توجه الرئيس زين العابدين بن علي مساء أمس الإثنين بخطاب الى الشعب التونسي وذلك على إثر ما شهدته بعض المدن التونسية من أحداث شغب وتشويش وأضرار بالأملاك العمومية والخاصة قال عنها الرئيس التونسي "إنها أحداث عنيفة دامية أحيانا أدت إلى وفاة مدنيين وإصابة عدد من رجال الأمن قامت بها عصابات ملثمة لم تتورع عن توريط أبنائنا من التلاميذ والشباب العاطل فيها. أياد تحث على الشغب والخروج إلى الشارع بنشر شعارات اليأس الكاذبة وافتعال الأخبار الزائفة استغلت بدون أخلاق حدثا أسفنا له جميعا وحالة يأس نتفهمها كانت حدثت بسيدى بوزيد منذ أسبوعين" ...وأعرب الرئيس التونسي عن بالغ أسفه للوفيات والأضرار التي نجمت عن هذه الأحداث مجددا تعاطفه مع أسر المتوفين والمتضررين معلنا عن أخذ العدالة مجراها للتحقيق في ظروف وملابسات هذه الأحداث وتحديد المسؤوليات فيها. وقال الرئيس بن علي إن هذه الأحداث هي أعمال" قلة من المناوئين الذين يغيظهم نجاح تونس بل يسوؤهم ويحير نفوسهم ما تحقق لها من تقدم ونماء تشهد به كل المؤسسات والهيئات الدولية والأممية المعروفة بالموضوعية والنزاهة... وهؤلاء المغالطون ركبوا موضوع البطالة بتوظيف حالة يأس فردية مثلها يتكرر في جميع المجتمعات وفى عديد الأوضاع ...، مناوئون مأجورون ضمائرهم على كف أطراف التطرف والإرهاب التي تسيرها من الخارج أطراف لا تكن الخير لبلد حريص على العمل والمثابرة بلد موارده ذكاء أبنائه وبناته الذين راهنّا عليهم دوما ومازلنا لأننا نفضل مجابهة التحديات وصعابها بشعب مثقف على الأمان الوهمي بشعب جاهل". وبعد أن أكد الرئيس التونسي مواصلة الإصغاء إلى مشاغل الجميع مبيّنا الجهد المبذول لمعالجة قضايا التنمية في مختلف الجهات وما تم اعتماده من برامج إضافية تدعم العمل المتواصل لتحقيق تنمية متكافئة متوازنة بين الفئات والجهات أعلن على سلسلة من الإجراءات منها مضاعفة طاقة التشغيل وإحداث موارد الرزق وتنويع ميادينها ودعمها في كل الاختصاصات خلال سنتي 2011 و2012 بمجهود إضافي هام من قبل الدولة والقطاع العمومي وبتضافر جهود القطاع الخاص والقطاع البنكي والتعاون الدولي وسائر الأطراف المعنية ووعد الرئيس التونسي بتوفير 300 الف فرصة عمل جديدة قبل 2012 . واختتم بن علي خطابه بالقول "إن هذه الأحداث لا يمكن أن تفل من عزمنا ولا أن تنال من مكاسبنا بل يجب أن تستخلص جميع الأطراف العبرة منها وان نواصل مسيرتنا بكل ارادة وحماس لان عزة تونس ومناعتها أمانة مقدسة لدى التونسيين والتونسيات جميعا." الى ذلك وعلى اثر التصريح الذي ادلى به الناطق الرسمى باسم الخارجية الامريكية بخصوص الاحداث التى جدت مؤخرا ببعض المناطق في تونس تم يوم الاثنين استدعاء سفير الولاياتالمتحدةالامريكيةبتونس من قبل كاتبة الدولة للشؤون الخارجية وقد عبرت السلطات التونسية عن استغرابها للتصريح الذي ادلى به الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الامريكية وذلك رغم التوضيحات التي قدمتها السلطات التونسية ذاكرة أنها تفاجأت بمحتوى هذا التصريح الذي يستند الى معلومات مستقاة من عناصر مناوئة بدون التثبت وبدون مراجعة السلطات الرسمية ومتسائلة حول رد فعل السلطات الامريكية إزاء مظاهرة يزعم أنها سلمية يتم خلالها رمى زجاجات /مولو توف/ وتخريب وحرق منشات.. مؤكدة في هذا الصدد ان كل الحريات بما في ذلك حرية التجمع مضمونة بموجب الدستور والقانون في تونس وانه لم يقع اطلاقا منع او عرقلة التجمعات ما دامت سلمية وغير عنيفة...وجاء في الرد التونسي أن الأحداث التي سجلت أخيرا ببعض المناطق اخذت في بعض الاحيان منحى عنيفا استوجب رد فعل شرعي للمحافظة على النظام العام وضمان امن المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة . من ناحية اخرى قالت مصادر طبية في مستشفى بمدينة القصرين إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا الاثنين وأصيب نحو 10 آخرين على نحو خطير عندما أطلقت قوات الأمن التونسية الرصاص بشكل عشوائي على محتجين في المدينة التي تشهد لليوم الثالث على التوالي مواجهات دامية بين السكان وقوات مكافحة الشغب .