كشفت نتائج الاستطلاع السنوي العالمي الرابع عشر لآراء الرؤساء التنفيذيين الذي أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز تسلمت "الرياض" نسخة منه ، أنه بعد مضي عامين من الركود الاقتصادي، عادت الثقة إلى الرؤساء التنفيذيين في تحقيق النمو في المستقبل لتصل إلى مستويات ما قبل الأزمة. ففي الاقتراع العالمي الذي صوت فيه 1.201 من الرؤساء التنفيذيين، أعرب 48% منهم عن "ثقتهم الشديدة" في تحقيق النمو في ال 12 شهراً المقبلة، الأمر الذي يعد بمثابة نقلة جوهرية بعد أن كانت 31% في استطلاع العام الماضي، وتقارب كذلك نسبة ال 50% في 2008 قبل اندلاع الأزمة الاقتصادية. وبشكل إجمالي تشير نتائج الاستطلاع أن 88% من الرؤساء التنفيذيين لديهم بعض الثقة في توافر امكانيات جديدة في ال 12 شهراً المقبلة صعوداً من 81% في العام الماضي. وبحسب الاستطلاع، فإن 94% منهم يثقون الآن في تحقيق النمو بعد ثلاثة أعوام من الآن بزيادة قدرها 2%. هذا وسادت حالة من الثقة المتجددة بين أوساط الرؤساء التنفيذيين عبر كافة القارات في الهند وأستراليا وكولومبيا وبيرو والصين وتايلاند وبارجواي التي تعيش حالة من التفاؤل بشأن تحقيق النمو على المدى القريب. وعلى الصعيد الإقليمي، أظهرت نتائج الاستطلاع ثقة الرؤساء التنفيذيين في أوروبا الغربية. وجاءت ردود فعل الرؤساء التنفيذيين في ألمانيا كحالة استثنائية حيث كشف الاستطلاع أن 88% لديهم الثقة الشديدة صعوداً من 20% في العام الماضي. ونشرت نتائج الاستطلاع في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي المنعقد في دافوس. واعتبر الرؤساء التنفيذيون الصين الدولة الأكثر أهمية في تحقيق النمو في المستقبل حيث حازت على 39% من الأصوات تليها الولاياتالمتحدة 21%، ثم البرازيل 19%، فالهند 18%. وبحسب الاستطلاع، تعتبر الصين والولاياتالمتحدة والهند أهم المصادر المستقبلية للمنتجات والمواد الأولية. وعلى الصعيد الإقليمي أكد الاستطلاع أن 90% يتوقعون نمو أعمالهم في قارة آسيا في ال 12 شهراً المقبلة، تليها أمريكا اللاتينية 84%، ثم أفريقيا 75%، فالشرق الأوسط 72%، فأوروبا الغربية بنسبة 70%. غير أن ثلث المقترعين أكدوا توفر فرص كبيرة للنمو في الدول التي يعملون فيها. هذا وتبرز نتائج الاستطلاع أثر الركود الاقتصادي على الاستراتيجية حيث صرح 84% من الرؤساء التنفيذيين أنهم قاموا بتغيير إستراتيجية شركاتهم في العامين الماضيين، وأكد ثلثهم أن التغيير كان أساسياً. وكانت حالة عدم التيقن الاقتصادي الدافع الرئيسي وراء التغيرات الإستراتيجية إلى جانب متطلبات العملاء وآليات ما بعد الركود في قطاعاتهم. كما صرح معظم الرؤساء التنفيذيين عن عزمهم تغيير إستراتيجيتهم في إدارة المواهب 83%، والمخاطر 77%، والاستثمارات 76%، والهيكل التنظيمي 74%. وأظهر الاستطلاع أن عدداً أقل من الرؤساء التنفيذيين بلغت نسبتهم 64% كانوا يعتزمون خفض التكاليف في ال 12 شهراً المقبلة، هبوطاً من 70% في استطلاع العام الماضي. وأعرب 34% منهم عن رغبتهم في مواصلة عمليات الاندماج أو الاستحواذ، ويتوقع نصفهم تشكيل تحالف إستراتيجي جديد أو شركة مشتركة. وأكد 31% منهم رغبتهم في إخراج بعض وظائف الأعمال. وشهدت أوروبا الغربية وآسيا وأمريكا الشمالية أكثر عمليات الاندماج والاستحواذ.