بدأت الجالية السودانية المتحدرة من الجنوب والمقيمة في الولاياتالمتحدةالامريكية مساء الثلاثاء بتسجيل أسمائها على لوائح الناخبين الراغبين في خوض إستفتاء تقرير مصير جنوب السودان. وفرضت الاجهزة الامريكية حزاماً أمنياً حول مركز الاستفتاء في واشنطن واتخذت تدابير تفادياً لحدوث أية إضطرابات قد تعكر صفو المشاركين في الاستفتاء. وخصصت المنظمة الدولية للهجرة، ومقرها دولة غانا والجهة المنظمة لعملية تسجيل الناخبين المقيمين خارج السودان في ثماني دول من بينها الولاياتالمتحدة، ثلاثة مراكز تسجيل رئيسية في ولايات أمريكية هي واشنطن العاصمة ونبراسكا وأريزونا. ويتدفق نحو 150 ألف سوداني جنوبي يحق لهم المشاركة في الاستفتاء نحو المراكز المحددة من أجل تسجيل أسمائهم على لوائح الناخبين حتى الأول من ديسمبر المقبل. وشهد التسجيل للاستفتاء في العاصمة واشنطن، الذي عينت اللجنة المنظمة فيه (62) موظفاً من جنسيات مختلفة، إقبالاً متوسطاً، حيث استقبل في اليوم الاول عدداً لا يتجاوز العشرات، وعللت السيدة أغنس اوسواها المسؤولة في مكتب الحركة الشعبية في واشنطن ذلك الى قلة مراكز الاستفتاء في الولاياتالمتحدة. وقالت في تصريح خاص ل "الرياض" أن حكومة جنوب السودان طلبت من المنظمة الدولية للهجرة أن تزيد عدد المراكز المخصصة لتسجيل الاسماء في لوائح الناخبين الذين يعتزمون التصويت لمصير الجنوب". وتساءلت: "كيف يمكن لبلاد واسعة مثل الولاياتالمتحدة أن يتواجد فقط ثلاثة مراكز تسجيل". لكنها أضافت، "أعتقد أنه لايزال الوقت مبكراً فهناك من يأتي من أماكن بعيدة ومرتبط بعمل، والجميع ينتظر أن يتقاطر أكبر عدد ممكن". ورغم الاقبال المحدود على تسجيل الاسماء في لوائح الانتخابات ينتظر السودانيون الجنوبيون هنا تسجيل أسمائهم للإستفتاء بفارغ الصبر، وهي خطوة حقيقية قد تؤدي إلى تقسيم أكبر بلد في إفريقيا، فيما سوف سيحدث غصة لدى الشماليين المتواجدين في الولاياتالمتحدة الذين لا يستبعدون تقسيم بلدهم. ويقول جون كول (36) عاماً المتحدر من قبيلة الدينكا الجنوبية ويعمل مساعداً للأطباء في أحد المستشفيات بولاية متشغن (شمال): "لقد قدمت من مدينتي ديربون الى العاصمة واشنطن من أجل أن أضع أول خطوة في طريق الحرية التي حلم بها كل فرد في الجنوب". وفضل جميع الاشخاص المسجلين في مركز واشنطن والذين التقتهم "الرياض" خيار الانفصال، ولم يؤيد فرد واحد وحدة السودان. ورأى السيد أريك سانتوس(30) عاماً من مدينة جوباالجنوبية والقادم الى امريكا بغرض الدراسة منذ تسع سنوات "أن الوحدة صعب تحقيقها في ظل تباين وجهات النظر في النظرة السياسية والثقافية والعرقية بيننا والشماليين".