ديكورات منازلنا الداخلية والخارجية هي العنوان الأول للهوية الوطنية، وفي ظل العولمة تناسخت كثير من أساسيات الحياة في كل بقاع الدنيا، وفقدت تقريباً الملامح الخاصة بكل بلد، حتى أن البلاد التي استطاعت أن تحتفظ بهويتها الخاصة سوقت لنفسها سياحياً بهذه الميزة، وعندما نتجول في بيوتنا نلاحظ الفارق الشاسع بين ماكانت عليه سابقاً وماأصبحت عليه حالياً، فكثير من الأفكار الغربية وجدت لها متسعاً في بيوتنا، وأسهم في ذلك انفتاح البلاد تجارياً وحركة الاستيراد التي تخطت سقف المليار سنوياً، كما أنّ طبيعة العصر وسرعة حركته وسهولة تدفق المعلومات عبر شبكة الإنترنت؛ أسهمت بدور كبير في تغيير الذائقة الجمالية للبيوت، وفي حين تحتفظ معظم بيوت المملكة من الخارج بخصوصية البناء وارتفاع الأسوار المصممة إلا أنها من الداخل تغيرت كثيراً، وأصبحت تواكب العصر بأكثر وأسرع مما كان متوقعاً. في هذا «الملف» نرصد هذه التغيرات ونسلط الضوء على أسبابها ونتائجها فيما يشبه جرساً صغيراً لتدارك طمس الهوية الوطنية لتصميم بيوتنا فما يبدأ بالبيوت ينسحب تدريجياً على السلوك والطباع.