كرمت إثنينة الأديب عبدالمقصود خوجه الروائية والكاتبة الصحفية بجريدة((الرياض)) الأستاذة أميمة الخميس في أمسية قدمتها المذيعة نازك إمام وافتتحها الشيخ عبدالمقصود خوجه بكلمة ترحيبية أشاد فيها بضيفة الأمسية قال خوجه: من فراديس الإبداع ونبض اللغة وفيافي الكلمات يضج مساؤنا اليوم بوحاً ويهدر همسا، ويعلن أن السرد في الأدب أرض نسوية أيضاً فأهلا وسهلاً بضيفتنا الكريمة الأستاذة أميمة عبد الله بن خميس، سليلة البيت الذي شيد من المعرفة جدرانا ً، و من العلم نوافذ يطل بها على الآخر، ابنة ذلك العلم الشامخ والرقم الراسخ في أدبنا المعاصر الأستاذ عبد الله بن خميس الأديب المعروف الذي كرمته " الاثنينية" بتاريخ 22/04/1410ه الموافق 20/11/1989م. ثم قالت الدكتورة فاطمة إلياس في كلمتها: من الظلم أن تلخص سيرة أميمة بكل إضاءاتها ومجدها الإبداعي في كلمات تلقى كتقليد احتفائي، فمن أراد أن يعرف لماذا تربعت أميمة الخميس على عرش قلوبنا وتخوم عقولنا قبل أن تجلس أمامكم اليوم فليقرأ روايتها (البحريات)التي عبرت بها مفازات الغربة الأنثوية،وعرت فيها ضحالة المكان حين تتصحر فراشاته، وتزرع حدوده بألغام الصلف والانغلاق. وليقرأ ( الوارفة) هديته الثانية لكل أنثى جامحة تطمح لكتابة ملحمتها على مدارج الكفاح والنجاح وسط غابة شائكة من الاحترازات والمستحيلات. ثم شاركت الأديبة انتصار العقيل بكلمة في الأمسية قالت خلالها: في الآونة الأخيرة تشوه الأدب السعودي وخاصة النسائي تحت شعار كشف المستور وخرق المحظور وكسر الدستور وما إلى ذلك، أصبنا بحالة من الفحش اللا أدبي، صدرت كتب شخصياتها شاذة مبتذلة غارقة في الفساد والمجون شخصيات مشوهة فكريا وأخلاقيا ونفسيا، كتب تصيب القارئ الواعي بالغثيان والاشمئزاز والتقزز كتب صدرت للعالم وربما سترى بعضها على الشاشة المرئية لتزداد انتشارا لتعلن للعالم هذا هو الرجل السعودي، وهذه هي المرأة السعودية، وهذا هو المجتمع السعودي، حاشا لله، وكلا. ثم تحدثت الأستاذة أميمة الخميس قائلة : كم نستتاب عن هوى جدة ولكن لا نتوب وتضل الأفئدة إليها تؤوب لعلها روح أمنا الكبرى تخفق في جنباتها، بوصلتنا التي تشير دوما إلى سر الأبدية والخلود، وتضل تستنطق دائما في الأماكن روح الخلق والحياة والإبداع، ذلك الإبداع الذي يتجلى في صور شتى في مدينة جدة وهي تروض الاستبداد بترياق الفكر، وهي تنازل الحادية بخميلة من قوس قزح الأعراف والجناس، وهي تستنبت الآداب والفنون لتنهض في وجه التصحر والرمال، وبين نجد والحجاز هناك درب، الفعل الثقافي برأيي ليس فعل ترف وليس فعلا نمارسه في هامش الوقت أو الزمان أو المكان، الأممالمتحدة مؤخرا ضمن مدونة حقوق الإنسان جعلت من الثقافة حقا موازيا لحق الإنسان في الحرية من حقه في التعليم، لحقه في الصحة، الثقافة أصبحت إحدى اشتراطات وضرورات الكرامة الإنسانية لأنها من خلال الثقافة وحدها نسمو ونرتفع عن كل ما هو متوحش وبدائي بداخلنا وعبر الثقافة ننشئ هيكلا باذخا من أجل ما في الحياة، ثم يتم استنطاق بنات أفكارها من خلال الحوار وشغب الأسئلة من الحضور. جانب من الأمسية وفي إجابتها حول استنادها في روايتها إلى أحداث واقعية في المجتمع أجابت: المجتمع هو مادتنا الخام وهو الينبوع الأول الذي نستقي منه فيكون بين يدي الكاتب كالصلصال البدائي، فهنا تدخل دور الصنعة على مستوى صياغة الشخصيات، على مستوى الحبكة وعلى مستوى الأحداث، جميعا نحاول أن نرقى بها من اليوم المعتاد إلى المستوى الفني، والأدبي، وطبعا يظل المجتمع هو المنبع والمصب الذي يمنح للعمل الأدبي، مصداقيته وزخمه. أما عن أهم محطات حياتها فقالت: ليس هناك محطة محددة أثرت وانعكست على مسيرتي الأدبية، لعلها محطات متتالية، ونعرف أن العملية الأدبية تحدث بصورة تراكمية، وعبر الوقت إلى أن تتبلور بصيغة وشكل نهائي. أما عن أدب الطفل، فقالت أميمة الخميس: لعل السبب الأول هو علاقتي مع أطفالي، هم الذين كانوا يملون علي القصص، أنا فقط أدون لكن في حقول مخيلتهم الشاسعة والمبدعة وجدت منجما وعروق ذهب وجدت أنها لابد أن تدون بالإضافة على أن هناك شحا كبيرا في الأدب الموجه للطفل، بل أيضا غياب المهنية الحقيقة التي تتعامل مع أدب الطفل يعني مقارنة بما ينتج لأدب الطفل في العالم العربي، وما ينتج في العالم المتقدم الذي يرى في أدب الطفل هناك أهمية كبيرة نجد أن هناك ضموراً في الأدب الموجه للطفل وهذا بالفعل أنه هو نوع من التخلف الحضاري عندما نغيب أدب الطفل، إنه جزء وفترة مهمة من حياته ليس فقط ما يتعلق بالأدب السردي أو الخيالي، ولكن أيضا كلما يتعلق بالعلم والكتب المشوقة والمدهشة للطفل لذلك نجد عزوفا من الطفل العربي عن القراءة و في إحصائية أخيرة توجع القلب تفيد أن الطفل العربي لا يقرأ إلا بمعدل ستة دقائق في العام، فهذا يشير إلى حالة طارئة حالة أن الأمة في خطر فيما يتعلق بالقراءة. أما عن الرواية، فقالت: لا نستطيع أن نقول أنها منجز تغييري بفحواها الفكري أو الفلسفي أو الثقافي، هي منجز تغييري من خلال الفعل الجمالي المستشرف للمستقبل يرفض التقليدي والعادي، بطرق جديدة ومختلفة وبالتالي من هنا تطرق بوابة المستقبل، إذا قلنا أنا أريد أن أكتب لقضية فكرية ما، لديها مكان آخر هو الزاوية أو تحقيق صحفي معين، لكن على مستوى الرواية، الرواية متطلباتها كثيرة على مستوى العمق الفلسفي على مستوى الحبكة وجودتها وتماسكها وتكاملها الأدبي هو وحده الطريق الذي يقودها إلى المستقبل وبالتالي تصبح فعلا تنويريا. وأضافت عن الرواية السعودية وكاتباتها: ما بدأت الرواية إلا بأسماء محدودة، فما ظهرت الطفرة الروائية الأخيرة إلا في عام 2006، فبالتالي ما كونت أرضية واضحة من الجماهير التي تنتظر هذا العمل وتتقبله، الأمر الآخر أنه رافق هذه الرواية نوع من الأعمال الهشة الفضائحية، وبالتالي لم تكن تحرص كل أسرة السعودية على اقتناء هذا النوع من الروايات كذلك هناك شيء لابد من الإشارة إليه الكتاب السعودي يعاني من أزمة توزيع وطباعة ونشر، في ظل غياب هيئة عامة للكتاب السعودي، فأرجو من وزارة الثقافة أن تلتفت وبصورة جيدة إلى هذه الناحية لأن صناعة الكتاب أصبحت صناعة مثل صناعة السيارات وصناعة السينما، تحتاج إلى دعاية وإعلام تخدم الكتاب في منافذ التوزيع، وهذه الخدمات مغيبة عن الكتاب السعودي، مما جعل حاجزا بينه وبين متلقيه .