ادت موجة من البرد صاحبها تساقط كثيف للثلوج الى احتجاز عشرات الآلاف من المسافرين امس الاحد في محطات القطارات، وازدحامات على الطرق وفي المطارات مما تسبب في عرقلة حركة السفر في بداية موسم اعياد الميلاد. وتوفي 19 شخصا على الاقل، خاصة في بولندا، معظمهم من المشردين والسكارى بسبب انخفاض درجات الحرارة الى مستويات متدنية للغاية في انحاء المنطقة حيث وصلت في اجزاء من المانيا الى 33 درجة مئوية تحت الصفر. وتتوقع وكالات الارصاد الجوية تساقط مزيد من الثلوج على المنطقة اضافة الى الامطار خلال اليومين المقبلين، الا ان درجات الحرارة سترتفع قليلا وتتحسن الحالة الجوية قبل يوم عيد الميلاد الذي يصادف الجمعة. واغلقت الطرق والسكك الحديدية او تعطلت بسبب الثلوج او الجليد الاسود - الخطر لانه يتخذ لون ما تحته نظرا لشفافيته فتصعب رؤيته - او الفيضانات في مناطق شمال وغرب اوروبا من البرتغال وحتى هولندا. كما ادت الاحوال الجوية الى تأخر الطائرات المغادرة من مطارات لندنوبروكسل وباريس. وواجه النفق تحت المانش الواصل بين بريطانيا وفرنسا مشاكل كبيرة حيث توقفت حركة قطارات "يوروستار" بين لندن الى باريس في اعقاب تعطل خمسة قطارات. وادى ذلك الى تأثر اكثر من 24 الف مسافر يرغبون في التنقل قبل عيد الميلاد. وامضى اكثر من الفي راكب الليل بطوله حتى صباح السبت داخل النفق الواقع تحت الماء بعضهم بدون ماء ولا طعام. وقال فنيون ان الاعطال ناجمة عن الاختلاف الكبير في درجات الحرارة المتدنية جدا في الخارج في شمال فرنسا والهواء الدافىء داخل النفق والذي لم تتمكن انظمة القطارات من التكيف معه بسرعة. وفي مطار شارل ديغول في باريس تم الغاء نحو 40 بالمئة من الرحلات، اما باقي الرحلات فقد اقلعت متأخرة نحو الساعة، فيما شهد مطار اورلي في العاصمة الفرنسية اضرابا لموظفي الامن. اما في العاصمة البلجيكية بروكسل فقد تمكنت رحلة متوجهة الى اشبيلية باسبانيا من الاقلاع قبل الفجر، ولكن بعد ذلك اجبرت الثلوج الكثيفة السلطات على وقف كافة الرحلات من مطارات بروكسل. كما تسببت الاحوال الجوية في تأخر رحلات قطارات "ثاليس انترناشونال" بين بروكسل وباريس وامستردام. والغيت مباريات كرة القدم الاحد في دول الجنوب حتى ايطاليا ومعظم انحاء الشمال. وتسود الاحوال الجوية الصعبة في اوروبا في الوقت الذي فيه انتقلت العاصفة الثلجية الهائلة التي بدات تجتاح شمال شرق الولاية المتحدة الجمعة الى الشمال امس الاحد وما زالت تعطل حركة الطيران بعد ان اجتاحت واشنطنونيويورك وخلفت ثلاثة قتلى. وفي حين توقف تساقط الثلوج ليل السبت الاحد على واشنطن جاء دور ولاية نيو اينغلاند، اقصى شمال شرق الولاياتالمتحدة، لتعاني من العاصفة. وافادت اجهزة الارصاد الجوية ان سماكة طبقة الثلوج بلغت اربعين سنتيمترا في واشنطن في اقل من 24 ساعة في حدث قالت السلطات انه منقطع النظير منذ 1932. وتسببت الثلوج المصحوبة بالرياح الباردة في نحو ثلاثة الاف حادث سير السبت في فيرجينيا ما ادى الى مصرع ثلاثة اشخاص حسب الشرطة. وفي تلك الولاية على مشارف واشنطن كما في فيرجينيا الغربية وتينيسي وكنتاكي وكارولاينا الشمالية حرمت الاف العائلات من التيار الكهربائي. وفي نيويورك حيث توقفت الثلوج صباح الاحد غطت الشوارع طبقة من الجليد بسمك عشرين سنتيمترا كما افادت مراسلة فرانس برس. وافادت الصور التي بثتها قنوات التلفزيون المحلية ان الثلوج ما زالت تتساقط بكثافة في نيو اينغلاند وخاصة بوسطن (ماساتشوستس) صباح الاحد. والغى عدد كبير من الرحلات الداخلية من مطار بوسطن لوغن. واعلن مطار جون اف كينيدي الدولي، اكبر مطار في نيويورك، على موقعه تأخر الرحلات الجوية بنحو ربع ساعة. واعلنت اكبر مطارات واشنطن الغاء كافة رحلاتهما الجوية بسبب العاصفة الثلجية.