تفتتح اليوم في مدينة غوانجو الصينية دورة الالعاب الاسيوية ال 16 والتي تستمر حتى ال 27 من نوفمبر الجاري. وقامت غوانجو استعدادا لاستضافة الالعاب الاسيوية ببناء شبكة طرق جديدة وجسور عدة ومجمعات سكنية ومحطات للسكك الحديد وخطوط مترو الانفاق، وعملت على تنظيف مياهها وهوائها فحظرت حفلات الشواء على جوانب الطرق ابتداء من الاول من نوفمبر. وانجزت المدينة الثالثة التي تستضيف الالعاب وهي ليست عاصمة بعد هيروشيما اليابانية (1994) وبوسان الكورية الجنوبية (2002)، ايضا مشاريع ضخمة لتجديد المناطق الحضرية، وفرضت السلطات الكثير من القيود على حركة المرور، وامرت باغلاق مواقع البناء والمعامل. وحظرت السلطات المولجة الموضوع الامني قبل 5 ايام من الافتتاح الرسمي للالعاب، سير اي نوع من المركبات في شوارع المدينة من الساعة السابعة صباحا وحتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (غرينيتش + 8) باستثناء حافلات خصصتها للنقل العام لتخفيف حدة الاجراءات المتخذة اعتبارا من الاول من الشهر الجاري، اضافة الى القطارات. ومنعت ايضا الشركات من القيام بأي أعمال تجديد داخلية أو اعادة الطلاء خلال الألعاب التي تعتبر ثالث أضخم حدث رياضي بعد الالعاب الاولمبية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم. وأطلق الرئيس الصيني هو جينتاو مسيرة الشعلة من وسط العاصمة بكين قبل شهر بالتمام والكمال لتجتاز 21 مدينة في البلاد وصولا الى غوانجو بعد ان يكون قد تناوب على حملها 2010 اشخاص. بدأ تسجيل الارقام القياسية في اسياد 2010 قبل ان تنطلق المنافسات رسميا في غوانجو التي تستضيف ما يزيد على 14 الف شخص بينهم اكثر من 12 الف رياضي من الجنسين من 45 دولة اسيوية يتبارون في 42 رياضة (رقم قياسي) و53 فعالية (رقم قياسي) للحصول على 476 ذهبية (رقم قياسي). وقد ادخلت على الالعاب التي اعتمدت في اسياد 2006 في الدوحة 5 رياضات هي الخماسي الحديث والتزحلق والكريكت ورياضة الرقص وقارب التنين (دراغون بوت)، وحذفت منها رياضة بناء الاجسام التي لا تتناسب كثيرا مع التركيبة الفيزيولوجية لرياضيي الدولة المضيفة التي اكتفت بواحدة فقط من اصل 8 ذهبيات في اسياد الدوحة دون اي ميدالية اخرى من اي لون كان. ويأمل المنظمون بتسجيل عدد من الارقام القياسية يفوق ما تحقق في اسياد الدوحة الذي شهد تحطيم 7 ارقام قياسية عالمية ومعادلة رقمين (معظمها في رفع الاثقال) وتسجيل 24 رقما آسيويا جديدا، تكون موزعة على رياضة متعددة. ورصدت الصين في اطار تشجيع الرياضيين على تحطيم الارقام القياسية مبلغ 10 الاف دولار لكل من يسجل رقما عالميا في الدورة اضافة الى كأس من حجر "اليشب" الكريم. وباعتبارها رائدة للالعاب بشكل لا جدال فيه، حشدت الصين بعثة "الفية" من 977 رياضيا ورياضية بينهم 35 بطلا اولمبيا يشرف عليهم 477 مدربا، اي ما يقارب ضعفي المشاركين في اسياد الدوحة (647 رياضيا) الذي كان بمثابة حجر الاساس لقوتهم خلال اولمبياد بكين 2008. ويضم الوفد الصيني في عداده اكثر من 250 رياضيا شاركوا في اولمبياد بكين بينهم ابطال معروفون منهم البطل الاولمبي في 110م حواجز العداء ليو جيانغ صاحب الرقم القياسي سابقا، ونجم كرة الطاولة وانغ لي كين ولاعب البادمنتون لين دان ولاعبة الترامبولين هي وين نا. وبات من الصعب اسيويا على غير الصين كسر احتكار بلد المليار و300 مليون نسمة في المدى المنظور خصوصا ان الفارق في الحصاد الصيني من الذهب في اسياد الدوحة 2006 هو قرابة 3 اضعاف حصاد كوريا الجنوبية التي دحرجت اليابان الى المركز الثالث في الدورات الست الاخيرة (165 مقابل 58). وتعول الصين بالدرجة الاولى على السباحة لا سيما الغطس (10 من 10 في الدوحة) ورفع الاثقال ورياضات فن القتال باستثناء الملاكمة والمصارعة، والرماية وكرة الطاولة (6 من 7 في الدوحة) والبادمنتون (4 من 7) والدراجات (فئة السيدات). ويمكن للمشاركين الاخرين ان يأملوا باحراز الذهب في الرياضات الاخرى خصوصا العاب القوى. ومن المتوقع الا يقل حفل الافتتاح جمالا من افتتاح الالعاب الاولمبية قبل سنتين، حيث شدت اللوحات التي عرضت انتباه المتفرجين المشاهدين عبر العالم لما تضمنته من التفرد والذوق الرفيع. واظهرت البروفات التي بثتها شاشات التلفزيون في الايام الاخيرة ان مخرج الحفل سيعتمد في معظم فقراته على لوحات يتواجد فيها "التنين الرمز" بشكل كبير بالوان زاهية واضاءة غاية في الجمال والروعة. وسيكون حفل الافتتاح مختلفا عما حصل في كل الالعاب العالمية السابقة لانه سيخرج من اطار الملعب ليقام على ضفاف نهر اللؤلؤة في جنوب الصين على جزيرة تم انشاء اكبر مسرح مائي فيها في العالم يتسع ل 28 الف متفرج وسيكون بحجم ملعب لكرة القدم. تجدر الاشارة الى ان مسابقة كرة القدم انطلقت قبل الافتتاح بخمسة ايام نظرا لطول فترة المنافسات.