فرقت الشرطة التونسية الثلاثاء في وسط العاصمة التونسية بالغاز المسيل للدموع والهراوات نحو ألف متظاهر رفعوا شعارات مناهضة للحكومة الجديدة التي أعلنت الاثنين. وكان الصادق شورو (63 عاما) الرئيس السابق لحركة النهضة الاسلامية المحظورة والذي أفرج عنه في 30 تشرين الاول(اكتوبر) الماضي بعد أن أمضى 20 عاما في السجن، في مقدمة المتظاهرين. وقال شورو لوكالة فرانس برس قبل تفريق التظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة ان "الحكومة الجديدة لا تمثل الشعب ويجب أن تسقط.. لا للتجمع" في إشارة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي الحزب الحاكم في عهد بن علي. وكان شورو محاطاً بثلاثة اشخاص يبدو انهم يؤمنون حمايته، ورفع شبان كانوا بجانبه يافطات كتب عليها "نعم للنهضة". ودعت الشرطة المتظاهرين الى التفرق بموجب حالة الطوارئ التي تمنع تجمع اكثر من ثلاثة اشخاص في الطريق العام، قبل اطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم. وتفرق المتظاهرون الذين كانوا في البداية نحو مئة شخص، قبل ان يعودوا في عدد اكبر فتدخلت الشرطة بعنف لتفريقهم مجددا، وهتف المتظاهرون "خبز وماء، التجمع لا" في اشارة الى التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الذي كان يرأسه بن علي. وقال احد المتظاهرين "نرفض هذه الحكومة المجرمة التي تريد سرقة ثورة شعبنا.. نريد حكومة تمثل حقيقة الشعب.. نندد بأحزاب المعارضة الكرتونية الممثلة في السلطة". وكان تم التجديد لمحمد الغنوشي الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد بن علي، الاثنين في منصبه واعلن الاثنين عن "حكومة وحدة وطنية" تضم ثلاثة من قادة المعارضة المعترف بها، غير ان التجمع احتفظ في الحكومة بالمناصب الرئيسية مثل الدفاع والخارجية والمالية. وكان وزير الداخلية التونسي أحمد فريعة قد أكد في وقت سابق للتلفزيون الحكومي ان 78 شخصا على الأقل قتلوا منذ بدء الانتفاضة التي شهدتها البلاد مشيرا إلى أن حجم الأضرار والخسائر التجارية بلغ حوالي(2 مليار دولار).