تفاعَل القراء الذين يتمتعون بوعي ورؤية " هؤلاء رصيد الكاتب وعصبه " مع ماكتبته يوم الأحد الماضي ، وأضاءوا شموعاً كثيرة حول موضوع التخلف الذي يعيشه بعض هذا المجتمع ، وبعض أفراده ، ومنحوا إحساساً بأن الكثرة في هذا المجتمع يسعون إلى التغيير ، والانعتاق من بعض الأفكار البليدة ، والطقوس التي تراكمت بفعل مفاهيم العادات والتقاليد وتصنيفها من قبل البعض في خانة المقدس ، ومن الوصايات التي تكرست وترسخت في ممارساتها من قبل أشخاص ينقصهم الوعي ، والتعليم ، والانفتاح ، وهضم التحولات والمتغيرات الثقافية ، والحياتية ، والاجتماعية ، وما يتوهمون جهلاً بأنهم القيّمون على تنميط حياة الناس ، وحراسة الفضيلة عند الأفراد ، وتحديد مايصلح وما لايصلح في شؤون التربية ، والتعليم ، والفكر ، وخيارات المرء في مستقبلاته ، ومصائره الحياتية . وانبعاث الوطن الذي تحاول القيادة السياسية وتعمل على صياغة أسسه ، وبناء مداميكه ليكون وطناً يشارك في المنجز العلمي ، والتقني ، والحضاري للبشرية وهؤلاء يُحبطون هذا التوجه بشراسة ليس أقله بأن في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول " مرقصاً ومكاناً لتعليم الرقص " !!. بدلا من الاحتفاء بهذا المنجز الوطني الهائل . وهذا استهداف صريح وبذيء لتوطين المعرفة والحداثة على مستوى الداخل ، أما في صياغة عقول الأجيال وتأهيلها وتدريبها عبر الابتعاث إلى الخارج ليأخذوا المعرفة العلمية في جامعات أوربا وأميركا فقد استهدفوه من خلال أقوالهم بأن الكثير من الطلبة المبتعثين قد اعتنقوا المسيحية ، وأن بعضهم تمت عمادته رسمياً في الكنيسة على يد بطاركة.. هذا التفاعل من خلال التعليقات الجميلة في وعيها تشي بأن هناك رفضاً لكل أشكال التخلف ، والجهل ، والتجهيل ، وأن الإنسان في هذا الفضاء الجغرافي الواسع الذي يمثل لنا إرثاً نتماهى مع النضالات التي بذلت في توحيده ، هذا الإنسان على استعداد ، وتتوفرعنده الرغبة في بذل جهده ، وفكره ، وتوظيف إمكاناته للعبور بالوطن إلى مواقع العالم المتقدم والمنتج والحضاري ، ليكون الانعتاق من كل أشكال التخلف ، والجهل ، والاتكالية ، والعجز ، فيتحول الكائن البشري من مستهلك للمنجز العلمي والحضاري ، إلى منتج له ، ومشارك في صناعته لكن ذلك لن يتأتى إلا من خلال بيئة تحرّض على التفكير ، وتستخدم العقل ، وتوظف الفكر ، لا بيئة قامعة ، مستريبة ، تسيء الظن بالناس ، وتقونن لهم النمط المعرفي ، والثقافي ، والفكري . إن الزمن يحدد الخيارات عند الشعوب بأن تكون ، أولا تكون ، ولكي تكون عليها أن تجعل المعرفة ، والتنوير ، والتدريب ، والتحصين العلمي أهدافاً في مسيرتها ، وأن تقبل التحولات والمتغيرات بعقل الحاضر ، ووعي المستقبل ، وتراهن على أجيالها في عملية دخول التاريخ ، والانجاز ، والتفوق في كل أنماط المسارات إن كانت اقتصادية ، أو فكرية ، أو إنتاجية . المؤلم لكي نختم أن التطوير الثقافي والتربوي، وهو المهم إلى درجة كبيرة ، هو التطوير المؤجل دائماً ، بينما هو الأساس في إعداد الإنسان المؤتمن على صناعة التنمية ، والتحديث ، واقتحام المستقبل . أما لماذا هو مؤجل فذلك ماتريده العقول الظلامية التى ترى أن كلّ تغيير ، ولحاقٍ بالمسيرات الحضارية هو ردّة . أما " المرأة " وقمعها ، وتهميشها فحديثه يطول ، وسيأتي..