يلاحظ القارئ للقصائد الشعرية التقليدية والحديثة في الساحة الشعرية الى ابداع في الصور الشعرية الرائعة التي تشد المتلقّي ويعجب بها ؛ ولكن عند اطلاع القارئ الى قصائد اخرى يجد في قصيدة اخرى نفس الصورة الشعرية ولكن باسلوب آخر ؛ بل في معظم الاحيان يصبح التغيير في كلمه او كلمتين بل في (قاف) القصيدة فقط !!!! حيث سرق الشاعر باحترافية فكرة الشاعر الآخر وابياته التي اعجبته ونظمها في قصيدة تحمل اسمه وكأنه هو من رسم هذه الفكرة واصطادها بسنّارة افكاره ؛ واتى بدرّة من اثمن درر بحور الشعر !! انا لا اتكلّم عن توارد الافكار ؛بل عن من يبني القصيدة على معنى قصيدة اخرى وهذه هي السرقة الاحترافيّة ... بأي حق تكون هذه السرقة هي من جعلت المتعدّي على حقوق الاخرين يشاد به ؛ ويشار إليه بالبنان في هذه الفكره ويرد عليه ب ( صح لسانك ايّها المبدع!!! ) ألا يشعر عند ردّه لهم بأنّه أخذ شيئاً لايستحقّه ؟ ألا يجب على الشاعر عدم التعدّي على حقوق الآخرين وسرقة الجميل من قصائدهم ؟ أليس رسم الفكرة من اهم المواهب التي لابد ان تكون في الشاعر ليستمتع المتلقّي في قوّة تصويره ؛ ويطرب مع عزفه على اوتار الابداع محلّقاً سرب أفكاره بعيداً عن المعهود والمتشابه؟ ... وقد قرأت بعض الابيات بخصوص هذه الظاهرة وهي للشاعر المبدع سدّاح الذي اشتهر باسلوبه السهل الممتنع: يا معنيّ الشعر مدري يا معنيّنا***موهوب والموهبه يا كبر بلواها إليا حفظت ( المقوّل ) جيت ناصينا***وغيرّت حرفين فأوّلها وفاتلاها يا اللي من دلال خلق الله تقهوينا ***عندك قصيده عليها طول يمناها راحت على الباب الأيمن فوق لومينا ***وسوّاقها الورع مدري وين ودّاها !! ابيات عبّرت عن مايدور في خاطر الشاعر عن هذه الظاهرة التي تعاني منها الساحة الشعريّة ؛ واصبحت في حالة تخمة من التشابه ؛ بل من السرقة الاحترافيّة التي يكون جواب من يدافع عن المتعدّي بتوارد الافكار. عادل بن سليمان النباتي