يفرض قانون ولاية كاليفورنيا على الأشخاص المدانين بالقيادة تحت تأثير الكحول وضع أجهزة إلكترونية في سياراتهم لقياس نسبة الكحول في هواء الزفير المنبعث منهم، والذي سيعمل بمثابة قفل إلكتروني يمنع السيارة من الحركة إذا كان القائد مخمورا. سيعمل الجهاز على منع تشغيل السيارة في حال سجل نسبة كحول في هواء الزفير المنبعث من السائق تتجاوز النسبة المسموح بها . وسجلت كاليفورنيا العام الماضي مقتل 1355 شخصا في حوادث تسببت فيها القيادة تحت تأثير الكحول. ويُلقى القبض على حوالي 550 شخصاً يوميا بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول. هذا في أمريكا. وفي بلدان أخرى أظهرت نتائج بحوث أن الأرق له دور في الحوادث، و ما يُرافقه من تعب وإجهاد ذهني ونفسي يخلق مشاكل كتلك التي يحدثها وجود نسبة 0,10% من الكحول، وحذرت كل نتائج الحوادث من القيادة عقب ليلة أرق . ولدينا في جزيرة العرب مشكلة لا يزال حلها عاصيا . ومادمتُ في الحديث عن السير وسلامته سآتي إلى ظاهرة خاصة بنا في بلادنا ، وهي تكرر الحوادث المميتة نتيجة الاصطدام بالجمال السائبة في البراري . وأرى أن سبب عمق المأساة هو طبيعة التكوين الجسماني للبعير التي تختلف عن بقية الحيوانات في بلدان أخرى . فالله منحهُ جسما ثقيلا مقارنة مع قوائمه الواهنة أو الضعيفة. تأتي الصدمة في القوائم وينتج عنها ارتداد جسم البعير الضخم إلى المركبة ومن فيها ، وهذا ما يظهر في كل صور الحوادث . ولو كان الحيوان صغيرا – كما في البلدان الأخرى - لدفعته قوة السيارة إلى الأمام وقللت احتمال الإصابات . جمال سائبة على الطرق تتسبب في حوادث ومآسٍ كثيرة تحصد أرواح الأبرياء يومياً جراء إهمالها وعدم مراقبتها من أصحابها وتوصلت إحصاءات أجريت حديثة إلى أن عدد الإبل في المملكة يزيد على نصف مليون رأس. والنسبة الكبرى منها تركت حرة طليقة في الانتقال من مكان إلى آخر بحثا عن المرعى، ما أدى إلى دخولها مسارات الطرق وتسببها في الحوادث. وبالرغم من أن وزارة النقل قامت بتنفيذ معابر للجمال في الطرق السريعة بشكل يساعد الحيوانات على العبور منها دون الدخول إلى الطرق أو التسبب في الحوادث إلا أن الحيوان ( لم يكلف نفسه بالبحث عنها ! ) . و كذلك قامت بالتأكيد على أصحاب الإبل بإعداد قوائم بالوسوم المتعارف عليها وتزويد القبائل وتجار الإبل والدلالين بها ( كعامل ردع وتحذير ). وكذا التأكيد على أصحاب الإبل وضع أحزمة عاكسة على الإبل لكي تعكس وجودها ليلا لمستخدمي الطرق. إلا أن الصورة لازالت قاتمة . وكوارث الإبل السائبة تلازم محاضر الحوادث . حتى قلنا إنها من خصوصيات البلاد .