وينسل النوم من تحت الجفون إذا نسنست نسائم الخواطر .. ولا يلبث أن يهب إعصار الأفكار ويشتد .! ويطير النوم الغافي .. يشد رحاله ملوّحا : " إني أرحل .. إني أرحل " .! **** وعجبت لك يا ولدي - إن كنت صغيرا – ويا أخي - إن كنت أكبر – كيف تضن على قلب كبير ، بين أصبعين ، أن يملأه فاطره بالحب ؟! إنك لأنت الحليم الرشيد .. لا بقاء لهذا الكوكب الذي ( روعناه ) إلا بالحب .. والحب ليس له تاريخ صلاحية .. ليس له زمان ولا مكان .. ولا وطن ولا عنوان .! إن كنت تعظني فإن لك في نفسك عظة .. وإن كنت قد أسأت بي الظن فحسبي من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . **** جرّب ، يا أنت ، أن تستدعي ما يسعدك ، مثلما تستحضر بالتذكر حلما جميلا .. لتنام وتصحو على ابتسامة تضيء لك الحياة .! اكتب على الليالي أحلامك كلها قبل أن تنام .. لوّنها .. وكبّرها.. وحبّرها .. وضع تحتها ألف خط وخط.! **** تأمّل هذا الكون بألقه وبهائه .. وانتظر طلوع فجره الوردي .. وانعم – إن رغبت -بأنسه الجميل ..! " هل تحمّمت بعطرٍ .. وتنشفت بنورْ .. " ؟! افعل .. لتدرك ، بأدنى جهد ، ما خفي عن أعين اللاهثين في سعار الحياة .! لذ بالصمت وتأمّل .. انظر إلى رسائل التخاطر ، التي تسافر في جزء من الثانية دون أن تخُطها يدك .. أو تمر بلسانك وشفتيك .! **** حينما يصبح الصمت أبلغ من الكلام.. يفصح الوجدان .. فتنطلق الرؤى إلى عالم يليق بالأصفياء.! إنها عيشة علوية، لا يدركها نظام أرضنا الصغيرة ، بكل شموسها وكواكبها السابحة في مدارها.. ولادة جديدة.. كل شيء فيها على قياساتك .. طول .. وعرض.. وارتفاع.! لا تأبه – بعد ذلك - بمن يقول إنك قد ضللت .. فربما عمي عليه ما ترى .! إن ما تراه هو مرآتك التي لا تكْذبك .! **** إصرار .. من بوح نزار : " هذي أحاسيسي .. فلا تتدخلي أرجوك ، بين البحر والبحار .. ظلي على أرض الحياد .. فإنني سأزيد إصراراً على إصرار ***من ذا يقاضيني ؟ وأنت قضيتي ورفيق أحلامي ، وضوء نهاري من ذا يهددني ؟ وأنت حضارتي وثقافتي ، وكتابتي ، ومناري.. *** أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت فتكومي كحمامةٍ بجواري " .!