في سنين مضت سجل النقاش بين الأكاديميين والمحترفين إعلامياً سجالاً محتدماً، طالب فيه الأكاديميون ضرورة تأهيل الإعلامي علمياً، فيما قابلهم الصوت المحترف بأهمية الممارسة وإعطاء الممارسة درجة «الامتياز» عمن سواها من الشهادات العلمية، التجادل بين الفريقين يتعلل بضرورة الإعلامي المؤهل الذي يقدم مادته الإعلامية بشكل يقبله المتلقي، ويختاره دون سواه، الجدل بين الفريقين امتد لسنين، وتوارى في الآونة الأخيرة بعد أن رفض كلاهما الانقياد للآخر. صورة الأفضلية والأحقية لمن يتبوأ المقعد الإعلامي مع تعدد الوسائل الإعلامية، جعلت المتلقي هو الحكم الذي يمكن أن يصور قبوله ورفضه بالناقل الإعلامي خاصة في القنوات الفضائية التي مداخلها على طريقة الأبواب الكهربائية التي تقبل كل من يقبل عليها ويجد ترحيباً من الداخل وفق أهواء ورغبة «الصاحب» الذي يرى في مفضلة المذيع ما لا يراه المتلقى.. وهذا ما جعل الغث يتفوق على السمين.. وينقلب فرح الانفتاح الفضائي الإعلامي إلى ترح.. يثيره عجز مذيع لغوي.. أو بلاهة لفظية يتفوه بها جهبذ من جهابذة الفضاء الجاثمين على الذوق الإعلامي العام.. هذا العجز الإعلامي أتاح الفضاء لمعاقي اللغة وبلهاء الفكر.. أن يئدوا متعة المشاهدة.. وخاصة في الإعلام الرياضي المباح لمثل هؤلاء القاتلين لكل متعة إعلامية. هذا الوجود أو الاقتحام لمعاقي الإعلام خلط بين الإعلامي المقتدر الذي يقدر معنى الإعلام وفقاً لتأهيله وقدرته واحترامه لذوق الإعلامي والمهني.. وبين «مستعلم يعيش في واقع من الجهل «المركب» الذي لا يسعفه بمعرفة علليته على الفضاء.. حتى آل الأمر بالبعض إن لم يكن الكثير إلى ممارسة دور المرشد والناقد والمتسول في آن واحد.. صور مؤلمة يمكن أن تشاهدها في أكثر من قناة.. رياضية.. الصورة المؤذية تلك يبدو أنها انسحبت من الإعلامي إلى المتخصص المحلل الفني الذين بدأوا يظهرون بلغة تذكرنا بالبلطحة.. والأمية.. هذا فضلاً عن ضآلة القدرة الفنية رغم أنهم مارسوا اللعبة.. دون أن يمر مثل هذا الخبر على عقولهم. خلاصة القول إن الوضع القائم لا يدعو للتفاؤل ما لم تعِ كل القنوات أهمية رسالتها وواجبها.. تجاه مشاهديها.. وتدرك أن المستقبل لا يقبل إلا بإعلامي واحد يفرزه المشاهدون.. دون اعتبارات القرابة أو المصلحة أو الوسامة وهذا لن يتم التخلص منه حتى نتخلص من حشف المذيعين وسوء الكيل الفضائيات. استطرادات *يؤكد رئيس نادي الفيصلي من خلال عمله أن مثل هذا العنصر يستحق الاشادة والمؤازرة إعلامياً وإعطاءه جزءاً من التركيز الضوئي الذي استأثر به عشاق الأضواء الذين قدموا للرياضة من بابها الخلفي حباً في الفلاشات التي خطبوها فجاءتهم مهرولة، في فضاء القنوات ومذيعيها المستجدين. * المادة «18» انصفت اللاعب الذي هو محور العملية الرياضية وفتحت باب المنافسة الشريفة.. دون هضم الحقوق.