قال الموقع الأمني الإسرائيلي «تيك ديبكا» إن من المبكر التوقع بأن تكون لتسريبات قناة «الجزيرة» حول المفاوضات بين (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية أثر كبير في بدايتها. وبحسب الموقع فإن الهدف من هذه التسريبات واضح ، وهو كشف حجم التنازلات التي أبداها وسيبديها الفلسطينيون في المفاوضات وخصوصاً في قضايا القدس ومنطقة الحرم الشريف. بمعنى آخر كشف حجم «خيانة» أبو مازن ومستشاريه وممثليه في المفاوضات وعلى رأسهم أبو علاء وصائب عريقات للشعب الفلسطيني.-على حد تعبير الموقع الاسرائيلي- في المقابل كانت صورة (إسرائيل) أيضاً سلبية في الوثائق المسربة رغم «الكرم» الفلسطيني الهائل ، وذلك لانها غير مستعدة لإعطائهم أي شيء مقابل تنازلاتهم. كذلك أظهرت الوثائق الولاياتالمتحدة وكأنها تُدار من داخل (إسرائيل) بسبب تأييدها المطلق لها دون أي تحفظات. ليس من الصعب تمييز التلفيق والاكاذيب التي عُرضت في البرنامج التلفزيوني ، والتي تهدف في الاساس لتصفية بعض الحسابات داخل المعسكر العربي وداخل المعسكر الفلسطيني نفسه. الإسرائيليون قابلوا «الكرم الفلسطيني» بمزيد من التنازلات .. والوثائق ستعقّد المفاوضات وأكد الموقع الاسرائيلي علم مصادره الخاصة بهوية الشخص المسؤول عن هذه التسريبات لقناة «الجزيرة». وقال إن الحديث يدور حول انتقام لأحد أعضاء طاقم المساندة الفنية للطاقم المفاوض الفلسطيني بعد أن تمت إقالته من منصبه. وحتى لو نحينا جانباً للحظات مصدر هذه الوثائق ، فسنجد أن عرض محتواها يعتبر إشكالية كبيرة لأربعة أسباب أساسية وهي : 1) ظهر الفلسطينيون في الوثائق على أنهم مستعدون للتنازل عن عدة أحياء في القدس مثل حي «راموت» و «رامات اشكول» وحي التلة الفرنسية و حي «تلبيوت» ، والواقع أن هذا الكلام لا معنى له لأنهم بذلك يتنازلون عن ما هو ليس بأيديهم أصلاً. فهذه الأحياء خاضعة للسيطرة الاسرائيلية منذ عشرات السنين. كذلك يدرك الفلسطينيون أن هذه الأراضي خلت من الوجود الفلسطيني منذ العام 1967 ولا يمكن أن تعود أرضاً فلسطينية.-على حد قول الموقع الذي يتناسى حقيقة أنه تم تشريد أهلها الأصليين- ونقلت الوثائق عن عريقات قوله إن الفلسطينيين أعطوا إسرائيل شيئاً لم تكن تحلم به طوال تاريخها وهو «القدس الكبرى» ، لكن وفي مكان آخر وفي لقاء قبل عام من كلامه هذا مع وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني قال أبو علاء إن القدس ستُقسم طبقاً لحدود العام 1967 ، وقد رفضت ليفني آنذاك ذلك قطعياً. 2) فيما يتعلق بمنطقة الحرم الشريف اقترح الفلسطينيون تأجيل التفاوض حول هذا الموضوع ، وذلك لإدراكهم بأن الأماكن المقدسة ستُدار من قبل لجنة دولية في نهاية الأمر. ولهذا جاءت المعلومات التي وردت في الوثائق بعيدة عن سياقها وبعيدة عن الواقع. 3) بحسب الوثائق المسربة يقترح الفلسطينيون بأن تبقى مستعمرات يهودية مثل «معاليه أدوميم» و «افرات» و «أرئيل» بأن تبقى كما هي يهودية تحت السيادة الفلسطينية. غير أن الوثائق لم توضح بشكل جلي ما إذا كان هناك موقف فلسطيني نهائي في هذا الموضوع. 4) لا يوجد أحد في (إسرائيل) لا يعلم بأن جميع حكوماتها وبضمنها حكومتا شارون وأولمرت سبق وأن اقترحت عملية لتبادل الاراضي تتضمن نقل (ترانسفير) جزءاً من السكان العرب في (إسرائيل) للدولة الفلسطينية. ولكن بما أن الحقائق تتحول في (إسرائيل) الى سلاح جيد في الجدل السياسي المشتعل يُتهم توجيه الاتهام دائماً لعناصر من اليمين المتطرف في إسرائيل بأنهم مؤيدون لفكرة الترانسفير. إن هذه التسريبات التي ستستمر في الأيام المقبلة لن تكشف شيئاً جديداً لا يعرفه أحد من قبل ، ولن تساعد أبداً في دفع المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين العالقة لأسباب مختلفة تماماً.