جذبت ميادين مدينة جازان ومجسماتها الجمالية العديد من زوارها، إلا أن ما يلاحظ حالياً هو تعرضها للعديد من التعديلات باستمرار كالحذف أو الإضافة، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب منها غياب أو عدم اكتمال الفكرة الأساسية للمجسم لدى المصمم. يقول "محمد الدويري" - فنان حاصل على العديد من جوائز التميز في تصميم شعارات رسمية وسكرتير جائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق-: تبنت أمانة المنطقة مشكورة خطوة رائدة فيما يخص تجميل الميادين، فقد أعلنت عن فتح باب المنافسة لفناني المنطقة للتقدم بتصاميم لمجسمات جمالية توزع على الميادين، إلا أننا لم نر الخطوات التالية والتي كنا نتمناها إلا وهي إشراكهم في كل ما يخص تحكيم الأعمال المقدمة للمنافسة في حينه، أو الاستعانة بهم في متابعة تنفيذ تلك المجسمات، مضيفاً أن ما يلاحظ حالياً هو تعرض المجسمات الجمالية في الميادين العامة للعديد من التعديلات باستمرار كالحذف أوالإضافة، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب منها: غياب أو عدم اكتمال الفكرة الأساسية للمجسم لدى المصمم، أوعدم وجود التمويل الكافي لتنفيذ المجسم في مرحلة واحدة، مشيراً إلى أنه ومهما كانت الأسباب فإن ذلك يؤثر على ايصال الفكرة الكاملة لدى المتلقي، بل إن أي إضافات جديدة أو تعديل قد يكون تأثيره سلبياً على المجسم ومن ثم على الميدان. مجسم ترابي وأضاف انتشرت في الفترة الأخيرة بعض المجسمات المستوردة التي لا تتفق مع بيئة وطبيعة المنطقة أو المواقع المخصص لها، حيث وزعت عشوائياً على بعض الميادين دون مراعاة حجمها مقارنة بالموقع الذي وضعت فيه، ذاكراً أن مادة الصنع لا تتوافق مع طبيعة أجواء المنطقة الرطبة، مما أدى إلى تغير ألوانها بفعل الصدأ. من جهته تحدث "محمد البدري" -إعلامي- قائلاً: المجسمات الجمالية ذات الطابع التاريخي الوطني تعد واحدة من الثروات الفنية القومية لدى كثير من الشعوب؛ لأهميتها ولمكانتها استناداً لما ترمز إليه، مضيفاً أنه يجب تشجيع رجال الأعمال والشركات الكبرى والمؤسسات الفردية وكل الفنانين وكل مواطن على دعم اقامة المجسمات الجمالية ذات الطابع التاريخي المجيد، وذات الرموز والمعاني الفنية المؤثرة، تعاوناً مع الجهات ذات العلاقة مثل الإمارة في المنطقة والأمانات والمحافظات والبلديات. مجسم على شكل المحار «عدسة: يحيى الفيفي» وقال "علي الخبراني" -مدير جمعية الثقافة والفنون-: قبل ثلاثين عاماً كنت في الصف الأول الابتدائي في مدينة تبوك، وأذكر أن في الميدان القريب من بيتنا وضع مجسما ل"دلة وفناجيل"، وبعد ثلاثين عاماً أرى نفس المجسم قابعاً أمام ناظري بالقرب من بيتي في محافظة "أحد المسارحة"، متسائلاً: أين فناني وفنانات المنطقة؟، مبيناً أنه موجود في جمعية الثقافة والفنون بجازان ثلاث سنوات، ولم يقرأ خطاب من الأمانة أو البلدية يطلب من فناني الجمعية المشاركة بأفكارهم أو آرائهم!. وفي نفس السياق ذكر "مجدي مكين": أن بعض المجسمات تبدو للأسف أصغر من المطلوب، حيث ينبغي أن تكون أكبر لتتلاءم مع مساحة الميدان أو الزاوية التي وضع فيها هذا المجسم.