تواصل إمارة دبي استعداداتها لاستضافة معرض الإعلام والتسويق 2010 بعد ستة أسابيع، حيث اختتمت مجموعة دوموس الجهة المنظمة للحدث سلسلة مقابلات إعلامية كانت قد أجرتها مع نخبة من الناشطين في مجال التسويق ضمن منطقة الشرق الأوسط ومجموعة من العارضين الرئيسيين من الذين أكدوا مشاركتهم في المعرض، إضافة إلى إجرائها دراسة إحصائية كمية تتعلق بالشرق الأوسط وموقعه ضمن خارطة العالم الرقمي. وقد تم تصميم هذه الدراسة بغرض جس النبض حول وقع الإعلام الاجتماعي داخل أروقة وكالات الإعلام وما رافقه من تقلّبات في مفهوم الاستهلاك الإعلامي داخل ورشات العمل، إضافة إلى التطلعات المستقبلية لوكالات الإعلام وتطوير أنفسها والتأقلم مع معطيات التكنولوجيا الحديثة للعمل على مواكبة الإبداع بالاستفادة منها لصالحها؛ وذلك تمهيداً لتداولها أثناء الاجتماع المزمع عقده في الخامس عشر من شهر ديسمبر القادم. وتشارك مؤسسة اليمامة الصحفية بجناح خاص يضم كافة مطبوعاتها "الرياض"، "مجلة اليمامة"، "كتاب الرياض"، و"كتاب في جريدة" والنسخة العربية من "لوموند ديبلوماتيك الفرنسية" التي تطبعها وتوزعها "الرياض"، إضافة لبعض المؤسسات السعودية الاعلامية والصحفية الأخرى التي تشارك في هذا المعرض السنوي المتخصص في التسويق والاعلام. وجاءت الدراسة بنتائج متنوعة من حيث معدل الاستهلاك الإعلامي إذ صرح ثلث المتجاوبين بأنهم يطالعون ثلاث صحف أو أكثر يوميا، بينما يطالع أكثر من 50% منهم صحيفتان أسبوعيتان على الأقل. ومن جهة التحدي الذي تشكله شبكة الانترنت في وقتنا الراهن، أجاب 13% من المشمولين بالدراسة إلى أنهم يعتمدون على المطالعة من خلال الصحافة الإلكترونية وبمعدل 10 صحف إلكترونية مختلفة في اليوم الواحد (أثناء أيام العمل الرسمي). من جانب آخر، ومع بزوغ نجم جديد للإعلام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واصل موقع فيسبوك بشكل مثير للدهشة، هيمنته على مسرح الأحداث، بينما جذب موقع التواصل الاجتماعي تويتر والمقيد برسائله ذات ال140 حرفاً اهتمام وكالات الإعلام في الصميم من خلال قيام 48% من شركات الإعلام المختصة والتي شملتها الدراسة باستخدام موقع تويتر بشكل اعتيادي ويومي كمصدر للأخبار والأفكار المبتكرة. في معرض تعليقها، صرحت ميسون أبوالهول المديرة التنفيذية لمجموعة دوموس الجهة المنظمة للحدث بالقول "من خلال تعاوننا مع العارضين في الآونة الأخيرة، حرصنا على العمل من أجل فهم الآلية التي تكمن وراء دفع عجلة النمو لشركات الاتصالات التسويقية في المنطقة. إن معرض الإعلام والتسويق سيتيح الفرصة لتلك الشركات المختلفة للتواجد معاً ومناقشة وجهات النظر حول المستجدات المتمثلة في ظهور شبكات التواصل الإجتماعي، والثقافات المختلفة التي تنتهجها تلك الوكالات إضافة إلى مناقشة آخر الاتجاهات الموجودة على الساحة وعمليات تطوير البث الإعلامي والمزيد". ومن جهة أخرى تابعت أبوالهول بالقول "في بدايات هذا العام، تحولت حملة جبنة باندا الترويجية إلى واحدة من أكبر التجارب التسويقية نجاحاً على مستوى ما يعرف في عالم التسويق باسم "التسويق الفيروسي" للعام 2010، وذلك من خلال استنادها إلى فكرة إعلانية مبتكرة جذبت اهتمام مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة، مؤدية إلى اهتمام عالمي واسع". واختتمت أبوالهول بالقول إن العمل على ابتكار محتوى مزود بعنصر جاذبية فعّال للجمهور العالمي من جهة، ويتلاءم مع الميزانيات المحدودة من جهة أخرى يتيح المجال لفِرق العمل في وكالات التسويق بالتوجه إلى شبكات التواصل الاجتماعي والعمل على توظيف أفكارهم الإبداعية لتصب في هذا المجال، وفي نفس السياق فإن الوكالات وبالتحديد احترافيي العلاقات العامة تحت وطء ضغط متزايد للبقاء جنباً إلى جنب داخل دائرة الأخبار، وبالتحديد من خلال سعيهم للبقاء على مقربة مباشرة من مدار الأحداث. من ناحية أخرى، ومن وجهة نظر مديري وكالات التسويق والإعلام فقد انقسمت الآراء ووجهات النظر عند التطرق للحديث عن دور الإعلام الاجتماعي داخل ورشات العمل، وقد أظهرت المقابلات الفردية التي تمت مع مجموعة من الشركات العارضة في معرض التسويق والإعلام ومجموعة من الأشخاص رفيعي المستوى في المجال، إلى أن سياسة الإعلام الاجتماعي ما زالت في مستهلها وأنها لا تشكل إلا حيزاً ضئيلاً من التعامل معها ضمن بيئة العمل. وفي تعليقه على الموضوع، عبّر أليكس معلوف مدير الاتصالات لدى شركة "إيه بي بي" في المنطقة العربية بالقول "انطلاقاً من تخصصنا في الأعمال بين الشركات "B2B" فإنه من بالغ الأهمية معرفة متى يمكن استخدام الإعلام الاجتماعي، ومن وجهة نظري ومن هذه المكان في العالم وتحديدا في المملكة اعتقد أن صانعي القرار لن يحبذوا استخدام هذه القنوات التسويقية، لكن قد يمكن لأبنائهم أن يقوموا بذلك، بالنسبة لي فإن التحدي الكامن في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يكمن في أنها تستهلك الكثير من الوقت، لكن مع هذا كله فإنها تشكل فائدة وتفاعلاً متزايدين بحيث أنها تخلق فرصة حوار مع الزبائن، لذا فإني أشدد على فريق عملي باستخدامها بتروي". وفي الوقت الذي يدرك فيه العارضون والوكالات الحاجة القوية إلى ربط الإعلام الاجتماعي ليلعب دوراً بارزاً في تطوير المحتوى الإبداعي، فإن معوقات معينة تظهر على الساحة في المقابل، هذا ما أوضحه جريج مور الشريك والمؤسس لشركة FMS حين قال "أعتقد أن هنالك فجوة تكمن في إدراك الموظفين للفرق ما بين الإعلام الاجتماعي الشخصي والإعلام الاجتماعي ضمن بيئة العمل، إني أدعم وبشكل كامل مبدأ استخدام الإعلام الاجتماعي ضمن العمل طالما أنه هنالك فائدة تأتي بثمارها للعمل، إن فريق العمل لدي يعملون على القراءة وبشكل مكثف لأكثر من عشر مصادر أخبار في اليوم، ويوماً بيوم". وأخيراً يجدر الإشارة إلى أن معرض الإعلام والتسويق سينعقد في الفترة من بين 13 ولغاية 15 ديسمبر في مركز دبي التجاري العالمي، وسوف يستضيف أكثر من 60 شركة وورشة عمل من نخبة شركات التسويق والنشر من مختلف أنحاء المنطقة.