من تابع منكم مباراة كرة القدم بين فريقي انجلتراوألمانيا، في نهائيات كأس العالم الماضية، والتي انتهت ظلما لصالح ألمانيا، خاصة بعد أن خارت قوى الانجليز بسبب إلغاء هدف تعادل صحيح لهم كان في وقته المناسب. وبعيدا عن اعجابي لمنتخب انجلترا مشاهدة ودوريا وبلاي ستيشنيا، فإنني لا أدري هل قررت الفيفا قرارا يفيد أن الكرة يجب أن تلامس الشبكة حتى يعتبر هدفا، أم هل أنها ترى من المستحيل استخدام التقنية من خلال وضع شريحة لا سلكية داخل الكرة، تعطي الحكم تنبيها عند تجاوزها الخشبات الثلاث، فبدلا من اقتراحات بلاتيني الرائعة باضافة حكم رابع وخامس خلف كل مرمى، فان الأروع ياسيد بلاتيني بدلا من اضافة حكمين، هو الاستغناء عن رجلي الخط أيضا والاكتفاء بحكم واحد فقط مع مساعدة التقنية والكاميرات ومراقب المباراة. فالتقنيات اللاسكية سوف تجعل التسلل أمرا عادلا وليس حسب الاهواء. ان استخدام التقنية يمكن أن يكون في تحليل المباراة، ودراسة الاحتمالات العشوائية، من الدرجة الاولى أو درجات عشوائية أعلى، لتحركات اللاعبين هو أمر جديد، اعتقد أنه سيكون نقلة في طريق التدريب واتخاذ التشكيلة المناسبة لكل مباراة على حدة، ويكون ذلك من خلال وضع ذاكرة الكترونية في أحذية اللاعبين مربوطة بنظام تحديد المواقع تسجل تحركاتهم بكل دقة داخل الملعب، ومن ثم يقوم المدربون بتحميل كل المعلومات الموجودة في كل ذكرة وعرض حركات اللاعبين في برنامج احصائي يحاكي اللعب خلال تسعين دقيقة، ومن ثم دراسة كل الاحتمالات التي كانت سببا في تسجيل هدف في الفريق أو للفريق في مباريات قادمة والخروج بأفضل تشكيلة، خاصة وأن الاحتمالات ستشمل مكان وسرعة كل لاعب بالاضافة الى سرعة الكرة وقوة ركلها، وان لم يكن عبر ذاكرة فلا أقل من تصوير كل لاعب من أكثر من جهة وتحليل حركاته ودمجها مع حركات كافة اللاعبين، الأمر الذي يتطلب كمبيوترا سريعا جدا خاصة اذا كان المراد منه تحليل المباراة حيا على الهواء ليتمكن المدرب من تغيير الخطة المرسومة. في الصين، تم افتتاح استاد كبير، يعطي كل مشجع فيه برنامجا على هاتفه المحمول، يستطيع من خلال هذا البرنامج، الاستماع الى تعليق المباراة، ومشاهدة تسجيل الاهداف من المباراة التي يشاهدها أو من مبارايات في ملاعب أخرى تقام في نفس التوقيت، وتخيل لو اضيفت خاصية التصويت وابداء الرأي من قبل الجمهور لمدربهم اثناء اللعب، فبعض الجماهير لديهم من الحدس تجاه فريقهم ما يفوق مدربهم، فمن خلال هذا البرنامج يمكن أن يصوتوا على اسم اللاعب الذي يجب أن يغادر المباراة، واسم البديل وهكذا. شراء التذاكر أصبح عن طريق الهاتف المحمول، فمجرد ارسال رسالة لشراء تذكرة ما، فإن قيمتها تأتيك على الفاتورة، ويرسل اليك رسائل وسائط فيها التذكرة والبار كود لها (Bar code) على هيئة صورة، وبمجرد وصولك الى الاستاذ فانك تمرر هذه الصورة الظاهرة على شاشة هاتفك، ليتم قرائتها عبر الماسح الضوئي، والذي بمجرد أن يتأكد من صحة التذكرة يفتح لك بوابة الدخول الاتوماتيكية لتتجه الى مقعدك المحدد برقم معين. وختاما، وبعيدا عن التقنيات، فانه في كل اولمبياد تذهب معظم الميداليات الذهبية الى الصين التي لا تفتأ أن تنجب لاعبا في كل ساعة، والى امريكا التي لا تفتأ أن تجنس لاعبا في كل ساعتين، ولكن أليس من العدل أن يتم اعطاء المنتخب الفائز ميداليات ذهبية وفقا لعدد اللاعبين في كل رياضة، فالمنتخب الذي يفوز في المركز الاول في كرة القدم، ولأنها تتكون من احد عشر لاعبا فان هذه الدولة تستحق إحدى عشرة ميدالية ذهبية، وست ميداليات ان فازت في لعبة الكرة الطائرة، وهكذا لكل لعبة، إذ ليس من العدل المساواة !