منذ أربعة عقود أو تزيد كانت حواري (وسكيك) أيام زمان هي مسرح فعاليات وتسلية الأطفال والصبية.. فلا ملاهي ولا وسائل ترفيهية أُخرى.. ففي السكة أو الزقاق يجتمع الجميع.. حتى البنات الصغيرات يلعبن (جنباً إلى جنب) وبالقرب من أولاد الجيران والحارة (في النهار فقط) وقد سبق لي الحديث عن ألعاب بنات الحارة والجيران.. ولعل سوانح قادمة تتيح لي فرصة للمزيد من الحديث عن طفولتهن أيام زمان.. أما الصبية والأطفال فلعبة الكعابة هي السائدة نهاراً تليها كرة القدم إن تأمنت قيمة كرة الصب (ريالان) والملاحظ (آنذاك) وقد يكون الآن أيضا هو ان من يستطيع تأمين الكرة لا يلعب جيداً ومع ذلك يتحكم في كل شيء.. ويختار لاعبي الفريقين وخانة كل لاعب.. وقد يختار (لنفسه) خانة رأس حربة في أحد الفريقين ليتمكن من تسجيل الأهداف.. وحكماً في نفس الوقت.. وإن احتج أو اعترض احد عليه (نادراً) قال (ببساطة) عطوني كورتي وما أبغى ألعب معكم ليذهب إلى صبية آخرين يقبلون بشروطه فرحين.. وهناك أشياء غريبة (اختفت هذه الأيام) كانت تُصاحب لعب الكرة (كشوتة الظفر والزبيرة) وشوتة الظفر يكفي لشرحها وذكر قوتها اننا كنا نلعب الكرة حفاة الأقدام .. أما (الزبيرة) فلكي تكون الشوته قوية وتصيب الهدف يقوم من سيشوت الكرة (في العادة صاحب الكرة) بعمل مايعرف (بالزبيرة) بأن يقوم بوضع الكرة على تراب مكور ويرتفع عن الأرض قليلاً.. وهناك كلمة موغلة في القدم كانت تتردد بين الصبية عندما يجتمعون للعب وهي (المباواة) حل محلها (هذه الأيام) القرعة.. عندما يجتمع عدد من الصبية وليكن عددهم عشرة (مثلاً).. فينقسمون إلى قسمين.. ومن يقول (بَو) يكون له السبق في بداية اللعب.. ويُسمع في العادة صوت آخر يقول (عقيبك) أي ان دوره سيكون بعد من قال (بَو) مباشرة.. وعندما يأتي المساء كما تقول أغنية عبد الوهاب يدخل الجميع في بيوتهم.. وفي مقدمتهم البنات الصغيرات.. ليرجع بعض الصبية (للدوجان) بعد المغرب أو العشاء في سكيك وأزقة حاراتنا الطينية آنذاك وتكسير لمبات الشارع (على قلتها) ومطاردة الكلاب والقطط الضالة إن وجدت.. ولعب عظيم سرا.. ولعبة عظيم سرا لعبة بسيطة كبساطة الناس أيام زمان.. ولا تحتاج إلا لليلٍ بهيمٍ حالك الظلمة وعظم صغير يُرمى به بعيداً.. ومن يجده ويعيده هو الفائز.. ومن يقوم برمي العظم (عظيم سرا) يقول في العادة لكي يختفي بقية اللاعبين أثناء الرمي.. فلا يرون في أي اتجاه رُمي العظم.. يقول بصوتٍ عالٍ (توزوزو يا عصافير السدرة) وإلى سوانح قادمة بإذن الله.