أعرف أن الكثيرين سيقولون إن تداول اللغة الانجليزية في بلادنا صار يعتبر ضرورة وحقيقة واقعة في ظل عدد الوافدين المتزايد يوماً بعد يوم ، وسيزيد أكثر في ظل عوالم التجارة العالمية ، ولكن أن يتحول " الخليجيون " إلى التحدث بالانجليزية خلال سبع سنوات .. فهذا ما يخيف فعلاً ! ربما هو كلام متشائم ، مبالغ فيه ، من قبل الباحث الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود - صرح فيه ضمن محاضرة له بالجامعة الإسلامية - وقد علل كلامه هذا بقوله " 80 % من سكان الخليج لا ينطقون بالعربية" ، جازماً أنها ستصبح خلال السنوات التي حددها " خليطاً غير منتمٍ إلى لغة بعينها، وسيلجأ سكانه متعددو الجنسيات والثقافات إلى لغة وسيطة للتواصل بينهم وهي الإنجليزية " . سبق وكتبت عن مدى ألمي حين يُطلب مني – شخصياً- أن أتحدث بالانجليزية في مستشفياتنا ، مثلاً ، كنت أغضب " ليس فقط لعدم إتقاني للغة " ، وإنما لأنني في بلدي العربي الأصيل – مهبط الوحي والقرآن - وعلى الوافد أن يلتزم بتعلم لغتنا والتحدث بها ، لا أن نجبر نحن على التحول إلى لغته في حضن بلادنا ! لذلك أحسست بالرعب مما ورد في كلام الباحث د. بن تنباك ، وتخيلت الوضع المستقبلي الذي تكهنه ، والذي أضاف إليه قوله " إن الأنظمة العالمية تفرض الاعتراف بأن من ولد وعاش في بلد أن يكون من أهلها، وإذا ذهبت الثقافة ذهب أهل الأرض، وهذه مقدمة ستكون نتيجتها حتمية '.. وسترون أن دول الخليج تطالَب بأن تكون دولاً أممية لا عربية''. نحن نتحدث عن لغة القرآن .. لاعن لهجات محلية ! نبقى ننتصر للغتنا العربية الفصحى ونسعى لتثبيتها في أذهان الجيل الجديد داعين الله أن لا يطالها يوماً ما طال لهجاتنا المحلية المتداولة من تغيير ، ومن مفردات عجيبة صُدّرت إلينا من لغة " الماسنجرات " ، " والماسجات " ، ومفردات الإعلام الوافد ، والعمالة الوافدة التي تدخلت في بناء ثقافة أطفالنا .. رغماً عنا ! كم نحتاج لتضافر الجهود التي تحمي لغتنا ومجتمعنا وتجنبنا المصير الذي تنبأ به الباحث د. بن تنباك ، ولتحقيق ذلك لابد من قرار يلزم العمالة الأجنبية بتعلم لغتنا العربية كشرط من شروط العمل والإقامة لدينا ، ليلتزموا بالتحدث بها في بلادنا ، تماماً كما نلتزم نحن بالتحدث باللغات الأجنبية في بلادهم .. لم لا؟