العبارة شعبية متداولة تعني: انتهى حديثنا، ولم يعد لدينا مادة نتحدّث بها. وتقال أكثر عند تكرار لقاءات القوم في القهاوي ( مجالس البيوت قديما أو الاستراحات حديثا ) . وتعلموا في الكويت لقاءات الديوانيات حتى أصبحت جزءا من الممارسة الحياتية ( ومع ذلك لم يقض هرجهم ما شاء الله )، ونحن كذلك في الاستراحات لدينا دائما " هرْج " . ونسبة كبيرة من أهل الهرْج تذهب إلى الجلسات على أمل أن تنكشف له أسرار لم يعرفها بعد، أو وقائع مثيرة كي ينهمك هو – بدوره– بنقلها إلى مكان آخر، فيأخذ الأسبقية . مثل آخر مشهور يغترف به الناس يقول: كلّ شيء إذا ردد ينقص ، إلا الهرج إذا ردد يزيد . وأستحضرُ واقع عمال أرامكو السعوديين أيام كانوا يقضون الأيام والليالي في الصحراء منقطعين عن العالم . ولأن حديث السمر ينضب ليلة بعد أخرى قرروا الاشتراك بجهاز راديو من تلك التي تعمل بالبطارية . وانتدبوا أحدهم إلى مدينة الخبر لجلب رسائل أهاليهم من مكتب مقاول الأفراد، وجلْب بعض المؤن وبنفس الوقت إحضار جهاز الراديو لزوم التسلية بعد العشاء وقبل النوم . ذهب المُكلّف وقام بالمهمة وعاد بعد ثلاثة أيام لكونه مُرتبطاً بتحرّك سيارة الشركة إلى المواقع . رحّب به زملاء " العزبة " ، أو هم رحبوا بالراديو أكثر . لكن القادم نصحهم بأن لا يستفيدوا منه لمدة أربع ليال لتوفير طاقة البطارية، والسبب أنه يحمل أحاديث وأخبارا( هرج ) تكفيهم لليالي الأربع القادمة. وفي لسان العرب : - والهَرْجُ كثرة الكذب وكثرة النوم. . ! ( القاموس )وهَرَج القومُ يَهْرِجُون في الحديث إِذا أَفْضَوا به فأَكثروا . وللكلمة معان أخرى . العاقل الواعي لايعتمد على القيل والقال وما سمعه من فلان وفلان ليحكم على شخص أو موضوع معين . فالقيل والقال وكثرة نقل الكلام مدعاة للخطأ وعدم الدقة . ورجلٌ مِشْيَاعٌ: كمِذْياعٍ .. زِنَةً ومعنًى . وبوجود التقنية أصبح كل حدث شائعا في الناس، معناه قد اتَّصَلَ بكل أَحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض. فلا الناقل يُحظى بالميزة ولا المستمع يجد الحماس .