يحلم الأبوان اللذان لديهما طفل مصاب بالفشل الكلوي أن ينمو طفلهما بشكل طبيعي ليتمكن من مواصلة حياته الطبيعية والذهاب إلى المدرسه في الصباح كباقي أقرانه، ويتأملون أن تكون زراعة الكلى هي الطريق الأنسب لتحقيق هذا الحلم . إن زراعة الكلى هي الطريق الامثل للأطفال الذين يعانون من (قصور كلوي نهائي) عندما يكون معدل تنقية الدم لديهم أقل من 15 مليميترا في الدقيقة، ولقد تطور هذا المجال بصورة مذهلة وزرع الأمل في نفوس العديد من أهالي أطفال مرضى الفشل الكلوي، وأدى التقدم في حفظ الأعضاء وتطور العمليات الجراحية وتوفير العقاقير اللازمة لمنع الجسم من رفض الكلية والعقاقير اللازمة لمنع العدوى أو الالتهابات، إلى تطور نوعي في زراعة الكلى. ومن المهم أن يتفهم الوالدان وأفراد الأسرة أن التقدم للتبرع بالكلى للطفل المصاب بالفشل الكلوي في وقت مبكر بعد تشخيص الطفل بالفشل الكلوي يعطي للطفل فرصة أكبر لنجاح العملية وتقليل المضاعفات التي تحدث مع الفشل الكلوي، وذلك يؤدي إلى عدة أمور مهمة منها تحسين حالة نمو الطفل الصحية والغذائية والتحكم في ضغط الدم المرتفع كل هذا يجعل عملية الزراعة هي الهدف والأمل للأطفال، ويفضل أن يكون المتبرع حيا قريبا للطفل مثل الأبوين أو الاخوة أكثر من 18 عاماً، أو أن يكون حيا غير قريب للمريض، ويمكن الحصول على كلية من متوفى دماغياً ولكن الحصول على كلية من شخص حي سواء كان قريباً أو غير قريب أفضل، وبعد إعداد المريض وكذلك المتبرع واستكمال جميع الأبحاث والفحوصات يكون المريض جاهزا لعملية الزراعة. من أحد أسباب دعم الأطباء وتشجيعهم للأهل على إجراء زراعة الكلى للأطفال هي أن نسبة نجاح الزراعه تكون أفضل منها عند البالغين، وتشير النتائج إلى ان الأولوية دوما للأطفال الذين يعتبرون من أفضل المرشحين طبيا لعملية الزراعة. وهنالك اعتبارات يجب مراعاتها عند اختيار الطفل المرشح لزراعة الكلى، فمعظم المراكز تفضل الزراعة عندما يكون وزن الطفل أكثر من 10كجرامات، ويلقي الأطباء عناية شديدة للأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية متعددة بسبب الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية والتهابات المسالك البولية ومعالجتها قبل ترشيحهم للزراعة كغيرهم من الأطفال لكي تزداد لديهم الفرصة، ولا يستثنى الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي البسيط من إمكانية الزراعة بعد أن يتم أخذ اعتبارات خاصة يقررها الطبيب المعالج بمشاركة الأهل لمن هم في مثل حالتهم. إن التشوهات الخلقية مثل انسدادات في مجرى البول لدى الطفل أصلا قد يصيب الأبوين بالقلق بسبب احتمال تأثير هذه المشكلة على وظيفة الكلية الجديدة وعودة الإصابة بالفشل الكلوي بعد عملية زراعة الكلى أو حدوث التهابات بولية متكررة تؤثر على وظيفتها. ولا توجد موانع لزراعة الكلى، إلا في حالات منها : 1- وجود الأورام السرطانية. 2- العدوى بمرض نقص المناعة المكتسبة والمعروف باسم الايدز. 3- الالتهاب الكبدي الوبائي «ب». 4- الأطفال الذين تم استئصال أورام خبيثة «سرطانية» لديهم، فيجب عند ذلك الانتظار سنتين على الأقل بعد شفائهم ويعتمد ذلك على نوع الورم المستأصل قبل إتمام زراعة الكلى لهم. وعملية الزراعة تعتمد في تقنيتها على عمر الطفل فقد تتم عملية زراعة الكلية عن طريق زرعها في تجويف البطن، أو في الجزء الأسفل من الحوض ويتم توصيل الأوعية الدموية بالكلية المزروعة وزرع الحالب في المثانة وبعد ذلك يوضع الطفل تحت الملاحظه ولا يعزل الطفل في غرفة خاصة ومن الضروري بقاء أحد الأبوين مع الطفل طوال فترة التنويم في المستشفى. ويبدأ بعد ذلك العلاج الذي يمنع رفض الكلية وتتم ملاحظة المريض عن طريق تقييم وظائف الكلية وأملاح الدم وكذلك العلامات الحيوية من حرارة وضغط وكذلك قياس نسبة العلاج الذي يتناول لمنع رفض الكلية، ثم بعد ذلك يتم خروج المريض من المستشفى إلى المنزل وتتم مرحلة متابعة المريض بشكل منتظم لتقييم الحالة الصحية ووظائف الكلى وكذلك أملاح الدم والنمو وتأثير العلاج وقياس نسبته بالدم وقياس العلاجات الحيوية وخصوصاً ضغط الدم. ومن الضروري معرفة السبب المؤدي إلى فشل الكلية عند الطفل والتأكد من عدم قابلية عودة المرض في الكلية المزروعة، لأن نسبة نجاح الزراعة تتوقف على المرض الأولي الذي أدى إلى الفشل الكلوي، ولابد من الدراية الكاملة بمضاعفات الأدوية من قبل الوالدين وتوضيح نسبة مخاطر آثارها الجانبية، وهذا يحتم على الوالدين ضرورة المتابعة الدقيقة في كل الأوقات وعدم التراخي في الحضورإلى المستشفى في حالة حدوث أي طارئ، مثالا على ذلك.. وجود إسهال حاد بسبب النزلات المعوية أو التهابات فيروسية مما يؤدي إلى جفاف حاد ويؤثر على الكلية المزروعة. وبهذا نتوجه إلى كل الأهالي ومن له علاقة بأي مريض مصاب بالفشل الكلوي أن يبادر بالعمل من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال بالتبرع لهم مباشرة قبل أن يستفحل المرض في أجسادهم ومن ثم تصبح الزراعة غير ممكنة. قسم الكلى – الأطفال !