تعود مشاركاتنا في بطولة كأس العالم إلى ثاني بطولة أقيمت عام 1934 في إيطاليا، عندما شاركت مصر في تلك النهائيات وخرجت من الدور الأول، بعد أن لعب المنتخب المصري مباراة واحدة أمام هنغاريا وخسرها بأربعة أهداف لهدفين، إذ كان نظام البطولة يقضي بخروج المغلوب، وذلك يعني أن تاريخنا الرياضي العربي، هو تاريخ طويل جداً، ومع ذلك تقدمت المنتخبات الغربية، وتراجعت منتخباتنا العربية بما فيها المنتخب المصري الذي غاب كثيراً عن المونديال، حتى عاد عام 1990 في إيطاليا مرة أخرى. لم تقدم أجيال مصر المتعاقبة ما فعله عبدالرحمن فوزي صاحب هدفي التعادل في مرمى هنغاريا قبل أن تضيف هدفين آخرين، واكتفى المصريون بمشاركة شرفية بعد 56 عاماً، وبقيت بطولة 34 هي أجمل حدث لكرة القدم المصرية، ومن تلك البطولة احترف حارس المرمى المتألق مصطفى كامل منصور في اسكتلندا، وذلك يعني أننا سجلنا أول تمثيل عربي في نهائيات كأس العالم، وأول احتراف للاعب عربي في أوروبا، لكننا لم نكمل ما بدأته مصر، ولم تستطع مصر المحافظة على تاريخها مع كأس العالم، وإن وصلت منتخبات عربية إلى النهائيات، وربما لم تشهد بطولات كأس العالم منذ 78 بطولة غياب المنتخبات العربية. لكن، ألم يكن بإمكان كرة القدم العربية أن تكون في مصاف المنتخبات العالمية لو أننا حافظنا على إرثنا القديم؟ وتعاملنا بصفتنا مسؤولين ولاعبين مع كرة القدم كما تتعامل دول أميركا الجنوبية والشمالية مع اللعبة كصناعة، ولم أقل أوروبا...! هل ما ينقصنا هو الفكر؟ لو كان الأمر كذلك لما أصبح زين الدين زيدان، وهو لاعب من جذور عربية جزائرية أفضل لاعب في العالم، ومن حسن الحظ أقولها بمرارة أن الجزائريين رفضوه عندما كان صغيراً أن يمثل المنتخب الجزائري...! ليس لأنني لا أريده جزائرياً، ولكننا كنا سنخسر نجماً عالمياً، قاد فرنسا للفوز بكأس العالم، ولم يكن منتخب فرنسا ليحقق لقبه عام 1998 لولا وجود زيدان، واستطاع أن يتحصل على لقب أفضل لاعب في العالم، حتى إن اعتزاله شهد معارضة شعبية عالمية. لقد أصبحنا نعدّ التأهل لكأس العالم، وكأنه فوز بكأس العالم، على رغم أن بعض مشاركات المنتخبات العربية خرجت بخسائر متتالية، وبعضها لم يحقق فوزاً واحداً، وكون الأمر كذلك ستبقى كرتنا العربية في المؤخرة، وسيستمر شعارنا العربي «حققنا شرف المشاركة»...! الآن نحن على أبواب كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وهي البطولة الأسوأ في اعتقادي، إذ تسجل غيابات لأهم لاعبي كرة القدم أمثال بالاك وبيكهام وبنزيمة وتوتي وتوني وفييرا وإيسيان ودروغبا وكامبياسو وزانيتي ورونالدينيو، ما يعني أن البطولة انتهت قبل أن تبدأ...! أما منتخبنا العربي الوحيد في كأس العالم الجزائر ، فإن تشجيع المصريين له يحتاج في البداية إلى «صلح» وإصلاح ما خلفته مباراتا العودة، والفاصلة في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وهذا هو واقعنا في رياضتنا العربية، فلن يشجع المصريون الجزائر، حتى وإن قال الإعلام خلاف ذلك. [email protected]