نشرت الصحف قبل أيام عزم أمانة مدينة جدة إنشاء أعلى راية لبلادنا على ميدان طارق ابن زياد «ميدان البواخر» سابقا وهو الميدان الذي تمت إزالة سفنه الجمالية لبناء نفق تحته. أعجبتني الفكرة لأن علم بلادنا المميز مفخرة لنا بل لكل المسلمين بما يحمله من عبارة التوحيد التي يقوم على أساسها الدين الإسلامي كله وهو رمز لوحدتنا ونهضتنا وسيزين أي ميدان يقام عليه. في ذات الوقت تبادر إلى ذهني السؤال التالي: كيف فات على الأمانة اختيار أنسب مكان لهذا المجسم المقترح وهو ميدان الملك عبد العزيز طيب الله ثراه مؤسس هذا الكيان الكبير الذي ننعم بفضل الله بالعيش فيه. هذا الميدان يعتبر من أهم الميادين في جدة وهو يقع على تقاطع طريق الملك عبد الله مع طريق الأمير ماجد الرئيسيين، كما يقع في منطقة محورية من جدة بالقرب من جامعة الملك عبد العزيز وبالقرب من طريق الحرمين المؤدي إلى كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، كما أنه قريب من منطقة أبرق الرغامة التاريخية. حسب ما سمعت من أحد كبار الفنانين منذ زمن طويل كان مخططا إنشاء مجسم جمالي على هذا الميدان يرمز إلى توحيد وطننا على يد القائد الكبير كما كان مخططا أن يشمل هذا المجسم عددا من أعلام بلادنا الخضراء. وفعلا بدئ في إنشاء هذا المجسم ثم توقف العمل فيه ولم يكتمل غير جزء بسيط منه لازال قائما في طرف الميدان، وظل العمل متوقفا لسنوات طويلة وحتى الآن، ولا أدري إلى متى تنوي الأمانة أن تترك هذا الميدان خاليا أو شبه خال، بينما يمكن أن يكون معلما رائعا في جدة. وأتمنى أن تسرع الأمانة إلى التخطيط لإنشاء مجسم تاريخي جميل في هذا الميدان يستحق أن يحمل اسم الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة. في المقابل، ميدان طارق بن زياد المشار إليه أعلاه يقع بالقرب من الساحل في منطقة يطغى عليها الطابع البحري وتفوح منها رائحة البحر وبالقرب منها كان هناك أرض توضع فيها الزوارق القديمة، وعمر الميدان ربما يتجاوز عشرين أو ثلاثين سنة، وهو معروف جيدا لسكان جدة وزوارها بالأسماء التي ذكرتها أعلاه، بل هو معلم من معالم جدة، كما أنه يذكرنا بفتح الأندلس المبين على يد قائد إسلامي كبير. وكنا نتوقع إعادة بناء الميدان بالصورة التي كان عليها أو ما يشبهها، ولا شك أن تغيير اسم الميدان سيزيد من «اللخبطة» التي يعاني منها سكان جدة بسبب كثرة تغيير معالمها ومجسماتها التي تعوضهم عن غياب أسماء الشوارع وأرقامها.. وهكذا فإن بإمكان الأمانة أن تحقق هدفين في نفس الوقت بإنشاء مجسم راية التوحيد فوق ميدان الملك عبد العزيز وإعادة ميدان طارق بن زياد إلى ما كان عليه. فكرة إنشاء أعلى راية للتوحيد في أحد ميادين جدة فكرة موفقة للأمانة، ولديها فرصة لإخراج هذه الفكرة إلى حيز الوجود في أنسب مكان، وأملي ألا تضيع هذه الفرصة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة