ضخ رجل الأعمال محمد بن حسين العمودي نحو 1.03 مليار ريال في رأسمال أول شركة سعودية لتصنيع السيارات وقطع الغيار في السوق المحلي، والتي تعتزم جامعة الملك سعود وشركة ديجم الكورية لصناعة السيارات تأسيسها تحت مسمى شركة "غزال لتقنية السيارات". وبحسب اتفاقية التعاون المشترك التي أبرمت أمس بين شركة وادي الرياض في جامعة الملك سعود وشركة ديجم الكورية لصناعة السيارات وشركة المواكبة للتطوير الصناعي والتجارة عبر البحار القابضة "مدروك" إحدي شركات محمد بن حسين العمودي فقد تغيرت حصص الشركاء في المشروع الجديد الذي يبلغ رأسماله 500 مليون دولار، حيث ستتملك شركة وادي الرياض نسبة 15 في المائة، فيما ستبلغ حصة شركة ديجم الكورية الشريك الفني التقني قرابة ال30 في المائة، بينما ستؤول الحصة الأكبر لرجل الأعمال محمد العمودي الذي سيتملك 55 في المائة من أسهم الشركة الجديدة. وتضمنت الاتفاقية الجديدة تنازل الشركاء المؤسسين الثلاثة بنسبة 30 في المائة من حصصهم بالاتفاق للصناديق الحكومية وشبه الحكومية مثل صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق مصلحة التقاعد، وصندوق التأمينات الاجتماعية، وصندوق التعليم الجامعي. وقال الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود ان الشركة الجديدة ستستهدف ليس فقط دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن دول شمال أفريقيا وغيرها من الدول، مؤكداً أن مقومات نجاح هذه الشركة متوفرة خاصة بعد تأكيد مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة تخصيص نحو مليون متر مربع لمقر الشركة المتوقع أن يكون في مدينة ساحلية. وأبرز العثمان معالم قوة الشركاء، مضيفاً "الأطراف الثلاثة للشركة لكل منهم نقطة قوة فالمستثمر الوطني محمد بن حسين العمودي له باع طويل في هذا القطاع وبالتالي يعتبر مكسبا كبيرا جداً، خاصة وأن لديه مصانع متخصصة في هذا المجال لعل من أبرزها مصنع ينبع للحديد وهو من المصانع الكبيرة جداً في هذا المجال، بالإضافة إلى استثمارات ضخمة في القطاع الصناعي، ونقطة القوة الثانية هو امتلاك الشريك الأجنبي شركة ديجم الكورية وهي متميزة جدا في مجال تصنيع السيارات وخاصة في الأجزاء الرئيسية التي يندر تصنيعها، والطرف الثالث لا شك أن شركة وادي الرياض المرتبطة بجامعة عريقة بوزن جامعة الملك سعود لديها من الإمكانيات المالية أن تدخل في أي مشروع استثماري ذي جدوى اقتصادية مثل هذا المشروع". وأكد أن الجامعة أودعت 187.5 مليون ريال ما يعادل 10% من حصتها في الشركة الجديدة، بالإضافة إلى حصول وادي الرياض للتقنية على ترخيص من "مدن" مما يخول لها الحصول على قرض من صندوق التنمية الصناعية. وقال العثمان إن دور شركة وادي الرياض للتقنية هو أن تحول الفكرة إلى منتج تجاري يباع ويشترى حتى نخدم الاقتصاد الوطني بتحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية، ولا شك أن الهدف الأول للجامعة تأسيس فرص عمل نوعية للمواطن السعودي وخاصة من مبتعثي برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، وخريجي الجامعات السعودية، لأنه لا يمكن أن يستقبل هؤلاء الطلاب إلا بفرص عمل نوعية ذات مردود مالي كبير، وأحد المجالات التي يمكن أن تحقق هذا الهدف تصنيع السيارات وقطع الغيار، وهذا الهدف الوطني الكبير هو الذي دفع العمودي للاستثمار في هذا المشروع الاستراتيجي. وشدد على أن الجامعة بتوقيع الاتفاقية الجديدة قد استكملت رأس مال الشركة البالغ 500 مليون دولار بنسبة100% في تأسيس هذه الشركة التي سيطلق عليها "شركة غزال لتقنيات السيارات وقطع الغيار"، حيث تملك الشركة الكورية 30%، وشركة وادي الرياض للتقنية سوف تدخل بنسبة 15%، فيما نسبة 55% من نصيب شركة المواكبة للتطوير الصناعي والتجارة عبر البحار القابضة "مدروك"، كما سيتنازل الشركاء المؤسسون الثلاثة عن 30% من حصصهم للصناديق الحكومية وشبه الحكومية في حال رغبتها الاستثمار في هذا المشروع الاستراتيجي. من جهته قال عبدالله بن محمد العمودي عن شركة "مدروك" ان هذا المشروع يعدّ بوابة هامة لفتح مجال عمل واسع للشباب السعودي، إضافة لما يمثله ذلك من أمل إمكانية تطبيق شبابنا لأفكارهم الإبداعية والمشاركة بها في ذلك المجال وفي سوق العمل أيضاً، مشيراً إلى أن دراسة الجدوى الاقتصادية الأولية كانت مشجعة لهذا المشروع هو مشروع وطني اقتصادي معرفي من الدرجة الأولى. في المقابل قال رئيس شركة ديجم الكورية يونج جون ان هذا المشروع يعد مشروعا نادرا ومختلفا ومغايرا تماما عن المشاريع القائمة في العالم من ناحية الاستثمارات خارج بلدان صناعة السيارات، ومن ناحية طريقة التحالفات الاستثمارية، لانه سيتخطى الطرق التقليدية التجميعية للمركبات وقطعها أو شبه التجميعية الجزئية لقطعها، ليصل بصناعة السيارات في المملكة إلى موقع ريادي تصنيعي وتطويري شامل يشار له بالتميز لكل المكونات الرئيسية؛ من محركات وناقلي الحركة والتوابع المتعلقة بالمركبات.