منذ زمن طويل لم أقابل العم سليمان وجهاً لوجه كنت ألمحه من بعيد في ردهات اليمامة وكنت أتحاشى مقابلة عن قرب ليس كرهاً بهذا الرجل الطيب فقط لأنه يثير بداخلي عاصفة من الحسرة وعاصفة من الوجد والذكرى.. يذكرني بكوكبة عظيمة مرت من هنا منها من حطت ومنها من هاجر وارتحل إلى فصول ومواسم أخرى ومنها من رحل عن الدنيا.. اليوم قابلته وجهاً لوجه وهو كما تعلمون النادل الأسطوري لليمامة.. توقفت أمامه طويلاً وحدقت بوجهه طويلاً فتذكرت السنين الخوالي من عمر مؤسسة اليمامة الصحفية.. تذكرت فهد العريفي ومحمد الجحلان وطلعت وفا والعزاز باعتبارهم رحلوا عنا تذكرتهم وأنا أشاهد العم سليمان تذكرت قهوته وأنا أحتسيها مع العريفي والجحلان.. كانت أياماً لا تنسى بحق ولهذا فأنا حبيس لتلك المرحلة المنفرطة لا أستطيع الانعتاق منها مخمور بنشوتها ومفتون بطرها لكن كعادته الزمن لا يعود للوراء نعم لا يعود للوراء فعزائي أن نلتفت إلى لحظاتنا الراهنة والتي ستصبح في يوم ما ذكرى هي الأخرى عزاؤنا أن نستمتع بكل لحظة بل ونرتشفها حتى الثمالة تعالوا نسافر عبر الزمن ونستعد ذاكرة الزمن الجميل تعالوا نفِ بجميل تلك المرحة النقية من عمر مؤسسة اليمامة الصحفية وتعالوا نتذكرها دوماً.. تعالوا نتواصل لكن ليس عبر الانترنت والجوال تعالوا نعشها قبل أن يسحقها الزمن ويحيلها إلى حطام لكن بالمقابل تعالوا نزجِ الشكر والعرفان للذين لا يزالون يواصلون العمل ويحملون الرسالة تعالوا نقل لهم شكراً بدءاً بالأستاذ الكبير تركي السديري والكويليت والحيدر والحميدين والعصيمي والغامدي والعيسى وكل الذين احتسينا معهم قهوة العم سليمان.