تموج بلادنا في هذه الأيام المباركة بحالة من التلاحم الفريد بين الشعب والقيادة. فالجوامع والمجالس والصحف والمنتديات تتمتم كلها بدعاء رب العالمين أن يشفي خادم الحرمين الشريفين من العارض الصحي الذي ألم به. لقد كان - يحفظه الله - يستقل الطائرة مغادراً إلى أمريكا لاستكمال الفحوص الطبية فيما كانت ألسنة الملايين من السعوديين والعرب والمسلمين تلهج بالدعاء له لأنه عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الذي أحب الناس ونزل إليهم ولازمهم واستمع لمعاناتهم وشكواهم وهو الذي مسح أحزانهم بيده وبالمكرمات والانجازات والإصلاحات التي توالت تباعاً في عهده الميمون. إنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أخلص لشعبه وأمته فأحبه أبناء شعبه وأبناء الأمة العربية والإسلامية ومنذ أن أعلن الديوان الملكي عن عارض الملك الصحي حتى تنادت أصوات الرجال والنساء والأطفال والأرامل والمساكين تفتديه لو استطاعت وتدعو له في صلواتها وقعودها وقيامها لأنه سليل المجد وابن الموحد العظيم إنه الملك عبدالله ولي أمر هذا الشعب وأكرم به من ولي، ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لأهله» ونحن نشهد إنه قد ولي مهمة ليست يسيرة وأمانة عظيمة فكان - يحفظه الله - خير من تولى وخير من اؤتمن. فلا غرابة والحال كذلك أن يحظى خادم الحرمين الشريفين بهذا الحب العفوي المخلص وهو الذي تصدر استطلاعات المجلات الأجنبية وتقدم في الاستفتاءات التي نصبته لأكثر من مرة في مقدمة القادة العظماء وأكثرهم شعبية بحسب حجم الانجازات والتحولات التي عاشها وطنه حتى الآن خلال سنوات حكمه المبارك وكذلك بحسب المساعي الحميدة المخلصة لإصلاح ذات البين بين المتنازعين من الأشقاء العرب وأنه رجل السلام الذي يحمل في جوانحه السامية كل الأهداف النبيلة التي تستهدف حوار الأديان، ولتضييق هوة الاختلاف والالتقاء في المشتركات والنأي بالمجتمعات والشعوب عن المغالاة والتطرف وكل ما يمت للتعصب الديني باعتبار أن «لكم دينكم ولي دين» لكن البشر تجتمع على تبادل المنافع والمصالح المشتركة، ولا شك أن دعوة خادم الحرمين الشريفين في حوار الأديان قد خففت من غلواء التعصب ومسحت شيئاً مما ترسب في الذهنية الغربية عن تطرف المسلمين ورفضهم للآخر. لقد سافر خادم الحرمين الشريفين - يرعاه الله - وسافرت معه قلوب أبناء شعبه الذي أحبه بكل الجوارح ليجري العملية الجراحية والتي تكللت ولله الحمد بالنجاح، وقد بشرنا أميرنا المحبوب سمو النائب الثاني بأن خادم الحرمين الشريفين قد تمكن من السير على قدميه خارج المستشفى ولا نقول إلا كما قال سموه إننا نعيش في المملكة عيداً ثانياً بهذا الخبر السعيد وستظل قلوبنا محلقة في سماوات الأمل والرجاء بأن يعود سيدي خادم الحرمين الشريفين إلى أرضه وشعبه بموفور الصحة والعافية. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي سيدي خادم الحرمين الشريفين شفاء لا يغادر سقماً وأن يلبسه لباس الصحة والعافية وأن يقر بعودته سليماً معافى عيون أبنائه شعب المملكة العربية السعودية والمقيمين فيها وكل الشعوب الشقيقة والصديقة التي أحبت هذا القائد الاستثنائي في حكمته وتجربته ومسيرته الخيرة. حفظ الله مليكنا العادل وأعاده إلينا عاجلاً غير آجل وهو في حُلل الصحة والعافية. * الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء