عندما نتأمل طريقة التعاطي مع الرجال في مجتمعنا، نجد أن كل الرجال أمناء بالفطرة!!. وهم أحسن رجال في الدنيا في التعاطف والقدرة على وضع أنفسهم مكان الطرف الآخر. كثير من رجالنا يا سادة يعتبرون أنفسهم أنهم أكثر رجال الدنيا فهماً لحاجات حواء وأكثرهم عدلا وعطاءً.. أكثرهم أمنا وأكثرهم معرفة بقيمة الحرية عند المرأة وحاجتها للترفيه. رجالنا كلهم أسوياء ليس بينهم العصابي ولا الذهاني ولا مضطرب الشخصية ولا من يعاني من تشتت الانتباه والنشاط الزائد الذي يجعل صاحبه مندفعاً في سلوكه متهوراً ويغرق من يعيش معه بالديون ونسبة هذا الاضطراب منتشرة لدى الذكور وتفوق بكثير نسبة انتشاره لدى الإناث! في إحصائياتنا (الخاصة)عن الأمراض والاضطرابات النفسية ليس عدد الذكور المصابين بالتخلف العقلي والتوحد أكثر من الإناث! وليس هناك في سجوننا رجال وليس هناك من رجالنا من هو أحمق أو تنتابه نوبات من الغضب تجعله يقرر قرارات مبنية على الانفعال والعناد وقهر وقمع الآخر وإعاقة مسيرته والوقوف في طريق مستقبله!!. رجالنا دائما وأبداً منطقيون داعمون للمرأة في مسيرة حياتها العلمية والعملية . ليس هناك من رجالنا من يحرم المرأة من بعثة تستحقها أو يرفض إخراج جواز لها لمتعة بريئة وترفيه هو حق لها. رجالنا الوحيدون في العالم الحريصون على عدم السفر لوحدهم بل أخذ زوجاتهم وبناتهم معهم بهدف الحماية من مزالق الخطر! وهم في نفس الوقت لا يهدمون حياة المرأة تحت تأثير المخدر أو المسكر!.. ليس هناك من رجالنا من يظلم المرأة وقد يستولي على إرثها أو قد يؤخر إعطاءها حقوقها أو يأخذ معاشها الشهري عنوة أو يخدعها! ليس منهم من يضربها أو يعذبها نفسياً وانفعالياً أو يتهرب من إيصالها لعملها أو لزيارة أهلها!. ولذلك أكرمنا المرأة وجعلناها كالملكة التي تجد الرجل سائقاً لها دائماً وأبداً. وحتى مرحلة المراهقة التي يمر بها ذكور العالم كلهم، لا يمر بها المراهق السعودي، فهو قد يوقع لك تصريح إجراء عملية جراحية ويسمح لك بالسفر حتى لو كنت أمه، و كنت عاقلة وحاصلة على أعلى الشهادات ولك مركز اجتماعي مرموق. والأحسن في رجالنا هو ذلك الاحتواء والفهم للمرأة حتى ولو لم تنطق بشيء ولم تشتك . لذلك لا توجد في محاكمنا نساء معلقات ولا مطلقات بدون نفقة لأطفالهن!. لكل تلك المواصفات السامية والأخلاق الحميدة التي يتسم بها رجالنا فإنني أرى أن نسمي مجتمعنا مجتمع مدينة الرجال الفاضلين على طريقة مدينة أفلاطون الفاضلة والأحسن بصراحة أن نرسلهم كوفود لدول أخرى ليعلموا رجال العالم دروساً في التعامل مع الجنس اللطيف. ويا ليتنا نكتب بعض الكتب الإرشادية يؤلفها رجالنا حول كيف تسعد المرأة في حياتك ونترجمها للغات العالم أجمع. ولذلك أيضاً جاءت حملة ولي أمري أدرى بأمري . لذلك يا سادة ولكل ما سبق ذكره.. تولى الرجل عندنا أمر المرأة في كل صغيرة وكبيرة وحشر أنفه في خبايا حاجاتها وتنفس الهواء بدلاً عنها وخطط لها حياتها ورصد تحركاتها وتبنى آمالها وأحلامها. كل العالم يؤمن بحرية المرأة ويؤمن بقدراتها ونحن نعاملها أحسن معاملة، نؤمن بأنها جوهرة مصونة لابد أن نحفظها في علبة مخملية نخاف عليها من نفحات هواء!!. ولا عجب أن نال الحسد نساءنا من نساء العالم أجمع ولا تستغربوا أن تتم هجرة نسائية من جميع بقاع العالم لتنعم معنا بالحياة المخملية التي تعيشها المرأة السعودية ..ولذلك أنا أيضاً أخاف من حسد نساء العالم لرجالنا لا يروحوا يتغيروا!!