الكاتب: فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة - نقلا عن موقع المسلم " اللهم ارزقنا القوة على تغيير ما يمكن تغييره من عيوبنا، وارزقنا الصبر على ما لا يمكن تغييره ، وارزقنا الحكمة التي نميّز بها بين هذا وذاك ". أعجبه هذا الدعاء وظلّ يردده، فانشغالاته صنعت ثغراتٍ طالما تمنى أن يسدّها، ونقائص طالما حلم برحيلها . -إتقان القرآن وضبطه أولوية حياتية لا تنقشع عن فؤاده ، وها هو القرآن يصاحبه في عزلته من أول وهلة ، ولا يفارقه أبداً ، ويتعمق الاتصال ، ويترسخ الحفظ بقدر ما تسمح ذاكرته ، ويتخلل النص القرآني عقله وقلبه ، ويضيء ظلمات نفسه بإشعاعات ربانية تكشف داخله كما تكشف ما حوله , ويتذكر قول ابن تيمية في آخر حياته في ذات المكان والسياق ""وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن" .. -السباحة والصيد وركوب الخيل المثلث العُمَري ، حيث كان الفاروق يأمر بتعلّمها وتعليمها ، في حزمة من المهارات الجسدية التي لم يفلح في اكتسابها, بعد أول إخفاق؛ صادر بموجبه أحد الفلاحين بندقيته الجديدة التي ملأته حبوراً ، ثم أمضته حزناً حين انتزعت من يده بغير وجه حق ، وبعد إحساسٍ بالريبة داخله بشأن صبيةٍ يكبرونه, ويحشدون غيرهم للسباحة في آبار القرية ، فعزفت نفسه عن ذلك . أتاحت له سويعات التشميس أن يعود لجسده ببعض الحق ، وإن لم يكن من نوع الرياضة التي يأمل ويريد. -حين درس في المعهد العلمي لم يكن ثم تدريس للغة الإنجليزية ، ومع رغبته في العلم الشرعي ، أحب أن يشارك طلاب المدارس الأخرى تميّزهم ، واستطاع أن يسجل نفسه كمنتسب في المتوسطة العامة ، وأن يذاكر دروسها ، بيد أن وقوع الامتحان في ذات الوقت حرمه من الجمع بين الدراستين ، وبذاك فاتت عليه فرصة التزود في الصغر من أساسيات هذه المادة. وحتى بعد تقرير المادة في المعاهد العلمية لم يتمكن الطلاب من الانتفاع بها. كان العابثون في الفصل – في معهد بريدة - يصدرون الأصوات الغريبة والجلجلة والصلصلة حين يحين وقتها ؛ فهي بالذات مادة إضحاك وعبث .. يستغلها الكبار المتلثمون القابعون في زاوية الفصل حيث يديرون الفوضى , إذا صح للفوضى أن تدار , ويدبرون العبث إذا صح للعبث أن يدبر .. فيفوت الطالب الجاد أن يعطي شيئاً من تركيزه على تلك المادة آنذاك .. فالفصل صخب لا يطاق! هذا إلى جوار فتاوى هامسة من بعض الشيوخ , تجيز الغش في مادة الانجليزي. سبح خياله في تصوّر الفرص القائمة واصطيادها ، فلن تجد نفسك في وضع أفضل مما أنت عليه الآن؛ لتفكّ رموز اللغة الأخرى ، وتقتحم أسوارها ، وتستكشف أسرارها.. فاللغة الأخرى تعطيك نظاماً لغوياً وفكرياً جديداً تفكر به وتعيشه وتطور مفاهيمك من خلاله وتطور آليات الاتصال من خلاله فالمعارف اللغوية هي القطار العالمي للحديث إلى جمهور أكبر وأكثر والاستماع إليهم. كان أبو المنذر يتقدمهم يوماً في صلاة الظهر ، وهو خريج المدرسة البريطانية في اللغة الإنجليزية، التفت إلى المأمومين، وعوضاً عن "تراصّوا وسدوا الفُرَج" قال بصوته الهادئ جداً، والحزين جداً "كلوز ذ قاب بليس"، تلقّف المأمومون ذلك بابتسامات بعددهم ، أما هو فكأنما مدّ إليه خيطاً يمسك به لتحقيق حلمه القديم. اختار بسعادة أن يعود تلميذاً ، واختار د. محمد الحضيف أستاذاً له . أن تكون تلميذاً من جديد ليس بالأمر الهين على النفس ، خاصة حين تبدأ من الألف باء ، على أن مما شد من أزره أنه لم يكن وحيداً في الأمر ، فهناك الشيخ سفر الحوالي ومجموعته الذين اختاروا د. محسن العواجي أستاذاً لهم ، وكان يسكن بجوارهم ، والدكتور محسن هو خريج المدرسة الأمريكية . العراك بين الآكسنت الأمريكي ، ونظيره البريطاني على أشدّه في حقول التعليم ، والأصحاب يشبهونه بالخلاف التاريخي بين مدرسة الكوفة ومدرسة البصرة في النحو العربي ! يتميز الأول بالسرعة والاختصار وأكل بعض الحروف، إلى إطلاقات وتعبيرات ينفرد بها عن نظيره البريطاني الذي يفخر بعراقته ورصانته, ويجعل اللهجة الأمريكية محل سخرية وتندر . اللهجة البريطانية تتميز بالراء العجيبة في آخر الكلمات, حيث تصبح ألفاً مفخمة .. واللهجة الأمريكية تتميز بالتاء في وسط الكلمات, حيث تبدو دالاً مخففة .. وبين التخفيف الأمريكي الذي كأنه يحدث رجل الشارع .. وبين الثقل البريطاني الذي كأنه مذيع في نشرة الأخبار .. يكون العراك. أما هو فظل عاجزاً عن تجاوز ( الآكسنت القصيمي ) ، وعاجزاً عن تحديد نقاط الاختلاف بينه وبين الآخرين ، وإن كان سمعه ينبو عن نطق لم يألفه . أدواته في الدرس عديدة ؛ بعد أن كانت محتويات العُلَب هي التي تعنيه ، بدا له اهتمام جديد بملصقاتها الخارجية وأغلفتها ، إذ كان يتفحّص ما يُكتب عليها من العبارات الإنجليزية ، ويربطها بسياقها في محاولة للترجمة الذاتية قبل أن ينتظم مع معلمه في دروسه. ثم ظفر بمجاميع من الكتب المدرسية, التي طلبها من المكتبات, وتعاطى معها بمفرده دون مرشد أو دليل, وملأها بالتعليقات والإجابات والأسئلة، إضافة إلى قصص قصيرة هي من المشترك الثقافي البشري, إذ وجد نفسه يقرأ بلغة أخرى قصة السندباد, أو ألف ليلة وليلة, أو سندريلا , أو العنز والذئب !. ها قد عدت طفلاً تقرأ قصص الصغار ورسم الكارتون!. وعرف أن المرء كلما بدأ عالماً معرفياً جديداً بدأت طفولته وكبر صغره .. وعاد يكتب الدرس, ويعكف على الحفظ والتهجي. وعجب ألا يجد القوم من ثقافته العربية إلا هذه الأحدوثات لينقلوها. وحيث أنه كان يقرأ الكلمات نحتاً ,كان يظن أن بعض الأحداث لم تكن موجودة داخل النسخة العربية للقصة. ثم تطورت إلى جهاز معجم إنجليزي-عربي، بصوت آلي، تسلل إلى غرفته بطريقة خاصة، كان يخبئه عند تركه الغرفة, إلا أنه لا يتخلص من القلق لتركه ؛ ففضّل أن يحمله في ذهابه وإيابه , خشية أن يقع في أيدي مسؤولي التنظيف والرقابة، ولا يزال يحتفظ به كذكرى عزيزة على نفسه. ثم توسعت دائرة الممنوعات إلى اقتناء المذياع، والذي أصبح موجوداً في أكثر الغرف، وتفنن الناس في إخفائه، حتى تفتقت حيلة أحدهم عن حفر داخل كتاب ضخم, وإخفاء المذياع وسط صفحاته, ثم صفّه بين الكتب بطريقة لا تخطر على بال الرقيب.. لم يكن هو من المبادرين بهذه المغامرة غير محسوبة العواقب، حتى اقتربت أن تكون عرفاً جارياً، فاقتنى منه جهازاً صغيراً، ثم أخذ الإذن فيه بعد. ثبت المؤشر على ال "BBC " -رحلة إلى مركز الأرض. -عبارة في دقيقة. -حصة في كمبرج. -حصة في إجازة. -ما قل ودل. -ستب باي ستب. -يوم في حياة امرأة فلسطينية. -مغتربون في إنجلترا. -الولد التائه (The lost boy ) قصة. -لغة الأخبار. -تايم تو سبيك 'Time to speak ' -لغة الأعمال. -ستوري ثري برذرز 'The story of three brothers ' -ميك يور بريك 'Make your break ' -ذ نيوز : سبشل انغلش 'The news: special English ' هكذا رقمها في أوراقه السرية ، التي هي إحدى أهم أدواته في التعلم، والتي كانت هي الأخرى واقعة ضمن نظام "نصف محظور" أو محظور المجاهرة! كتب أسماء هذه البرامج الإذاعية بحروف إنجليزية حيناً، وحيناً آخر بحروف عربية، وبعضها مترجم بكلمات عربية، , وحيناً ثالثاً يكتب الكلمة بالانجليزي ثم نطقها ثم ترجمتها .. لا يدري لماذا فعل هذا؟ كان يستمع، ويسجل المواعيد، ويدون الكلمات، وربما شوش البث أو انقطع فيكتب ".. يخلف الله، ما حصلنا شيء!" ويكتب ما لم يفهمه, ثم يبحث عن معناه بواسطة الجهاز اليدوي الصغير (المعجم). وقد يُعَلِّق متأففاً من بعض الجمل والعبارات.. - He drinks a bottle of wine (نعوذ بالله منكم ومما تشربون) -سيت 'seat ' -قت 'get ' (يا كثرها.. يا كثرها) هذه العادة .. هي ماكان يسميها المهتمون بالكتب في التراث بالتسويد .. وهو التعليق على ما تقرأ وملؤه بالحواشي والمعلومات والرأي الشخصي .. حتى كان أحدهم يقول : "لا يبيضّ الكتاب حتى يسودّ" ويقصد من كثرة التعلقات والحواشي. -وكعادة الطلبة يشخمطون في دفاترهم ويخربشون، ويكتبون ما لا علاقة له بالموضوع، فهو يقتبس هنا خبراً من المذياع يوم الثلاثاء، الثانية ظهراً عن افتتاح نادي القمار في أريحا تحت مسمى "كازينو الواحة"، والممول شركات فلسطينية وإسرائيلية وعالمية، ويعلق: أن القمار ممنوع داخل إسرائيل! فلماذا هو من الأولويات للشعب الفلسطيني المقهور؟ -مرة أخرى يلتقط أن أمريكا معنيّة بتوفير خمسين ألف وظيفة ليشغلها علماء الذرة الروس, محافظة على السلاح النووي وأسراره بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.. ويتساءل أين العالم العربي والإسلامي من هذه الثروة التي يتقاسمها الأمريكان والصهاينة؟ وثالثة يكتب عن تفتيش مقر منظمة الرحمة في إفريقيا , ومصادرة أجهزتها على خلفية أحداث تفجير السفارة الأمريكية في كينيا التي لا تزال طرية ، ورابعة.. وخامسة.. ثلاثة دفاتر بمئات الصفحات ملأها بالمفردات المكتوبة بخط متزاحم أفقياً ورأسياً ومعانيها وتصريفاتها، منقولة من الإذاعة أو من الكتب المدرسية أو القصص القصيرة, يعتبرها ثروة مهمة, وجزءاً من شخصه وتاريخه، فضلاً عن احتوائها على حكايات وطرائف وخطوط ومناسبات ؛ ليصبح الدفتر وعاء شمولياً , يستوعب الدراسة والأخبار والأحداث والتواريخ والمواعيد والأمنيات وحتى الأفكار؛ فقد أحس مع أحداث السفارة في كينيا بأن انحرافاً في بوصلة بعض المتحمسين سيقود إلى صدام غير محسوب وغير متكافئ. في سجل ذكرياته : -اليوم زارت الوالدة حفظها الله ومعها أبو ياسر ونجلاء وهيلة وأولادها. -هذا الصباح دخل عمي إلى العناية المركزة شفاه الله وعافاه! -اليوم استدعي فلان ليكتب اعتذاراً تمهيدا ًلخروجه! من طريف ما في الدفاتر أنه سجل بعض محفوظه المختلط (عربي-إنجليزي) كقول أحدهم: برق شعق من ورا الطايف * "ميبي" على ديارهم "ميبي" يا طول شوقي على ال"وايف" * للساع ما جابت ال"بيبي"! يقول أينشتاين: " ينبغي أن نبسّط كل شيء بقدر الإمكان ، ولكن دون أن نفرط في تبسيطه " . لقد فعل ذلك حينما حاول أن ينظم بعض الكلمات ومعانيها بطريقته العربية التي لم يسأل فيها المتخصصين، وإنما سأل ذاكرته التي يَسهُل عليها حفظ النظم، واعتذر لقلة خبرته في الميدان فطفق يكتب نظماً ما يسمعه من المذيع نثرا: "ابلتي" مقدرة و "هومْ لانْدْ" فالوطن "اَدلْتْ" تعني بالغاً و "يوثْ فُلْ" حديث سن! "اَدِلْتْريْ" فهو الزنا .. فعذ بذي الجلال من.. و "الكُنْ فِدِنْتْ" واثق وهو ائتمان مؤتمن "سكيوُرتي أوفيسر" العاملون في الأمن "دَمجْ" يضر، ضررٌ و "هاو إفرْ" مهما يكن "جِنِرَل سِكْرِتَري" فمثله كوفي عَنَنَ! لم يكتبها للناس فيؤنقها، كتبها لنفسه فتسمّح فيها، وإلى جوارها بدا وكأنه يحافظ على ملكته الشعرية بتدوين بعض الأبيات التي لا تخلو من مسحة جمال، وكأنه يتخيل صغيره وقد جافاه النوم: أراك صغيري في الفراش تململ كأنك هماً من همومي تحملُ! تناجي نجوم الليل إذ هنُ طُلَّعٌ وتبكي نجوم الصبح إذ هنّ أُفَّلُ عجلت حبيبي.. عش زمانك هانئاً غريراً، فما تُعنى به الآن.. مقبلُ وغن أهازيج الطفولة حالماً فمِنْ مِثلك القلب المغفل يجمل! بداية درسه مع أستاذه أبي المنذر كانت، كما دوَّن في طرّة الدفتر، يوم عيد الفطر المبارك، بعد صلاة الظهر، الساعة الواحدة، من عام 1418ه لا يزال يتذكر مشاعره وأحاسيسه أن الناس في العيد وفرحه ولهوه واجتماعاته وهو قابع مع صديقه في جوف جب! ولا تزال الكثير من العبارات مكتوبة بخط جميل ينتمي إلى محمد الحضيف، -شروحات تخص "grammar " تشبه الآجرومية، وكأنها منها. -تدريبات على الكتابة ورسم الحروف، وما يسمى "Cool Alphabet " وكأنها ألف باء تاء.. الخ. بعضهم مهووس بالبحث عن كلمات إنجليزية ذات أصل عربي، وكأنها تمنحنا وثيقة النجاح! اللغة الإنجليزية خليط من اللغات, فيها من اللاتيني, ومن اللغات الأوربية, ومن الهندية والصينية والعربية والتركية والعبرية وغيرها. -تفصيل لمشكلة متعلمي ودارسي اللغة الإنجليزية فيما يتعلق بالأزمنة، من المضارع البسيط، إلى الماضي التام، إلى المستمر، .. الخ. -وكلمات هي حِكم جميلة وتفاؤلات إيجابية يستقبل بها المؤمن عواطف الأحداث بقلب لا يعرف اليأس: -يجتاز العاصفة بسلام Pass the storm in peace -اجعل العالم مكاناً أفضل إن استطعت Make the world a better place if you can -أعطوه الحرية Give him the freedom -الله يدافع عن المظلومين Allah defends the oppressed وإلى جوارها أخوات لها لا تحمل تشاؤماً.. "لا جديد تحت الشمس" كلمات .. قد يقولها بلحظة استبطاء Nothing new under the sun باب النجار مخلوع Carpenter's door is broken هو يتحدث عن نفسه أحياناً كذلك! يتعامل مع هذه المسألة بإصرار، فهو لا يزال يعشق أن يبدو متعلماً دائماً، ويتردد بين إحساس بضياع الوقت، وأن الأمر متأخر، ويمازح نفسه قائلاً: بعد ما شاب ودوه الكتَّاب! بيد أنه أن ثَمَّ من سبقوه فتعلموا لغات مختلفة بعد الأربعين مثل الشيخ محمد عبده وغيره.. الذين دفعتهم الأيام إلى لغات أخرى وألسن مختلفة فعالجوها وأخذوا منها القليل والكثير .. وبقوا على واد من غزير من العلم. ويدعم ذلك بأن العلم ليس له سن، وأن تفوقه في العربية أدباً ونحواً يعني أن الملكة اللغوية لديه جيدة، فهو إذاً قادر مع العزيمة على أن يحل عقدها، إلى ما يمنحه التعلم من البساطة واطراح التكلف، فهو على مقعد الدرس، يكتب ويحاول ويخجل ويتردد ويخطئ ويستثير ضحك الآخرين، بمواقف وكلمات معوجة ويمسح السبورة ويحل الواجب المنزلي.. لقد تقمص شخصية التلميذ بحق, وأنس بها هذه المرة كما لم يكن من قبل. في إحدى تردداته بعدما حُلّت قيوده وضرب في أرض الله؛ التفت إلى شخص بجواره, ضعيف الحفظ ضعيف الفهم ثقيل السمع.. وسأله عن بلده فكان الهند، ثم سأله عن عمره فكان في الثانية والسبعين.. فكأنما جاء هذا الرجل قدراً في طريقه ليمنحه دفعة إلى المواصلة والصبر. وكلما تذكر "بليس كلوز ذا قاب" ابتسم وكأنه في اللحظة، وَعَرَفَ أن ثم ثغرات ونقائص تحتاج إلى إغلاق ومعالجة، وعليه أن يواصل حتى النهاية مستعيناً بسؤال الله الذي علم آدم الأسماء كلها، واختصه بذلك, وميزه حتى عن الملائكة، مردداً: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، يا معلم إبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني. قريباً زاره وفد من إحدى الجامعات الأمريكية, وخاطبهم مداعباً أنكم في الزيارة القادمة قد لا تحتاجون إلى مترجم! اللغة عنده انفساح في التفكير واتصال وفهم ووعي، وإذا كانت حاجة ضرورية لرجال المال والأعمال والسياسة، فهي أشد حاجة وضرورة للدعاة والمتحدثين والمعنيين بالخطاب الشرعي والثقافي، ليس ليعطوا الآخرين فحسب، بل ليأخذوا منهم أيضاً، فهي مسألة تفاعل متبادل.... ليقربوا الفجوة بين الناس وبين دين الله الإسلام .. وبين العالمين في لغاتهم المختلفة وبين كتاب الله العربي المبين .. ولأجل ذلك صدق أبو المنذر :"Close the gap "