نجحت الهيئة لتطوير مدينة الرياض في توطين أكبر خطة وطنية لتنظيم التنمية المستقبلية لمدينة الرياض من خلال"المخطط الاستراتيجي" الذي أعدته الهيئة ليكون مرجعاً استراتيجياً ينظم ويضبط جميع العوامل المؤثرة في نموها، من خلال مرجعية تنظيمية، ومخططات هيكلية، وسياسات حضرية، وخطة إدارية حضرية. وتعكف الهيئة التي تأسست قبل خمسة وثلاثين عاما برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، للاعلان عن جملة من مشاريع التطوير في قطاع القوى العاملة والبنى التحتية ومشاريع النقل العام والاسكان؛ لترجمة عملها المنهجي الذي أعدته الهيئة بالتعاون مع عدد من بيوت الخبرة العالمية؛ وجسدها أعلان رؤية مدينة الرياض للخمسين عاماً المقبلة، وإطار استراتيجي يتكون من خطط وسياسات للتنمية لمدة 25 عاماً المقبلة، وبرنامج تنفيذي ل "10 سنوات" يشتمل على 58 برنامجاً تنفيذياً ذا طبيعة استراتيجية في مجالات تنموية محددة، تتولى تنفيذها الهيئة بالتعاون مع بقية الجهات العاملة بمدينة الرياض كل حسب تخصصه. وتعد مدينة الرياض واحدة من أسرع مدن العالم نمواً بما في ذلك النمو السكاني الذي شهد قفزات متوالية عبر السنوات العشر الأخيرة وذلك بمعدل 4.2% خلال الفترة من 1425ه - 1417 ه ونسبة 4% خلال العام 1430 ه. ففي بداية السبعينات الهجرية لم يتجاوز سكان المدينة مائة ألف نسمة، غلبت عليهم الأصول العائلية المتقاربة، واتسمت حياتهم بإيقاع موحد في المعاش والأنشطة، والآن يعيش في المدينة ما يزيد على 4.8 ملايين نسمة من أكثر من خمسين دولة، تتعدد لغاتهم وثقافتهم واهتماماتهم. وزيادة عدد سكان المدينة كان ولا يزال أبرز سمات المدينة، والجانب المسئول عن بقية مظاهر النمو في القطاعات الأخرى، والتي تسعى دائماً لمواكبة احتياجات سكان المدينة، وأهم مميزات هذا النمو السكاني تكمن في معدلات النمو العالية التي لم تقل عن 8% طوال السنوات الماضية، وهو يعتبر معدلاً مرتفعاً مقارنة بمعدلات نمو المدن المماثلة، بل إن هذا المعدل وصل في فترة الثمانينات والتسعينات، وبداية العقد الأول من القرن الحالي إلى 16 % في بعض السنوات، أما الميزة الثانية لنمو سكان مدينة الرياض فتتسم بخصائص نوعية طرأت على حياة سكان المدينة، وغيرت كثيراً من مجريات حياتهم. كما تشهد مدينة الرياض أحد أعلى معدلات النمو السكاني عالمياً، إذ وفقاً لنتائج البحث السكاني لعام 1430 ه بلغ عدد سكان مدينة الرياض ما يزيد عن 4.8 ملايين نسمة مقارنة بحوالي 4.6 ملايين نسمة عام 1428 ه (2007 م)، بنسبة نمو 4% وبحسب نتائج البحث السكاني لعام 1430ه (2009 م) مثّل السعوديون ما نسبته 68% منهم 55% من الذكور وفي المقابل مثّل الإناث 45%. أما غير السعوديين فقد مّثلوا 32%. الهيئة العليا للتطوير أول إدارة عليا لمدينة الرياض منذ 35 عاماً استعمالات الأراضي بلغت مساحة مدينة الرياض (حدود النطاق العمراني الثاني) 2435 كلم مربع 1430 ه، وبلغت مساحة الأراضي المطورة 1219 كلم مربع، وقد مثلت نسبة مساحة الأراضي المخصصة للاستعمال السكني من المساحة الإجمالية للمدينة 17.80، ونسبة مساحة الاستعمال الصناعي 1.88، أما نسبة المساحة المخصصة للاستعمالات خدمات النقل 3.12، ومثلت نسبة مساحة الاستعمال التجاري 1.97 ، وبلغت نسبة مساحة استعمالات الخدمات الصحية والحكومية والتعليمية 10.66 ، ومثلت نسبة الاستعمال الثقافي والترفيهي 6.48 . الهرم السكاني: يتصف التركيب السكاني العمري لمدينة الرياض بأنه توزيع عمري فتي تزيد فيه نسبة الأعمار الصغيرة حيث تبلغ نسبة السكان أقل من 15 سنة (34 %) من إجمالي السكان كما يعرضه الشكل المقابل. وبالتالي فإن قاعدة الهرم السكاني تتسم باتساعها نتيجة ارتفاع نسبة الأعمار الصغيرة، وهذا التوزيع العمراني الفتي لمدينة الرياض سيمثل ضخاً قوياً لعرض القوى العاملة في المستقبل مما يوجب إعداد البرامج والمشروعات الاقتصادية وزيادة فرص العمل. وتتميز التركيبة السكانية للسعوديين بأنها أكثر فتوة وزيادة نسبة الأعمار الصغيرة أقل من 15 سنة حيث تبلغ 40% كما يوضحها شكل الهرم السكاني للسعوديين بينما نجد هذه النسبة لغير السعوديين 23% كما يوضحها شكل الهرم السكاني لغير السعوديين وهذا عائد بالطبع لكون العمالة المستخدمة هم من الأعمار في سن العمل. ويعكس ذلك إحدى خصائص الهجرة الخارجية المتمثلة بانتقائية المهاجرين في الأعمار المتوسطة. عبداللطيف آل الشيخ الأسر: شهدت منطقة الرياض زيادة ملموسة في عدد الأسر التي تعيش فيها، وهي نوعان أسرة مفردة مكونة من الزوجين والأولاد، وأسرة ممتدة مكونة من الزوجين والأقارب. وقد عكست الفترة الزمنية السابقة منذ عام 1407 ه (1986م) تغيرا لأنماط الأسر السعودية، حيث أصبح نمط الأسرة المفردة هو النمط السائد، وشكلت نسبته في عام 1425 ه (2004م) 75%، بينما كانت نسبته في عام 1417ه (1996م) 67%، في حين بلغت نسبة الأسر الممتدة 21% فقط في العام 1425ه (2004م). ووفقاً لنتائج المسح السكاني لعام 1430 (2009م) بلغ عدد الوحدات السكنية 817709 مسكن، موزعة مابين المنازل الشعبية والفيلات والشقق وأخرى، ولكن أغلب المساكن هي في شكل فلل سكنية حيث بلغت نسبتها ما يزيد عن 57% وبلغت نسبة الشقق السكنية أكثر من 38%، وفي المقابل، فقد بلغت نسبة ملكية المساكن 56%، وقد شكلت نسبة الوحدات السكنية الشاغرة 6% من إجمالي عدد المساكن القوى العاملة: على مستوى مدينة الرياض، بلغ إجمالي حجم القوة العاملة 1772833 وفقا لمؤشرات عام 1430ه ، وبالنسبة للسعوديين تحديداً، فقد بلغ عدد القوى العاملة السعودية ممن هم 15 عاما فأكثر في 1428 ه (2007 م) حوالي 996.3 ألف نسمة منهم 832 ألفا من الذكور وحوالي 164 ألفا من الإناث. أما بالنسبة للسعوديين خارج قوة العمل ممن هم في سن 15 عام فأكثر فيبلغ عددهم حوالي 1.5 مليون نسمة منهم حوالي مليون من الذكور و451 ألفا من الإناث. ويتوزع سكان الرياض الذين هم خارج قوة العمل ما بين الأنشطة المنزلية والتعليمية والمتقاعدين والمكتفين، فحوالي 688 ألفا من سكان الرياض الذين هم خارج قوة العمل وفي سن 15 سنة فأكثر هم من الطلاب والدارسين. أما فيما يختص بتوزيع السعوديين في منطقة الرياض بحسب المجموعات الرئيسية للمهنة، فمن إجمالي 2.1 مليون مشتغل هناك حوالي 661 ألف يعملون بالخدمات وحوالي 459 ألفا يعملون بالمهن الهندسية الأساسية المساعدة وحوالي 215 ألفا يعملون فنيون في التخصصات العلمية والفنية والإنسانية وحوالي 211 ألفا يشتغلون في البيع أما باقي المشتغلين فيتوزعون ما بين أنشطة أخرى كالمديرون ومديرو الأعمال والمهن الكتابية والزراعة وتربية الحيوانات والأسماك ومهن العمليات الصناعية والكيميائية.