهم أتم الإحسان وأرجعهم إلى أوطانهم آمنين بعد أن اخذ العهد والميثاق من آل خليفة وأنهم لا يعودون للتعرض لبلاده وأملاكه. وفي سنة 1252ه رحل الشيخ عبد الله بن احمد إلى قطر ونزل بها تطلباً للراحة من وعثاء الجزائر وأقام بها سنتين يتمتع بهوائها الطلق النقي وأناب عنه في البحرين ولده الأكبر الشيخ محمد بن عبد الله .." نص قلائد النحرين ونستفيد من هذا النص التاريخي ما يلي: 1-أن علاقة الشيخ محمد بن عبد الله بن احمد آل خليفه مع الإمام فيصل بن تركي كانت جيدة وقد وفد على الإمام فيصل وأحسن إليه. 2-أن الشيخ محمد بن عبد الله قام بمهام حاكم البحرين نيابة عن والده الذي رحل إلى قطر ومكث بها سنتين بدءاً من عام 1252ه وبالتالي فانه في عام 1253ه كان حاكم البحرين هو محمد بن عبد الله فيما كان محمد بن خليفة لم يصل بعد للسلطة، وهذا يتفق مع ما ذهبنا إليه بان قصيدة الإمام فيصل قيلت عام 1253ه. 3-أن قول الفهيد"محمد بن خليفة"لا يعني أن يكون خليفة هو الأب المباشر بل قد يطلق ويقصد به الجد الأقصى وهذا متعارف عليه فيقال عبد العزيز ابن سعود نسبة إلى الجد الأقصى بينما التسلسل الصحيح هو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود، ولكن يبدو أن خطأ منديل الفهيد(رحمه الله) في تحديد مناسبة قصيدة الإمام فيصل وأنها قيلت في عام 1258ه جعله يجزم بأن شاعر الرد هو محمد بن خليفة كونه الحاكم في ذلك الوقت. 4-أن الشيخ محمد بن عبد الله بن احمد بن خليفة شاعر وله قصائد ومن ذلك قصيدته التي قالها محتفلاً بقتل الشيخ علي بن خليفة أخو محمد بن خليفة إثر خلاف بينهم على الحكم والتي منها هذان البيتان: عصرية الاثنين واحد وعشرين بأول جمادى ست فوق الثمانين أشفيت نفسي من علي يوم داجت خيلي عليهم مفترش خده الطين دراسة النص: أول من نشر النص هو منديل الفهيد في كتاب من آدابنا الشعبية وبعد ذلك نقل عنه محمد العزب في كتاب تحفة الجزيرة ويبلغ عدد أبيات النص ثلاثة وعشرين بيتاً، والمثير للتساؤل أن كتاب روضة الشعر الذي أمر بجمعه الشيخ سلمان بن حمد آل خليفه عام 1956م وردت فيه قصيدة الإمام فيصل بن تركي ولم ترد قصيدة الشيخ محمد بن عبد الله الخليفه. وقد بدأ الشاعر قصيدته واصفاً حالة القلق التي حالت بينه وبين النوم وأنه ليس بسبب حبه للفتيات البيض ذوات الروائح الزكية أو حبا منه للمال ثم يحدد أن سبب ذلك هو الخطاب الذي وصل إليه صباحاً وقد إثارته القصيدة ذات الأبيات الفاخرة المرسلة له من ذلك الفارس الذي يكر على الأعداء فيقلب المعركة لصالحه وهو (فيصل) الذي تهاب سطوته مشاهير الشيوخ والفرسان ثم يدعو للإمام فيصل بالعلو والانتصار كونه شجاعاً ترتوي رماحه من دم الأعداء وتقتحم فرسه(الشقراء)صفوف الفرسان الأشاوس، ثم يصفه بسلطان نجد وشرق الجزيرة العربية، وأنه كريم ينفق بسخاء ولا يستمع إلى من ينهاه عن ذلك، ثم يصفه بأنه(سد ذي القرنين)كناية عن قوته وصلابته كونه وقف صامداً في وجه العسكر التركي،ويدعو بالخذلان على كل من خانه وان ينصره الله عليهم ثم يرسل نجاباً ليبلغه السلام ، وانه يطلب له العون من الله عز وجل وان أهل الفرع هم الجيش الذي يعتمد عليه الإمام فيصل ويعتذر الشاعر عن حضوره ويقسم بالله انه يتمنى الحضور ولكن هناك ظروفاً تعيقه عن ذلك مؤكداً أنه صديق مخلص للإمام فيصل.