في الوقت الذي ننتقد فيه الإخفاقات التي تواجه بعض الرياضات السعودية في المحافل العربية والقارية من باب وضع النقاط على الحروف وتجلية مواطن الخلل والمساعدة في إصلاح العطب الذي يعتريها، إلا أننا نجد أنفسنا وبالدرجة ذاتها نشيد ونهلل فرحا بأي منجز يتم تحقيقه بواسطة أبطالنا الرياضيين أيضاً من باب إعطاء هؤلاء الأبطال حقهم من الإنجاز، وتشجيعهم على المواصلة وتحفيز غيرهم للاقتداء به. بدأت دورة الألعاب الأسيوية وظننا أننا سنحتل مؤخرة الركب، بل إن اليأس وصل مبلغه في نفوس الكثيرين من المتابعين والغيورين على الرياضة السعودية، دول صغيرة المساحة وقليلة العدد ومتواضعة الميزانيات تسبقنا في الترتيب، ودول أخرى لا تكاد ترى بالعين المجردة قدمت أنفسها على أنها لا تضاهى بالمنجزات الرياضية، إلا أن المارد السعودي لم يتأخر كثيراً وبدأ في الظهور فقدم نفسه بصورة ممتازة وهطل مطر الذهب أخيراً، وكشر بعض نجومنا عن وجههم الحقيقي، البداية جاءت بأبطال الفروسية واليوم نتحدث عن هؤلاء الأبطال وغداً لنا وقفة مع أبطال أم الألعاب ونجوم الكاراتيه. رفض فرساننا أن تغادرهم ميداليات الذهب إلى غيرهم وكأني بهم استشعروا أن رياضة الفروسية رياضة عربية أصيلة تعود جذورها إلى جزيرة العرب وبالتالي فليس منطقياً أن يفوز بتاجها غير العرب، وبموازاة ذلك قدروا الدعم والاهتمام الذي يجدونه من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي تكرم ووافق على إنشاء صندوق دعم الفروسية الذي جاء ليضيف دعماً مسانداً فوق ما يقدمه اتحاد الفروسية برئاسة الأمير نواف بن فيصل. في كل مرة يكون فرساننا على الموعد فبعد انجازات متتالية عبر سنوات وبعد ميدالية الفارس الذهبي خالد العيد في اولمبياد سيدني 2000، مر الفرسان بمحطات ذهبية قبل أن يتوج الفارس عبدالله الشربتلي بفضية العالم في أميركا الصيف الماضي، وعندما يتعاقب فرساننا رمزي الدهامي وخالد العيد والأمير عبدالله بن متعب وكمال باحمدان وعبدالله الشربتلي على تحقيق الانجازات فهذا مؤشر على أن ثقافة الفوز واعتلاء المنصات متأصلة لدى فرساننا، وهذا يبعث بالاطمئنان إلى أن مسلسل الانجازات سيستمر وأن لا خوف على منجزاتنا الرياضية في هذا المضمار. ومضات أتمنى أن لا ينشغل الإعلام الرياضي عن إبراز المنجزات الرياضية المحققة في اولمبياد غوانتشو، فما تحقق يدعو للفخر، وأخشى أن تؤثر دورة كأس الخليج بوجود الساحرة كرة القدم على هذه المنجزات. كما أتمنى أن تكون المحاسبة دقيقة للغاية لتلك الاتحادات التي تسمعنا الجعجة كثيراً ولا نكاد نرى طحينها، وهذه الاتحادات معروفة للمتابع الرياضي، وعلامتها تواجدها الدائم بمناسبة أو غير مناسبة على أعمدة الصحف.