نتيجة للأجواء الباردة التي تجتاح المرتفعات الجبلية من منطقة عسير في مثل هذا الوقت من كل عام شوهدت أرتال من السيارات محملة بالعائلات باتجاه منطقة تهامة الساحلية ومناطق الاصدار الجبلية عبر بوابة عقبة شعار وعقبة ضلع، وذلك للتمتع بأجواء مناطق تهامة الدافئة وطقسها الذي يميل للاعتدال هذه الأيام، وقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك في أحضان الطبيعة البكر. وقد استعدت إدارة مرور منطقة عسير لهذه الرحلة السنوية السياحية منذ وقت مبكر، حيث انتشرت الدوريات الأمنية لمراقبة الطرق والحد من الاختناقات المحتملة وكذا متابعة السرعة على الطرق المؤدية للمنتجعات التهامية والسواحل البحرية. من جهته حذر الدفاع المدني المواطنين والمقيمين من التواجد في بطون الأودية ومصاب السيول والتواجد في الأماكن الخطرة وذلك نظرا لأن معظم السيول في تلك الأودية التي يرتادها السائحون تأتي من أماكن بعيدة تهطل عليها الأمطار ويستمر جريان السيول وبشكل كبير إلى أماكن لا يوجد بها أمطار مما يؤدي إلى جرف المتنزهين في تلك الأودية وهي ما تسمى "السيول المنقولة". وقال مواطنون ان منطقة عسير قد حباها الله بميزة السياحة الشتوية والصيفية على حد سواء، فمن خلال الانتقال البري وعبر الطرق المختلفة تستطيع الانتقال من أجواء شديدة البرودة إلى أجواء دافئة في منطقة تهامة عسير والسواحل في مدة لا تتجاوز 15 دقيقة والعكس صحيح خلال موسم الصيف. وأوضحوا أنهم يفضلون قضاء الإجازة في تهامة عسير نظرا للأجواء الدافئة وتوافر الأكسجين بشكل ممتاز وذلك ما يفتقده سكان المرتفعات الجبلية من المنطقة، أيضا لا ننسى السواحل المميزة في الحريضة والقحمة والبرك وعمق وغيرها وهذه ميزة جذب سياحي لأبناء المنطقة. في حين أبدى الجميع تذمرهم من عدم تواجد الأماكن السياحية المطورة مثل المنتجعات المميزة والفنادق ذات «الخمس نجوم» التي تعد أساسا مهماً من عوامل الإغراء السياحي، وكذا عدم توافر المطاعم الراقية التي تجذب السائحين وتغريهم بالنزول لها، وعدم توافر المدن الترفيهية والحدائق والمسطحات الخضراء بشكل كبير، مطالبين الهيئة العليا للسياحة بسرعة استقطاب المشاريع السياحية الكبرى لسواحل عسير البحرية ومنطقة تهامة بشكل عام وكذلك دعوة المستثمرين ورجال الأعمال من قبل (غرفة أبها التجارية) لإقامة مشاريع سياحية بتهامة عسير تستطيع أن تلبي احتياجات السائح القادم من المرتفعات لان الأجواء الدافئة وحدها لا تكفي لقيام سياحة شتوية مميزة. فيما أكدوا على الارتفاعات الكبيرة التي طالت المساكن من شقق مفروشة ومجمعات سكنية، حيث وصلت الأسعار إلى 1000 ريال للفلل في المجمعات السياحية، فيما تصاعدت حمى الأسعار بالشقق المفروشة حيث وصلت إلى 800 ريال في سباق موسمي للربح السريع على حساب المواطن السائح الذي يضطر لقضاء إجازته في تلك الأجواء الدافئة مع لهيب الأسعار المرتفعة. وكانت الأسواق التجارية بتهامة عسير قد سجلت قوة شرائية هائلة خلال هذه الأيام، حيث اتجه أبناء المنطقة للتسوق من تلك المراكز التجارية المنتشرة لتحقق تلك الأسواق طفرة كبيرة في مواردها اليومية نظرا للإقبال الشديد عليها من قبل المتنزهين. السواحل تشهد إقبالاً من المتنزهين