أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعياً فضيلته حجاج بيت الله باغتنام شرف المكان والزمان بأن يحافظوا على هذه الأماكن الطاهرة وأن يعظموا هذه البقاع الشريفة تأدباً وتوقيراً. وحذر من كل ما يعكر أمن هذه البلاد وسكينتها واستقرارها، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن بلاد الحرمين حرسها الله تتشرف بحجاج بيت الله الحرام وترحب بهم رعاة ورعيَة ويستبشرون بهم ضيفاً عزيزاً ووفداً كريماً محبوباً فخدمتهم تاج تفخر به بلاد الحرمين. وأضاف فضيلته بأن حجاج بيت الله الحرام التي اتخذت من شرف الزمان والمكان وشعائر ومشاعر من إحدى منافع الحج المناطة بالوحدة الإسلامية والروحية الصلبة التي تنحسر دونها كل المآسي، لقولة تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون). ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين وحجاج بيت الله الحرام في خطبته التي شهدها نحو مليوني حاج، إلى اغتنام شرف المكان والزمان لمعالجة محن الأمة ونزاعاتها، ودحر صدورها وخلافاتها إقليمياً ودولياً وعالمياً وأن يكون هذا الاجتماع الرباني مسيارا للأعمال ورائدا للآمال وعهدا للتناصر وتثبيت الأواصر لاسيما في قضايانا الكبرى قضية إخواننا في الأرض المباركة فلسطين والمسجد الأقصى الذين جرحتهم ظلمات الحصار والخطوب، وانقسامات الأخوة على شتى الأهواء والدروب وإخواننا في بلاد الرافدين التي فرقتهم مآسي الحروب. وأشار إلى أن هذه الشريعة المباركة مناسبة عظيمة نقدم للعالم، أجمل الهدايا الرباينة والرحمات المصطفاوية التي تهتف بالحق والعدل والأمن والسلامة وترفرف بالرحمة والتسامح وتنبذ الظلم والفساد والعنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب. وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام من حجاج بيت الله الحرام أن يحافظوا على هذه الأماكن الطاهرة والنعمة السابغة وتعظيم هذه البقاع الشريفة تأدباً وتوقيراً، وحذر فضيلته من كل ما يعكر أمر هذه البلاد وسكينتها واستقرارها مطالبا الحجاج الكرام أن يتحلوا بالأخلاق الكريمة والآداب القويمة ودعاهم للابتعاد عن الخصال الذميمة، وقال فضيلته إن الحج عبادة وأمن وسلوك حضاري، وقدم الشيخ السديس تحية تقدير وإجلال للعاملين على الحج في المواقع المدنية والأمنية، وقال هنيئاً لهم هذا الشرف العظيم والمرتبة السنية، وليهنأ الحجاج بمنظومة الخدمات المتألقة والمشاريع العملاقة المتكاملة التي كان ابرزها قطار الحرمين والمشاعر المقدسة، جعلها الله في موازين الحسنات، وأن يوفق الله حجاج بيت الله الحرام، وأن يعينهم على أداء مناسكهم وأن يجعل حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً، وأن يعيدهم إلى بلادهم سالمين غانمين. وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام أهل العلم والفتوى بأن يأخذوا الحجاج بقاعدة التيسير ورفع الحرج، وقال إنه منهج النبي الذي سلكه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتيسر على المسلمين بالحج.