يعاني معلمو صعوبات التعلم، من ضعف واضح في التأهيل الأكاديمي، حيث يتم التركيز على الجوانب "النمائية" وخصائص هذه الفئة من الطلاب، وإهمال التأهيل في المواد الأساسية التي يتم تدريسها، كما أن المعلمين يفتقدون الجانب التطبيقي وطرق التدريس لكل مادة. وكشفت دراسة أجرتها الباحثة "فردوس أبو القاسم" مديرة إدارة صعوبات التعلم في وزارة التربية والتعليم، عن حاجة المعلمات لتكثيف عملية التأهيل، حتى يعينهن على دورهن الهام، من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، لزيادة النمو المعرفي الذي سينعكس إيجاباً في الميدان. دبلوم معتمد في البداية يوضح "صالح المعدي" مدير إدارة صعوبات التعلم في وزارة التربية والتعليم، أن النسبة العالمية للطلاب الذين يعانون من صعوبات تعلم تترواح من بين (5 – 10%)، في حين لا تقل نسبتها في المملكة عن (5%)، وقياساً إلى عدد الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم، فإن الاحتياج متزايد من معلمي الصعوبات، كاشفاً عن توسع الوزارة في افتتاح المزيد من مراكز الصعوبات في المدارس، والتوجه إلى تعيين المعلمين في تخصصات اللغة العربية والرياضيات والعلوم، الذين يحملون دبلوماً معتمداً في صعوبات التعلم لا يقل عن عام دراسي، لمواجهة عدم كفاية تأهيل خريجي أقسام التربية الخاصة. برنامج حاسوبي وتناول "المعدي" التحديات التي تواجه وزارة التربية والتعليم في تنفيذ برامج تدريبية لمعلمي الصعوبات في الجامعات، نتيجة إلحاق كليات المعلمين بوزارة التعليم العالي، وتقاطع عدة جهات حكومية بشأن تفريغ المعلمين والمزايا المالية وغيرها، أدت إلى تأجيل المشروع، منوهاً إلى قيام الوزارة بتنفيذ دورات تنشيطية أثناء العام الدراسي، ذاكراً أن الوزارة ماضية في تطوير البرنامج وحوسبة أعمال معلمي الصعوبات، بعد تطبيق برنامج حاسوبي في أربع مناطق تعليمية، سيجري تعميمه على المدارس العام الدراسي القادم، حيث سيقلل من الإجراءات الكتابية ويختصر الوقت والجهد، ويربط المعلمين بالوزارة مباشرة، ويبقى الأمل في تفعيل الخطط التطويرية وإجراء دراسات ميدانية تعين جهات الاختصاص في إنجاح البرنامج. صالح المعدي ضعف التطبيق ويرى "فهد العتيبي" مشرف صعوبات في تعليم الشرقية، أن ضعف التأهيل الأكاديمي لمعلمي الصعوبات، يعود إلى التركيز على الجوانب "النمائية" وخصائص هذه الفئة من الطلاب، وإهمال التأهيل الأكاديمي في المواد الأساسية التي يدرسها معلم الصعوبات (إملاء – رياضيات – قراءة )، وكذلك ضعف الجانب التطبيقي وطرق التدريس لكل مادة. ويشاركه الرأي معلم الصعوبات "سعيد الأحمري" في افتقاد طلاب قسم الصعوبات في الجامعة للتأهيل العملي التخصصي في مجالي اللغة العربية والرياضيات، حيث يجد بعض المعلمين مشكلات تتعلق بتدريس مهارات المجالين السابقين. سعيد الأحمري افتقاد المهارة ويطالب "حامد اليوبي" مدير مدرسة أبي هريرة مشرفي الصعوبات في إدارات التعليم، بتأهيل وتدريب المعلمين أثناء العمل على الجانب الأكاديمي في التخصصات التي يدرسها معلمو الصعوبات، وتحديداً في مادتي اللغة العربية والرياضيات، مضيفاً أن الأثر المتحقق من معلم الصعوبات، لا يتناسب مع الجهد المبذول؛ لافتقاد المعلم لمهارة التدريس في مواده، خاصةً وأنهم يتميزون بحافز (30%) عن باقي المعلمين، ومزايا عملية متعددة. قصور الخطة الدراسية ويعترف "د.عمر فواز" رئيس قسم التربية الخاصة في كلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز بوجود إشكالية لدى خريجي مسار صعوبات التعلم، وذلك في عدم كفاية التأهيل الأكاديمي، ويعزو الخلل إلى قصور الخطة الدراسية لقسم الصعوبات في أغلب كليات التربية، لاشتمالها على عدد محدود من مواد التخصص التي سيدرسها معلم الصعوبات أو مايعرف بالتأهيل الأكاديمي، وتحديداً في مادتي اللغة العربية والرياضيات، مضيفاً أن أقسام التربية الخاصة مطالبة بإعادة النظر في خططها الدراسية ومراجعتها وتقويمها، لتحقق الأهداف التي أنشئت لها. فهد العتيبي توسع غير مدروس ويأخذ "د.فواز" على الجامعات توسعها غير المدروس، نظراً لقلة المتخصصين المؤهلين تأهيلاً علمياً عالياً في التربية الخاصة وندرتهم، مبيناً أن التوسع العشوائي في ظل غياب أعضاء هيئة تدريس متخصصين، يدفع بالجامعات إلى إسناد تدريس موادها لغير المتخصصين، وبالتالي سيكون على حساب المستوى العلمي للمخرجات. أين الدراسات؟ ويطالب "د.يحيى عبيدات" أستاذ التربية الخاصة المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز، بإعادة النظر في أسلوب تأهيل معلمي الصعوبات، وذلك بإضافة مواد تخدم الممارسات العملية، بحيث تتفادى الخلل الكامن في التركيز على "كم" المعلومات، وإغفال جانب المهارات، موضحاً أنه يلمس غياب الدراسات التي تشخص واقع معلمي الصعوبات في الميدان، والعزلة التي بين الوزارة والجامعات، متسائلاً عن غياب المراكز البحثية في الجامعات في تنفيذ مثل هذه الدراسات، وعدم حرص وزارة التربية والتعليم على تقييم البرنامج بأسلوب علمي يخدم الميدان، ويسهم في تطوير البرنامج، ذاكراً عدة حلول تتعلق بالطلاب الذين مازالوا على كراسي الدراسة، بزيادة مقررات الإعداد الأكاديمي في المواد التي سيدرسها معلم الصعوبات، واجتياز الطلاب الذين يتقدمون للتخصص في الصعوبات اختبارات قياس في اللغة العربية والرياضيات. د.عمر فواز مراكز بحثية ويرى "د.عبيدات" أن سبب عدم توفر دراسة متخصصة تتناول واقع برنامج صعوبات التعلم؛ راجع إلى غياب المراكز البحثية المتخصصة في التربية الخاصة عدا ما يقوم به مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، مشدداً على أن الحاجة ماسة لتقنين مقياس صعوبات التعلم، مناشداً عمادات البحث العلمي تنفيذ دراسات ومشاريع بحثية تتناول الاختبارات التشخيصية المقننة، وتثري مجالات دراسة صعوبات التعلم؛ لأن مثل هذه الأعمال تتطلب ميزانيات وتفرغ لا يقوم بها إلا مراكز أبحاث حكومية. تطوير البرنامج وكشف "د.عبد الله العقيل" مدير التريية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، عن خطة وزارية تستهدف زيادة عدد البرامج والتي تبلغ حالياً 1207، لتغطي معظم مدارس المملكة، مؤكداً سعيهم الجاد واتصالاتهم المستمرة مع أقسام التربية الخاصة في الجامعات، لمراجعة الخطط الدراسية والاستفادة من الملاحظات التي تسجل في الميدان، مشيراً إلى أن برامج الصعوبات تتجه نحو التوسع، من خلال افتتاح برامج في المرحلة المتوسطة، موضحاً أن العام الحالي سيشهد إقامة مؤتمر للتربية الخاصة في جامعة الملك سعود، متأملاً أن يناقش فيه وضع برنامج الصعوبات والتحديات القائمة. مزايا وظيفية يحصل معلمو الصعوبات على عدة مميزات وظيفية منها: زيادة في الراتب (30%) عن باقي المعلمين، ونصاب لا يتجاوز 18 حصة، إلى جانب وجود مقر مجهز حاسوبياً وتقنياً خاص بالمعلم. د.يحيى عبيدات