المكاسب التي حققناها ماضياً في كرة القدم لم تأت اعتباطاً بل نتيجة عمل تأسسي بمعايشة وتعامل مع الواقع بعقلية منفتحة على كل القنوات التي يأتي منها الرأي البناء الذي يدعم مسيرة القافلة الرياضية على كل الأصعدة، اليوم نعيش فقط على أطياف الماضي وأحلام العصافير في ظل وجود نوعية من اللاعبين بعضهم همه الأول والأخير دراسة بنود العقود والحصول على الرقم العالي الذي يؤمن المستقبل وهو الهدف الذي يعمل عليه، نوعية ممن شملتهم قائمة التمثيل لهذا البلد وهم لا يستحقون ارتداء الشعار لهذا المنتخب صاحب التاريخ. تحقيق الانتصارات ليست بالتاريخ أو بالحديث عن الماضي والاتكاء على أشباه زائفة خذلت تلك الجماهير التي زحفت بالآلاف إلى قطر لتشاهد (طابتين) تلجا مرمانا وهدفاً يلج مرمى سوريا الشقيقة لتأتي بعدها مباراة الأردن وننهزم (بطجمه) وكأننا نلعب (الحصيات، أو لعبة (الدبق) القديمة أو المصاقيل أو لعبة المقرعة أو من وزك يا عجيلة) وهي ألعاب قديمة كانت تمارس قديماً ولها جماهيرها في تلك الحارات وقد انقرضت ولم يبق إلا ذكرها وبعض لاعبي المنتخب يصلحون لممارستها فقط. لقد أصبحنا (ملطشة) ومحطة استراحة في مجموعتنا (البسيطة) الذين يمارسون الكرة براتب ألف دولار شهرياً أمام لاعبين يتقاضون عشرات الملايين وتلك السيارات والفلل الفخمة حتى أصبح لاعبنا يملك المال والجاه والشعبية الجماهيرية ولم يعد هناك ما يطمح لتحقيقه حيث أمن مستقبله (وخلاص) اللعب للنادي أربح وأحسن للأسف. هذه الهزيمة الضارة تتحملها جهات عدة في منظومة كرة القدم يأتي في مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي أعطت كل الصلاحيات لمدرب (معتوه) رياضياً يلعب بكل الأوراق ولم يستقر يوماً على صف واحد وكذلك المستشارون واللاعبون وبعض من الصحافة الرياضية الداخلية والخارجية وبتلك الأصوات (الأجيرة) في بعض القنوات الرياضية الخليجية التي أخذت على عاتقها كل المسؤولية للنيل من رموزنا الرياضية بكل احترافية وبتناوب مدروس والفتك برياضتنا باسم النقد دون تخصيصه مع فقدان الخلفية الرياضية الميدانية والإدارية مقابل تلك المبالغ الضخمة المسخرة التي قد لا يحصل عليها مدرب متخصص قضى جل وقته لدراسة علم التدريب. لقد آن الأوان أن يخجلوا قليلاً ويتخلوا عن تلك النقاشات الطائشة البدائية التي تدمر كرتنا صاحبة التاريخ مع قناعتنا بوجود أخطاء أدت بنا إلى هذا الاخفاق الوقتي. الواقع سوف نستفيد من هذه المرحلة الصعبة التي أدت بنا إلى الخروج المبكر من هذه البطولة التي لم نكن نتوقعها ونحن أسيادها. ترجل الفارس الرياضي سلطان الرياضة تاركاً وراءه الكثير من الانجازات الرياضية الداخلية والخارجية وقدم كل ما لديه إن كان وكيلاً لفيصل أو رئيساً، ما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد سوف يسجله التاريخ الرياضي ليتقلد بعده صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل جعله الله خير خلف لخير سلف وهو ليس بغريب على الساحة الرياضية فهو النائب الذي يعرف صعوبة هذه المهمة نتمنى له التوفيق وشكراً ياسلطان الرياضة. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم