فقاعة الصابون المدعوة ويكليكس انفجرت على أصحابها عام 2010، وستستمر في تقديم ضجتها الفاقعة، إلا أنها، وبعد كل هذا التضخم الإعلامي، لم تقدم ما ادعته من وثائق سرية غاية في الخطورة، بل تركت عدة أسئلة، أهمها: أين الخطورة؟ وأين السرية؟ ما الغايات؟ وما الدوافع؟ والإجابات تؤكد بأن وضوح الغايات والدوافع ليس بحاجة إلى فك أية شيفرة. حول هذا الحدث، جاءت افتتاحية رئيس التحرير المبدع سيف محمد المري، محركة العديد من التساؤلات الهامة التي قد لا تخطر للويكليكسية، مثل: لماذا، بعد كل هذه الشهرة، لهذا الموقع وصاحبه ألا يعمد إلى بيع حقوق النشر ليجني منها ملايين الدولارات؟ ومادام كما يدعون عليه أن له صحيفة سوابق، فلماذا لم يتجرأ ويساومهم على تلك الوثائق، ويقبض ثمن سكوته؟ ثم، قبل هذا وبعده، ما الذي يجعلنا نحن الشرقيين نصدق كل ما تأتي به، أو تنقله وكالات الأنباء الغربية، ومصادر المعلومات الأجنبية؟ ويضيف "المري": الصحافة في الانتظار، وأغلب الظن أن هذا الموقع عبارة عن فقاعة صابون كان القصد من ورائها إحراج كل من إيران وكوريا الشمالية وتوجيه أصابع الاتهام إليها ضمن جولة من جولات الحرب الإعلامية التي يمارسها الغرب حين يضع دولة من الدول في أجندته". وتأخذنا البانوراما إلى "غزة" بموقعها وتاريخها وانتصارها على كل حصار، ونصل إلى قسنطينة الجزائرية وما تتظالل به من طبيعة وأدب وفن، وننتقل إلى صلالة العمانية لنصافح تراثها، ونتأمل آثار ناقة النبي صالح وضريح النبي هود. ونقرأ "في الصميم" عن رواية "حجر السرائر"، و"بوشكين شمس الشعر الروسي"، والرواية الجزائرية الممتدة إلى العالمية على حد تعبير واسيني الأعرج، ونستمتع برحلة مع العرب بين البحر والصحراء، ونتابع أحلام المثقفين مع العام الجديد، ويستوقفنا غاندي بتسامحه الإنساني، ونتعرف إلى الشاعر الروماني جورجي غريغوري، وهو أول من ترجم القرآن الكريم من اللغة العربية إلى الرومانية. ويأتي عيد اتحاد الإمارات التاسع والثلاثين في تحقيق يستقرئ الثقافة وآراء المثقفين، من خلال العلاقة الواقعية والمتخيلة. وتعزف عدسة فرناند فرنسيس على هذه الموسيقى الوطنية التي صورت العديد من الأماكن الهامة، وفي ذات المنحى، يرى رجل الأعمال أحمد سيف بالحصا بأنه لا وجود للمستحيل، لكن هناك وجودا لعلاقة جادة ما بين الثقافة والمال. وفي أول حوار إعلامي له، بعد توليه وزارة الثقافة، يصمم المبدع الدكتور رياض عصمت على خطة منهجية سورية وعربية ودولية، ولا يخفي تفاؤله بالمشهد الثقافي الإماراتي، كما أنه سيظل مؤمناً بدور الحب كوقود للشعر والعدالة. في باب "دراما الحياة"، نتشارك في الدلالة الإشكالية التي تجمع بين الكلمة والكاميرا، وكيف من الممكن تحويل الرواية إلى عمل سينمائي دون تهميش جوهر العمل الأدبي، أما من يفضل الممثل المبدع، فعليه أن يشاهد أفلام "آل باتشينو". ويحتفي باب "سطور مضيئة" بالعديد من المواد، منها جان جينييه، وجائزة إمباك، وزمن الرواية، والسياب، والخط العربي. وتتنوع أجنحة الخيال بين التأليف والترجمة، بينما يأتي بورتريه العدد عن الممثل والمخرج والكاتب الفرنسي "برنار جيرودو"، ويتوزع باب "ألوان وظلال" بين نساء حسن سليمان ونساء إسماعيل الرفاعي، ونرحل مع إيقاع الروح" إلى كل من فيلمون وهبي وفرقة بلدنا الفلسطينية. وعن الحراك الثقافي، يتصدر الشعر المسرح، وملتقى الرقة للإعلام والسياسة، ومعرض نوري الراوي. ومن مكتبة العدد، نقرأ عن "سلسل الماء"، و"رباعيات الخيام"، و"نافذة العنكبوت". هذا إضافة إلى "نادي الأقلام" وكتّاب المجلة، والمقالات الأخرى، وكتاب الشهر "بابل الشعر" لأحمد عبد المعطي حجازي، و"سي دي" بعنوان سياسة الضوء لأدونيس. أما رفة جناح مدير التحرير الكاتب نواف يونس، فتأتي مثل اللحظة الفاصلة بين عامين، وما فيها من صعوبة الترتيب بين نقد الموجة الراحلة، وهندسة الموجة القادمة، بما يتناسب مع السمو الروحي، وما يكشف سر الحياة.