ملحمة بانورامية تتحد فيها الألوان والمشاعر لتجسد سيمفونية وطنية عطرة بتاريخ حافل بالإنجازات والبذل والعطاء للمملكة العربية السعودية، تصورها ذاكرة لونية للفنان التشكيلي حسن حمدان العساف بأنامل تتحرى الدقة والصبر في نقل الحقيقة لوناً خالصاً مفعماً بالحب.. فسيرة ومسيرة "الوطن" لا تعرف للكره بابا، فأبوابها نحو الحب والسخاء والبذل دائماً مشرعة.. لذا.. فقد أدرك التشكيلي حسن العساف ذلك جلياً، ليطلق لريشته العنان والتحليق في الرسم والرصد لمنجزات الوطن، وليترك لإحساسنا قراءة تفاصيل البناء والنماء سيرة متجددة؛ لا تقف عند حدود المكان، وتظل في طريق الحلم تردد إلى ما لا نهاية: ما أجمل أحلامك يا وطني، فكلما نكبر يكبر حبنا بك ومنك وفيك.. ما أجمل اسمك يا وطني الذي نفخر به دوماً.. ما أجمل تربتك وسماءك ونخيلك وأناسك وأحلامهم وآمالهم ومستقبلهم.. الكلمات لن تعبر ولن تستطيع الوصف كما هي الألوان، والمرايا تقف عاجزة عن نقل حقيقتك الجميلة والأصيلة والشامخة.. يا وطني. من مصمك العز، انطلق فجر التوحيد، ومسيرة البناء والتجديد.. بعيون تحمل حلماً بعيد المدى.. واسع الأفق، قوي الإيمان.. بنظرة مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله- الذي أرسى حجر الأساس لهذا البناء الشامخ حاملاً كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمداً رسول الله" ومتسلّحاً بالعلم والمعرفة وروح النهوض إلى الأعالي.. وليغرس عزيمة الطموح والرقي والازدهار في أبنائه من بعده، لتتوالى النهضة شاهدة على تتطور البلاد في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والصحية والعلمية والثقافية والفنية والأدبية والتجارية والاقتصادية والعمرانية والصناعية.. تماماً كما رسمها الفنان حسن حمدان في لوحته البانورامية البديعة.. لذا تأملوا جيداً وملياً في كل "مليمتر" من أجزاء اللوحة، فحتماً ستبحرون في عمر "كوني" من الشواهد والتقدم والطموح والحلم.. دمت يا "وطني" لوحة مرسومة بقلوب الشعب ومزينة بقادتك الأوفياء الأتقياء.