لديه الكثير من الأمل في مسلسله الجديد (شوية أمل)؛ إنه الفنان السعودي إبراهيم الحساوي الذي يخوض حالياً مغامرة درامية مختلفة عن كل ما قدمه منذ دخوله الدراما التلفزيونية مع مسلسل (خزنة) وحتى اليوم. مغامرةٌ جديدة يواجه فيها الفنان الكويتي القدير محمد المنصور والنجمة البحرينية زهرة عرفات؛ في بطولة رئيسية، سوف ترسخ اسم إبراهيم الحساوي نجماً بين كوكبة من نجوم الدراما الخليجية. المسلسل الدرامي الذي يصور حالياً في مملكة البحرين، تدور أحداثه حول استعادة هاجر ( زهرة عرفات ) لعلاقتها بحبيبها القديم فالح ( محمد المنصور )؛ خائنة زوجها حبيب الأعور ( إبراهيم الحساوي) البائس والمذموم بين أهالي البلدة الصغيرة. وبعد أن يختفي حبيب في ظروف غامضة خلال أعوام الثمانينيات ويظهر بعد سنوات، يجد أن كل شيء قد تغير، وأن فالح قد استوطن داره، بينما أولاده (خالد البريكي) وصديق الولد (خالد أمين) وبناته (يلدا ووفاء مكي وبثينة الرئيسي ودانة) قد كبروا.. ومن هنا يبدأ الصراع مع الأب العائد وتبدأ بشدة أحداث مسلسل (شوية أمل) للكاتب حسين المهدي والمخرج السينمائي البحريني علي العلي ومشاركة مجموعة من نجوم الخليج. وعن حضور وشخصية الحساوي في مسلسل (شوية أمل)، لا نسأل الحساوي نفسه وإنما ننعطف إلى (أبو عبدالله) محمد المنصور الذي يعلق بدون تردد: "إبراهيم الحساوي من جيلنا.. جيل الالتزام في الفن". مؤكداً حرص الفنان الحساوي على دوره وكذلك على المجموعة التي يعمل معها. مشيداً بحب الفنان الحساوي لدوره أياً كان هذا الدور بل وحتى لو كان صامتاً (البانتومايم) وهو أيضاً يجتهد في دوره عبر أداء بروفات، ولطالما يدعونا إلى عمل بروفات للمشاهد وهذا أمر جميل جداً وأحييه عليه. مضيفاً: "تأكد.. إن من ينتمي لجيلنا سوف يكون ملتزماً لأننا أناس ملتزمون والفنان التزام قبل كل شيء". مشيراً إلى أنه من الصعب أن تجد فناناً ملتزماً في كل الجوانب، من بين الفنانين الشباب في هذا الجيل. الفنان الحساوي الذي أعلن لنا أن لديه الكثير والكثير من الأمل في هذا المسلسل، يشعر أن هذا المسلسل لن يمر مرور العابرين. مضيفاً: "أشعر أن هذه المحطة في حياتي سوف تلمع لجودة النص والأسماء والرؤية الإخراجية ولملامستها للواقع.. لذا أراهن على هذه المحطة في حياتي.. وأراهن على مسلسل (شوية أمل)". معترفاً بأن هذه المحطة يصاحبها شيء من القلق، كونه يجسد مرحلتين بشخصية تكاد تمثل دورين مختلفين. وعن شخصيته (حبيب الأعور) يعلق الحساوي: "هو حبيب المنبوذ في المجتمع والمسبب لأولاده العار والسخرية من أطفال المدرسة.. حبيب الشخصية الإنسانية التي سترونها وستتعاطفون مع وجودها لأنها قريبة جداً من مجتمعنا وبيئتنا الخليجية وهو حبيب الذي يشعر بالانكسار والنقص كونه ناقص عين وزوجته على علاقة بحبيبها الآخر". أما المخرج علي العلي الذي قدم "16" فيلماً سينمائياً قصيراً، يتحدث ل" الرياض" عن ثاني تجربة درامية له بعد مسلسله الأول (على موتها أغني)؛ قائلاً: "مسلسل (شوية أمل) هو قصة اجتماعية وخليجية بحتة ومتكاملة وأقرب إلى الجمهور الخليجي من حيث الطرح، خلافاً لمسلسلي الأول (على موتها أغني)؛ إذ أنها عربية الحكاية، بما أنها كانت تدور حول قصة حب وافد عربي بفتاة خليجية". المخرج العلي الذي يجلس وراء شاشة المونيتر، يراقب الصورة والمشهد جيداً، لا نشعر ونحن معه أننا أمام مخرج لم يجتز عمره حاجز ال"28" عاماً؛ بفعل هدوئه التام وهو يراقب عملية التصوير وموجهاً الجميع بأسلوبه اللطيف، ساخراً من "كركتر" المخرج الديكتاتور في موقع التصوير وخالقاً روحاً من الألفة، دون أن يتردد أن يلقي "بإفّيه" كوميدي ساخر ل"ترطيب" الجو بعد يوم طويل كما يقول لنا. ولأن علي العلي ينتمي إلى الصورة السينمائية فإن مسلسله الجديد سوف يكون سينمائياً من حيث المعالجة البصرية، رغم اعتراضات من يرى أن الجمهور بسيط ولا يحتمل مثل هذه الصورة الباذخة بالزوايا والمعالجات البصرية السينمائية وهو ما يعلق عليه المخرج البحريني قائلاً: "أنا مقتنع كل الاقتناع بما أفعل؛ ولأني لا افتعل هذا الأمر وإنما هو نابع من ثقافتي السينمائية وتلك المدارس التي تشربت منها أبجديات العمل السينمائي؛ حيث الحوارات تتقلص لصالح الصورة المرئية" وهو ما يختلف بشكل كبير أيضاً عما يقدم في الدراما الخليجية بالتحديد؛ إذ يعلن العلي أنه ينحاز إلى صديقه المخرج شوقي الماجري صاحب مسلسلي (الاجتياح) و(هدوء نسبي)؛ محاولاً أن يقدم صورة فيلمية، تجتاز ما تدور حوله الدراما الخليجية.