يثير القانون الذي أصدره مجلس النواب الفرنسي بخصوص فرض ضريبة إعلانية بمقدار 1% على شركات الانترنت العملاقة مثل غوغل فيسبوك الكثير من الجدل. وتبرر الحكومة الفرنسية ذلك بأن هذه الشركات العملاقة لا تساهم بأي شيء في صيانة الشبكات الفرنسية أو انتشارها ومع ذلك فإن غوغل مثلا تسيطر على 90% من سوق الإعلانات الالكترونية في فرنسا. وبحسب وجهة النظر الفرنسية فإن هذه الشركات التي توجد في خارج فرنسا وتهيمن على نسب كبيرة من السوق الفرنسية يجب أن تدفع ضريبة على ذلك. من جانب تبدو وجهة النظر الفرنسية معقولة إلى حد ما لأن شركات الاتصالات في فرنسا هي من قامت بتأسيس الشبكات هناك وهي من تعمل على صيانتها وانتشارها و مع ذلك فإن الفائدة الكبرى من ذلك ترجع لشركات تقع مقارها في الضفة الأخرى من الأطلنطي لم تساهم بأي شيء في إنشاء وصيانة وانتشار هذه الشبكات وفوق ذلك تحتل الجزء الأكبر من الحركة على الانترنت في فرنسا. ومن الجانب الآخر سيفتح مثل ذلك القانون الباب واسعا لمطالبات مماثلة في دول عديدة حول العالم فاكتساح شركات الانترنت العملاقة مثل غوغل فيسبوك للحركة على شبكاتها هو أمر لا شك فيه وهذا شيء واضح جدا فالغلبة على الانترنت هي لهذه الشركات. فإذا نجحت الحكومة الفرنسية في تمرير ذلك القانون الذي أرجأت تنفيذه حتى يوليو القادم لإجراء المزيد من النقاشات عليه فستواجه غوغل و فيسبوك بفواتير ضرائب في كل أنحاء المعمورة وهذا أمر بالتأكيد لن تقبله هذه الشركات مما يضطرها لإيقاف خدماتها عن هذه الدول وهنا سيبرز سؤال مهم للغاية عمن هو المستفيد الأكبر في العلاقة التبادلية بين الشركات العملاقة مثل غوغل و فيسبوك والمستفيدين من خدماتهم حول العالم؟ لا أتخيل كيف تسير الأمور بدون خدمات غوغل و فيسبوك وبالتأكيد فإن الكثيرين يشاطرونني هذا الرأي ومن ضمنهم 500 مليون شخص هم عدد مستخدمي فيسبوك مثلا حول العالم! إن فضاء الانترنت مفتوح للمنافسة للجميع ولكن التفوق فيه حتما هو للأكثر إبداعاً ، فقد نجحت غوغل وفيسبوك لأنها شركات مبدعة فهل تستحق هذه الشركات دفع ضريبة على إبداعها ؟