قال نائب رئيس لجنة تجارة المواشي في الغرفة التجارية الصناعية بجدة فهد بن سيبان السلمي انه بتوجيهات كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، باشر البنك الإسلامي للتنمية في تنفيذ مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي لموسم حج هذا العام بتكلفة تزيد عن 400 مليون ريال. وأشار إلى أن المشروع غير ربحي وتتكفل به الدولة منذ ما يقارب 28 عاماً، موضحا أن المشروع قام بتوريد حوالي850 ألف رأس لموسم الحج بقيمة تصل إلى 300 مليون ريال، مشيرا إلى أن لجنة لحوم الهدي والأضاحي أتاحت الفرصة هذا الموسم لأكبر عدد من الموردين رغبة في تشجيع تجارة المواشي في السوق السعودي وقامت برفع عدد المواشي الموردة للمشروع وفقاً للزيادة الملحوظة في أعداد الحجاج خلال العام الماضي، وأن لجنة المشروع أكملت استلام المواشي المتفق عليها مع الموردين ووفق أدق الشروط والمواصفات المطلوبة. وأضاف بأن لمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي الذي يقوم البنك الإسلامي للتنمية بإدارته أهدافا رئيسية في مقدمتها تسهيل أداء هذا النسك عن حجاج بيت الله الحرام بما يمكنهم من التفرغ للعبادة بعد التأكد من توفر جميع الشروط الصحية والشرعية في الأنعام والإفادة من لحومها بتوزيعها على فقراء الحرم والجمعيات الخيرية بالمملكة وشحن الفائض منها للتوزيع على مستحقيها من اللاجئين وفقراء المسلمين في 27 دولة تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام. وقال إن المجزرة الحديثة تعتبر من أكبر المجازر في العالم، ويحتوى المشروع على مجزرة خاصة للجمال والأبقار، ويعمل في كل مجزرة عدد من المختصين في الشريعة وأطباء بيطريين يجرون الفحص على جميع الأنعام للتأكد من توافر الشروط الشرعية والصحية، ويتم توزيع اللحوم على فقراء الحرم والفقراء في 27 دولة من دول العالم الإسلامي التي تنقل إليها هذه اللحوم براً وبحراً وجواً، ويتم توزيع جزء منها على الجمعيات الخيرية في الداخل. وتناول موسم الحج على أنه من المواسم الهامة في تجارة المواشي من حيث تصريف الإنتاج المحلي والاستيراد من الخارج، مبينا أن قرار السماح باستقبال المواشي الإفريقية عبر ميناء جازان كان له الأثر البالغ في زيادة كميات المواشي المعروضة للبيع في السوق بما يحافظ على مستوى مناسب للأسعار، مقدرا عدد الأضاحي التي يتم استهلاكها خارج المشروع بنحو ثلاثة ملايين رأس، وتتضاعف الأسعار بنسبة 40% عن المعتادة طوال العام. وقال إن معظم الاستيراد من الموردين من المواشي البربري الإفريقية والتي أصبحت تصل من محجر الشركة الخليجية في ميناء بربرة في الصومال، حيث إن الميناء ومدينة بصاصو بعيدة عن أحداث الحرب في مقديشو وتتوفر فيها مراعٍ ممتازة، وساهم هذا المحجر بإمكانياته وتجهيزاته العالمية في تخفيف الجهد والمشقة على المواشي المصدرة من الصومال والدول الإفريقية. وأفاد بأن سعر رأس الماشية البربري يصل بسعر الجملة بما في ذلك مصاريف النقل إلى ما يتراوح بين 300 و 400 ريال وذلك حسب حالة العرض والطلب ويكون هامش الربح للمستوردين محدودا في بعض الأحيان ولكن تجارة المواشي تتطلب التجاوب مع الأسعار المطلوبة خاصة في مناقصة توريد مواشي الأضاحي، مبينا أنه لولا فتح الاستيراد للمواشي الإفريقية من السواكني والبربري لكان سعر رأس الحري المحلي وصل إلى 3000 آلاف ريال. وأكد أن هناك ضعفاً في الإنتاج المحلي نتيجة لعدم توفر الماء بكميات كافية والمراعي وزيادة قيمة الأعلاف مما جعل التربية والتسمين عملية مكلفة جعلت سعر المواشي المحلية تتزايد بشكل مستمر، فمثلاً تتقارب أسعار الحري والنعيمي الذي يأتي من الحدود الشمالية والنجدي وتتراوح بين 800 و1500 ريال، لافتا إلى أن موسم بيع المواشي يبدأ من منتصف شعبان وحتى نهاية محرم كل عام، إذ أن هذه الفترة يتخللها موسم رمضان والإجازات والحج ويصل إجمالي ما يستهلكه السوق السعودي من الأغنام الحية إلى ستة ملايين رأس سنوياً عدا ملايين الأطنان من اللحوم المبردة والمجمدة.