عام مضى توالدت فيها تقنيات سخرت لخدمة التعليم الإلكتروني وازدهرت فيه تطبيقات لجعل التعلم عن طريق الويب أقرب لاحتياجات المتعلم، وخلال عام 2010م استعرضنا في زاوية التعليم الإلكتروني مواقع وتقنيات وخدمات برزت في هذا الاتجاه. في ثنايا هذا التقرير سنقوم بجولة استعراضية سريعة لأهم التقنيات والخدمات التي طرحت في زاوية التعلم الإلكتروني. الحوسبة السحابية والواقع المزيد مع انتشار الحوسبة السحابية (Cloud Computing) لم يعد الأمر مجرد مفهوم نظري بل تحول إلى تطبيق ملموس نشهده في عدد من الخدمات المشاعة في الويب وخاصة في مجال التعليم الإلكتروني. فعلى سبيل المثال انتقلت عملية بناء الاختبارات من البرمجيات التي يمكن تحميلها على الجهاز إلى خدمات على شبكة الإنترنت لا تتطلب أي برمجيات خاصة للاستفادة منها. فموقع (classmarker.com) وخدمة (quiz-school) على سبيل المثال، استفادتا من قدرات الحوسبة السحابية في تقديم خدمة استضافة الاختبارات وتقييمها آليا مجانا أو بسعر رمزي. حيث يقدم الموقعان إمكانية عمل اختبارات بأنواعها المختلفة مثل أكمل الفراغ، اختيار من متعدد، صح وخطأ، وغيرها، مع توفير إمكانية عرض الأسئلة بشكل عشوائي أو حسب ترتيب معين، ونشر الاختبار عن طريق البريد الإلكتروني أو صفحات الويب. وبالمثل قدمت قوقل نظاما مخصصا في جدولة البرنامج الدراسي تحت اسم (CloudCourse). يتيح النظام للمدرسين عمل أنشطة تعلم ومتابعتها وكذلك عمل جدول دراسي وإدارة قائمة الانتظار والموافقة عليها. يضاف إلى ذلك خصائص متقدمة مثل مزامنة الجدول مع أنظمة متوافقة وخدمة معلومات الغرف الدراسية وأخيرا خدمة معلومات المستخدمين. أما مفهوم الواقع المزيد (Augmented Reality) والذي يشير إلى إمكانية دمج المعلومات الافتراضية مع العالم الواقعي، فقد برزت في تطبيقات تعليمية مختلفة ففي أوروبا يمول الاتحاد الأوروبي مشروع (iTacitus.org) لتعليم تاريخ أوروبا عن طريق تركيز عدسة الجوال على بعض المناطق التاريخية لتظهر للزائر الأحداث المصاحبة لتلك المنطقة. وفي مشروع مماثل في جامعة ويسكونسون الأمريكية تستغل الألعاب الواقع المعزز لزيادة تفاعل الطلاب مع المادة العلمية. حيث يستخدم برنامج (ARIS) لخلق بيئة ألعاب افتراضية يمكن توظيفها في خدمة المنهج الدراسي. أيضا بدأت الكتب المعززة (Augmented Books) تأخذ موقعها في التعليم. فشركة (Metaio) الألمانية تعمل على تطوير كتب تحتوي على عناصر من الواقع المعزز بحيث لو تم تسليط الكاميرا عليها فإن هذه العناصر تنطق بالحياة. الحواسيب اللوحية والكتب الإلكترونية حقق جهاز الآيباد ثورة في عالم الحواسيب اللوحية فمنذ ظهوره مطلع شهر أبريل الماضي تضاعفت مبيعاته حول العالم، وبالمثل زاد عدد مستخدميه من الطلاب. وفي نهاية عام 2010م ظهر أكثر من عشرة أنواع من الحواسيب اللوحية من شركات كبرى منافسة للآيباد، من بين هذه الأجهزة المطروحة جهاز نو (kno) والذي يتميز بشاشة اللمس الكبيرة مع خفة الوزن وإمكانية الكتابة باستخدام قلم خاص. أيضا يأتي الجهاز محملا ببرامج يستفيد منها الطالب الجامعي مثل آلة حاسبة علمية وبرنامج الرسم البياني وكتابة المذكرات. كما تتوفر حزمة برمجية لإتاحة تطوير برامج خاصة لهذا الجهاز. كما أن طرح قوقل لخدمة الكتب الإلكترونية (Google ebooks) والتي تعتبر بمثابة مكتبة متنقلة لتحميل الكتب على أي جهاز وقراءتها في أي وقت، قد عزز من فاعلية الحواسيب اللوحية. هبوط تدريجي لنظم إدارة المحتوى وصعود للشبكات الاجتماعية يبدو أن المستقبل سيكون للتعلم الاجتماعي (social learning) عن طريق الشبكات الاجتماعية، فقد شهد عام 2010م ظهور تطبيقات تستفيد من التواصل الاجتماعي في التعليم. من هذه الأنظمة الحديثة موقع (schoology.com) والذي يقدم خدمة مجانية لإنشاء وإدارة أنظمة التعلم، ويمزج واجهة التواصل الاجتماعية مع أدوات إدارة التعلم، بحيث يمكن للمعلمين والطلاب (وأولياء الأمور والإداريين) من الاتصال والتعاون في الأمور التعليمية. كما أن الموقع يوفر الوظائف التعليمية التقليدية الموجودة في أشهر أنظمة التعلم مثل البلاكبورد ومودل. فإذا لم تواكب نظم إدارة المحتوى هذا التغير الطبيعي لطريقة التعلم، فسيهجر الطلاب هذه الأنظمة بحثا عن أنظمة أكثر تفاعلية وانفتاحا. غير أن توجه بعض أنظمة التعلم مثل نظام البلاكبورد لإضافة خصائص اجتماعية إلى نظامها قد تعتبر حلول مؤقتة. إلا أن الاتجاه سيكون بالتأكيد نحو دمج خصائص نظم التعلم الإلكتروني في التطبيقات الاجتماعية وليس العكس.