قال نائب رئيس لجنة تجارة المواشي في بيت تجارة جدة فهد بن شيبان السلمي ل"الرياض" إن مناقصة فض مظاريف الأضاحي لموسم حج هذا العام تحولت إلى مفاوضات استطاعت في نهايتها لجنة البنك الإسلامي للتنمية المكلفة من وزارة المالية بالإشراف على المشروع من الوصول لأسعار توريد تتراوح بين 330 و336 ريالا لرأس الماشية الواحد. وأوضح أن غالبية المتنافسين أبدوا تجاوباً كبيراً مع رغبات اللجنة في خفض الأسعار التي تقدموا بها في حين خرجت من دائرة المنافسة شركات وتجار آخرون لأنهم رأوا أن تكاليف الاستيراد والتوريد أصبحت مرتفعة في الوقت الحاضر، مفيدا بأنه نتيجة لزيادة عدد الحجاج فقد تم رفع الكميات المطلوبة للمشروع إلى 850 ألف رأس في حين كانت تصل في الأعوام الماضية إلى 700 ألف رأس. وبين أن رئيس لجنة تجارة المواشي في بيت تجارة جدة سليمان بن سعيد الجابري فاز بحصة تصل إلى 400 ألف رأس باعتباره من كبار تجار المواشي ولتوفر الإمكانيات لديه لتوريد أعداد تصل إلى أكثر من 80% من إجمالي العدد المطلوب، ولكنه تجاوب مع لجنة البنك الإسلامي في إتاحة الفرصة لبقية التجار في الحصول على كميات تتوافق وإمكانياتهم من منطلق تشجيعهم ودعمهم في إطار التعاون المطلوب من خلال لجنة "تجارة المواشي"، وبذلك ضمت قائمة الموردين حمود الخلف بحوالي 280 ألف رأس، وفهد السلمي وعادل الحربي ومحمد سعيد الجابري بكميات تتراوح بين 50 و70 ألف رأس لكل منهم. وتناول السلمي في تصريحاته أوضاع سوق المواشي في المملكة قائلا: سيكون معظم الاستيراد من الموردين الفائزين بالمنافسة من المواشي البربري الإفريقية والتي أصبحت تصل من محجر الشركة الخليجية في ميناء بربرة في الصومال، حيث إن الميناء ومدينة بصاصو بعيدة عن أحداث الحرب في مقديشو وتتوفر فيها مراعٍ ممتازة وساهم هذا المحجر بإمكانياته وتجهيزاته العالمية في تخفيف الجهد والمشقة على المواشي المصدرة من الصومال والدول الإفريقية التي كانت تصدر عن طريق محجر ميناء جيبوتي. وزاد بان سعر رأس الماشية البربري يصل بسعر الجملة بما في ذلك مصاريف النقل إلى ما يتراوح بين 280 و 320 ريال وذلك حسب حالة العرض والطلب ويكون هامش الربح للمستوردين محدود في بعض الأحيان ولكن تجارة المواشي تتطلب التجاوب مع الأسعار المطلوبة خاصة في مناقصة توريد مواشي الأضاحي، مبينا أنه لولا فتح الاستيراد للمواشي الإفريقية من السواكني والبربري لكان سعر رأس الحري المحلي وصل إلى 3000 آلاف ريال. وأكد أن هناك ضعفاً في الإنتاج المحلي نتيجة لعدم توفر الماء بكميات كافية والمراعي وزيادة قيمة الأعلاف مما جعل التربية والتسمين عملية مكلفة جعلت سعر المواشي المحلية تتزايد بشكل مستمر، فمثلاً تتقارب أسعار الحري والنعيمي الذي يأتي من الحدود الشمالية والنجدي وتتراوح بين 800 و1500 ريال. وكشف أن موسم بيع المواشي يبدأ من منتصف شعبان وحتى نهاية محرم كل عام، إذ أن هذه الفترة يتخللها موسم رمضان والإجازات والحج ويصل ما يتم استهلاكه في موسم الحج فقط إلى نحو مليوني رأس بما فيها احتياجات مشروع الأضاحي في حين يصل إجمالي ما يستهلكه السوق السعودي من الأغنام الحية إلى ستة ملايين رأس سنوياً عدا ملايين الأطنان من اللحوم المبردة والمجمدة. وتطرق لارتفاع قيمة المندي في المطابخ المتخصصة والتي يصل سعر الوجبة فيه إلى 40 ريالا، وقال إن هذا يعود لأن سعر "التيوس" المحلية ارتفع إلى 700 و800 ريال نتيجة لعدم وصول الكميات التي كانت تصل من المنطقة الجنوبية في السابق، وظروف الكشف الطبي البيطري وضرورة فرز المواشي المستوردة بشكل دقيق.