لحارس المرمى أهمية كبيرة في تحديد مسار البطولات وتأمين المناطق الدفاعية والمساهمة بتثبيت المستوى الفني واجتياز الظروف وصعوبة المنافسة وبث روح التحدي وحب الفوز، ومن هنا تأتي مسؤولية اختيار الحارس الأفضل وطريقة إعداده وتأهيله من قبل الأجهزة الفنية خصوصا عندما تكون البطولة صعبة وذات تاريخ طويل مع ضربات الترجيح ومباريات الحسم المعقدة والمتقاربة من حيث تعدد النجوم والمستوى الفني وارتفاع درجة الطموح والضغط النفسي ,وتعتبر بطولة كاس أمم آسيا واحدة من أهم هذه البطولات وأكثرها إثارة وتعقيداً ولقد كان لتألق وإبداع الحارس الفذ عبدالله الدعيع في نهائيات 84في سنغافورا و88في الدوحة الأثر الكبير في مساعدة المنتخب وتحقيق البطولتين وفي 96 وقف محمد الدعيع بكل بثقة واقتدار أمام كل الهجمات الإماراتية واستطاع مع باقي أفراد المنتخب تحقيق البطولة واستمرار الزعامة بعد أن توقفت على يد المنتخب الياباني في نهائي 92، والحقيقة أن هذا التألق بالنسبة للحارس الأساسي في جميع ما ذكر من بطولات كان بسبب وجود أكثر من حارس مرمى منافس وعلى مستوى رفيع من الاستعداد وتحمل المسؤولية متى ما احتاج الفريق أو حصل أي ظرف طارئ أو خارج عن الإرادة، ولذا يجب أن تشمل القائمة النهائية لأي منتخب على ثلاثة حراس من أفضل الموجودين في المسابقات المحلية وأكثرهم خبرة ومهارة ومقدرة على القيادة والتوجيه المستمر لتصحيح الأخطاء والسيطرة على الملعب، والغريب أن بعض المدربين لا يعطي لاختيار حراس المرمى أهمية كبيرة ويستبعد مشاركة الاحتياط الثاني أو الثالث فيقع بالحرج ويفقد فرصة المنافسة ومواصلة المشوار والسبب سوء الاختيار وقصر النظر والاعتماد على احتمال غير مضمون ولا يدل على حسن التدبير والذكاء المطلوب في مثل هذه البطولات. لعبت خلال الأسبوع الماضي لقاءات ودية عدة لأغلب المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس آسيا وقد حرصنا على متابعة المنتخبات التي سوف نلعب معها تصفيات المجموعة الثانية من الدور الأول للبطولة ولقد عكست هذه المباريات بعض المؤشرات والمستويات الفنية التي تؤكد على قوة المنافسة وتقارب الفرص واحتمال حدوث المفاجآت ,في المقابل خرج منتخبنا من المباريات الودية بمحصلة فنية جيدة وبعدة فوائد تحتاج إلى بعض الإضافات والتكامل وهذا لن يتم إلا من خلال جو البطولة واحترام كل المنتخبات وأولها المنتخب السوري الذي مازلت أؤكد على انه منتخب متطور وقد يسبب لنا الكثير من الإحراج خصوصا إذا استطاع المبادرة بالتسجيل وامتلاك الملعب وهذا ما حصل في المباراة التي فاز بها على المنتخب العراقي ولم تتكرر في مباراة المنتخب الإماراتي فخسر الفريق النتيجة بهدفين لصفر وهذا يعني أننا نحتاج إلي تسجيل الهدف الأول وتعطيل الحماس الذي يبدأ مع بناء الهجمة وهو أكثر ما يميز الكرة السورية، أما المباراة الثانية أمام المنتخب الأردني فهي أيضا صعبة وتحتاج إلى مزيد من الجهد والتركيز والفوز بها يجعل اللقاء الأخير أمام المنتخب الياباني أكثر سهولة واستقراراً وتجهيزاً للمراحل النهائية والتي لن يواصل معها إلا المنتخب الذي يبدأ بشكل جيد وأكثر تصميماً على الفوز.