غوانغو- ا ف ب -تحتضن مدينة غوانغو الصينية دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة اعتباراً من اليوم (الجمعة) حتى27 الجاري وهي تفكر في استضافة أولمبياد ثان بعد النجاح الباهر الذي خرج به أولمبياد بكين 2008. ويعتقد المسؤولون في المدينة الجنوبية الذين أعدوا العدة على أكمل وجه لاستضافة الألعاب الآسيوية بطريقة مميزة بعد أن سبقتهم الدوحة إلى ذلك، بأنهم جاهزون لاستضافة الألعاب الأولمبية في مستقبل قريب، خصوصاً أن غوانغو لعبت دوراً كبيراً ورئيسياً في الازدهار الصناعي الهائل الذي شهدته البلاد في الأعوام ال30 الأخيرة. وقال نائب الأمين العام للجنة المنظمة غو غيانغ «شخصياً، أرى أن غوانغو قد تملك خلال 10 أعوام فرصة تقديم طلب استضافة الألعاب الأولمبية لتكون الثانية في الصين بعد أولمبياد بكين 2008 الذي أدهش العالم أجمع». وأضاف «أعتقد أن غوانغو تشبه بكين إلى حد ما من حيث المنشآت وفي خبرة تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى. تحتاج الألعاب الأولمبية إلى منشآت رياضية كافية، ومدينتنا تملكها جميعها.. لسنا بحاجة إلى بناء مزيد من المنشآت كي نستضيف الأولمبياد». وأنجزت المدينة الثالثة التي تستضيف الألعاب وهي ليست عاصمة بعد؛ هيروشيما اليابانية (1994) وبوسان الكورية الجنوبية (2002)، أيضاً مشاريع ضخمة لتجديد المناطق الحضرية، وفرضت السلطات كثيراً من القيود على حركة المرور، وأمرت بإغلاق مواقع البناء والمعامل. وحظرت السلطات المولجة الموضوع الأمني قبل 5 أيام من الافتتاح الرسمي للألعاب، سير أي نوع من المركبات في شوارع المدينة من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (غرينتش + 8) باستثناء حافلات خصصتها للنقل العام لتخفيف حدة الإجراءات المتخذة اعتباراً من الأول من الشهر الجاري، إضافة إلى القطارات. ومنعت أيضاً الشركات من القيام بأي أعمال تجديد داخلية أو إعادة الطلاء خلال الألعاب التي تعتبر ثالث أضخم حدث رياضي بعد الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم. ويأمل المنظمون في تسجيل عدد من الأرقام القياسية يفوق ما تحقق في آسياد الدوحة الذي شهد تحطيم 7 أرقام قياسية عالمية ومعادلة رقمين (معظمها في رفع الأثقال) وتسجيل 24 رقماً آسيوياً جديداً، تكون موزعة على رياضة متعددة. ورصدت الصين في إطار تشجيع الرياضيين على تحطيم الأرقام القياسية مبلغ 10 آلاف دولار لكل من يسجل رقماً عالمياً في الدورة إضافة إلى كأس من حجر «اليشب» الكريم. وعلق معاون وزير الرياضة الصيني كاي جينخوا «أنا سعيد جداً لأن اللجنة المنظمة قررت منح مكافأة لتشجيع الرياضيين الآسيويين. آمل أن يقدم الرياضيون الصينيون كل ما في وسعهم من أجل تسجيل أرقام جديدة». من جانبه، رأى البطل الصيني العالمي في السباحة غانغ لين في المكافأة حافزاً كبيراً لتقديم الأفضل، وقال «عندما حطمت الرقم القياسي في بطولة العالم في روما، كنت فخوراً لكوني رياضياً صينياً. آمل أن أحقق ذلك هنا في غونغو». وكان لين حطم الرقم العالمي في سباق 800 حرة مسجلاً 12ر32ر7 دقائق في 29 أيلول (سبتمبر) 2009 في روما. وباعتبارها رائدة للألعاب بشكل لا جدال فيه، حشدت الصين بعثة «ألفية» من 977 رياضياً ورياضية بينهم 35 بطلاً أولمبياً يشرف عليهم 477 مديراً، أي ما يقارب ضعفي المشاركين في آسياد الدوحة (647 رياضياً) الذي كان بمثابة حجر الأساس لقوتهم خلال أولمبياد بكين 2008. وقال رئيس الوفد الصيني إلى الألعاب دوان شي جي «نريد أن يتحلى لاعبونا بأعلى درجة من الروح الرياضية والتنافسية وأن يحتفظوا بصدارتنا للترتيب»، مضيفاً «نحن نرى في الألعاب الآسيوية جزءاً مهماً من تحضيراتنا لأولمبياد 2012 في لندن. وشدد شي جي على «عدم التسامح في حال ظهور حالات منشطات» التي كثيراً ما تفشت بين الرياضيين الصينيين في مختلف التظاهرات الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية. وحققت قطر نتائج ملموسة في «آسيادها» فحلت في المركز الحادي عشر في الترتيب العام، وكانت في المرتبة الأولى على صعيد الدول العربية، إذ جمعت 32 ميدالية (9 ذهبيات و12 فضية و11 برونزية). وتشارك البحرين بالطموح نفسه وهو تكرار «الإنجاز غير المسبوق» الذي حققته قبل 4 سنوات بإحرازها 20 ميدالية (7 ذهبيات و9 فضيات و4 برونزيات). لكن حسابات الحقل هذه المرة قد لا تنطبق على حسابات البيدر لأن وفد الدوحة 2006 كان الأكبر والأضخم وضم أكثر من 300 رياضي، فيما يضم الوفد المشارك في غوانغو 127 رياضياً، اللهم إلا إذا كانوا يشكلون نخبة الوفد السابق. وتعول السعودية إضافة إلى ألعاب القوى، على الفروسية على غرار الإمارات، فيما تبدو المشاركات العربية الأخرى ضعيفة وتنحصر آمالها في بعض الألعاب الفردية.