تقدير خاص للأستاذ سعود العبدالعزيز رئيس البعثة السعودية لخليجي 20 على الإشادة بالجمهور اليمني الذي اعطى لهذه الدورة نكهة خاصة ورسالة إعلامية مميزة. والسبب يعود في نظري لأنه لمس نقطة جوهرية نادرا ما نجدها في منافساتنا الرياضية ، فالشعب اليمني شجع المنتخب السعودي أثناء وبعد هزيمة منتخبهم الوطني بعد المباراة مباشرة وفي المباريات الاخرى . وكذلك لحضورهم المميز في مباريات الفرق المشاركة الأخرى غير اليمن. لو عدنا للوراء لوجدنا ان معظم جمهور منافسات خليجي عاشت مع سموم العنصرية والتعصب بعيدا عن الروح الرياضية وفي كثير من محطات المنافسة . فبالرغم من كونها مباريات كرة قدم فيها الفوز أو الخسارة إلا أنها مرت أحيانا وكأنها حرب طاحنة ننفث من خلالها سموم التعصب والفرقة. ولعل اليمن يفخر بهذا الجمهور الفرح المبتهج بفعاليات المنافسة واستضافتها على أرضه. فالجمهور اليمني مع الجهات المنظمة للبطولة قلبوا معادلة الصور السلبية التي رسمها الاعلام عن اليمن وباستخفاف بكلمة اليمن السعيد. ولذا أعود في هذا المقال إلى مقال سابق كتبته عن اليمن في هذه الزاوية بعنوان "4 شلّوا الجمل " للتذكير بأهزوجة يمنية يرددونها عند بدء العمل وكانت سائدة في المملكة مع الاخوة من اليمن قبل حوالي اربعة عقود ونيف .أهزوجة التآزر والتكاتف في العمل الجماعي الذي يقود الى النجاح. لذلك فلنبحث عن الاربعة الذين شلوا بطولة خليجي 20 نحو النجاح المبكر فنجدهم كثر وعلى رأسهم الجمهور اليمني . لذا سأبحث عن مسار آخر للبحث عن 4 رسائل استباقية لخليجي 21 في العراق لعلها تنقل المسابقة نحو أفق حضاري اوسع وبعيد عن بعض الأمراض التعصبية كان آخرها مدونة صحفي كويتي مغمور يسيء فيها للمنتخب السعودي. الرسالة الأولى للاتحادات الرياضية المنظمة: أتمنى ان يكون لديها سجل تراكمي للخبرات والنجاحات والخطط لكي تقدمها للبلد المضيف في كل دورة بدلا من ذهاب الوفود بتوقعات تنتهي على شكل تذمر ونقد إعلامي غير مبرر. فهذه الاتحادات تمثل الدول ولذا فرسالة الدول الخليجية يجب أن تعكس منظومة وفكر التعاون والتكاتف والتعاضد وليس زرع الاحقاد والشقاق بين الاشقاء . ولذا أتمنى من الآن ان تكون الرسالة الموجهة للاتحاد العراقي هي السعي المنظم لإعداد جمهور يستفيد من تجربة اليمن التي عكست واقعا سعيدا لليمن بالرغم من الظروف التي يعيشها هذا البلد الشقيق . والرسالة الثانية هي للجمهور العراقي الذي أتمنى أن يعرف مبكرا أهمية دوره في رسم صورة ايجابية عن العراق وأهله ، وأهمية المنافسة اقتصاديا وأمنيا وإعلاميا لبلاده. فنجاح البطولة نجاح للعراق وللخليج . والرسالة الثالثة هي للإعلام الخليجي وللعراقي على وجه الخصوص ، فنحن أمام تجمع اخوي يفترض ان يبدأ الاعلام بغرس روح الاخوة وتنقية الأجواء من موجة التلوث والتطرف والشحن العاطفي السلبي . فإذا كان هذا الإعلام سيمارس انواع التفريق لمدة سنتين ثم يعود لعزف مقطوعة الأخوة في فترة المنافسة فلا أهلًا بها من منافسة التي لم تفلح في اقتلاع الأحقاد لتزرع المحبة العربية في قلوب الجماهير . والرسالة الرابعة للقطاع الخاص الخليجي وتتمثل في دعوته لتشكيل ضغط وتنافس على المشاركة في رعاية هذه المنافسة أو تنظيمها بشكل احترافي بعيدا عن التنافس البسيط على حقوق البث التلفزيوني فقط. فبطولة الخليج تحظى بجماهيرية عالية تستقطب مختلف شرائح المجتمع الخليجي الذي دوماً عين القطاع الخاص عليه. وهذا الضغط من القطاع الخاص للتنافس بعدالة وشفافية لا يمكن ان يتحقق دون تضافر الجهود مع الاتحادات الخليجية . وبذلك تطرح عملية التنظيم في منافسة عادلة يستحقها من يستطيع الدفع بهذه البطولة الى المعايير العالمية . أخشى أن تكون البطولة القادمة في العراق مريضة مثل حال ليلى إن لم نبحث لها مبكرا عن الطبيب المعالج.