تحلو الجمعة والألفة بين الأصدقاء والأقارب مع إطلالة فصل الشتاء ونسمات هوائه الباردة التي تدغدغ حواس الجميع؛ ليستيقظ بهم شغف «الكشتات الشتوية» التي لن تحلو دون شبة النار، وأكوام الحطب، وذاك الإبريق «المحترق» من حرارة اللهب؛ ليلتف الجميع حولها باحثين عن دفء القلوب المتوالفة، ودفء الأجساد الراجفة برداً والتي تلفها الفروات والأكوات, فيسعى في هذه الوقت العديد من الشباب و العوائل إلى حجز الخيام وأدوات الرحلات استعداداً لاستغلال هذه الأجواء الباردة بالمكشات في البراري عدة أيام. «الرياض» توجهت إلى محبي الكشتات خلال فصل الشتاء لتقف معهم على طبيعة هذه العادة و مواضع الجمال فيها.. «عائشة فارس» -27عاماً- تستعد هذه الأيام مع صديقاتها لقضاء ليلة من الليالي الشتوية بإحدى الشاليهات لشب النار وشوي اللحم في اجتماع صديقات بعد انقطاع دام لمدة عام لم يجتمعن خلاله. وتذكر أنه تم توزيع مهام الكشته فيما بينهن؛ فهناك من تولت أدوات الشواء، وأخرى تولت إحضار وسائل التدفئة، بينما أحداهن تولت إحضار الذرة وأبو فروة، وبعض المكسرات الشتوية وغيرها من مشروبات الشتاء. وقالت:»إن فكرة الاجتماع القاصر على البنات ليست جديدة، ويمكن اعتبارها عادة جميلة تتمكن خلالها الصديقات من قضاء وقت ممتع مع الاحتفاظ بخصوصيتهن، وبدون مضايقات، ولكنها في الشتاء تصبح أجمل، حيث إن الجو الشتوي له طقوسه التي تساهم في صنع أجواء مرحة خالية من الضغوط». وتقول «ندى السكيت» -24عاماً- أنها تستعد وذويها للمبيت بمخيم يقوم اشقائها بحجزه مبكراً لاستغلال برودة الطقس بالاجتماع حول أكوام الحطب المشتعلة، والتي تقرب الجميع من بعضهم في أمسيات عائلية تسعد كل فرد فيها، خاصة مع مكسرات الشتاء التي لا يحلو اللهب إلاّ بها، وعلى رأسها شواء «أبو فروة». ويرى «وسام علي»-31 عاماً- أنه من أشد المؤدين لفكرة الكشتات، حيث إن الألفة تزيد بينه وبين أصدقائه؛ من لحظة شروق الشمس، والإفطار الجماعي، وحتى الألعاب الجماعية التي تجمعهم إلى المبيت، كذلك سواليف وقصص ومواقف الأصدقاء، وبعضها لك عليها، المهم «سعة الصدر»!. ويقول «نواف محمد» -40عاماً- أسعى أنا وأسرتي خلال فصل الشتاء والربيع لاستغلال أي فرصة للكشتة في البر، خاصة روضة خريم المتميزة بخضرتها وجمال أجوائها، وكذلك العاذرية والثمامة وغيرها من الأماكن التي يقصدها عامة الناس للمبيت فيها عدة أيام، فمن خلال تلك الجمعات يتقارب أفراد الأسرة ويستطيع الوالدين الحديث مع أبنائهما في عدة مواضيع تهمهم، ومناقشة تطلعاتهم وأمانيهم, كما أن تلك الأجواء تساهم بشكل كبير في التخلص من ضغوطات الحياة، وغسل ترسبات الصيف ببرودة الشتاء، والتقرب من جميع أفراد الأسرة وسرد التجارب والحكاوي الغنية بما يثري خبرات الأبناء والآباء على حد سواء.