صديقي : أنت تعلم بأن صغارنا " الأطفال" هم الأكثر تأثرا بمن حولهم خصوصا عندما يتعلقون بشيء ما فهم يكونون ومنذ صغرهم متعلقين فيه إلى أن يبلغوا سن الرشد وبعد ذلك تسير معهم هذه الطباع أو الشيء الذي لازمهم في صغرهم ويكون ديدنا لهم في حياتهم . صديقي اتفقت أنا وأنت على أن صغار السن يعتبرون أرضا خصبة لزراعة الأفكار في صغرهم والتي ستلازمهم في كبرهم وليس بالأمر السهل أن ننزعها منهم فيما بعد، أما ما أريد الوصول إليه هو أن الناظر في وسطنا الرياضي الآن وهو القريب من الصغار ويعتبر كذلك عاملا مؤثرا وبشكل كبير في أفكارهم، فللأسف بأن هذا الوسط الرياضي أصبح مصدرا لأفكار ومفاهيم خاطئة عرفت في حقبة معينة من الزمن وبالذات كانت بالسياسة، من هذه الأفكار يا صديقي والتي أصبحت متدارجة في وسطنا الرياضي " فكر المؤامرة" أما كيف فعندما يخسر فريق ما أو تؤجل مباراة لفريق آخر فالقائمون على هذه الأندية دائما ما يعزونها لمؤامرة حيكت ضدهم وأن هناك أشخاصا أوقعوا هذا النادي أو ذاك في شراك المؤامرة، أي فكر هذا يا صديقي؟ فالمؤامرة عرفت في الانقلابات العسكرية، وبشكل أعم يعتبر هذا الفكر مصطلحا سياسيا بحتا توارى مع هتلر وستالين، ولكن ثمة أناسا أوجدوه بيننا بالرياضة، أما لماذا ؟ ليستعطفوا الجماهير وصغار السن بأن هناك أشخاصا يحاربون ناديهم وهم السبب في ابتعاد فريقهم عن البطولات وغالبا ما يكون نابعا من هذه الأندية كي لا يأتي غضب الجمهور على هذا النادي فهم يرمون بالمشكلة " لمؤامرة وأشخاص غير نزيهين" ولكي لا يأتي اللوم كذلك على "الإدارة واللاعب والجهاز الفني هذا المصطلح عند سماع الطفل له في صغره وأن دائما ثمة أناسا يعملون بالظلام ضد ناديهم فهو في كبره-أي النشء- سينشأ ومعه هذا الفكر مما يجعله يؤمن به في حياته الشخصية ويكون دائما ما يخيل له بأنه كذلك يُستهدف من هذا الفكر التآمري . فهو عندما يخفق في أي نجاح فلن يبحث عن حل بل سوف يعزوه "للمؤامرة التي حيكت ضده وللأشخاص الذين يعملون ضده" وبهذا سوف تخفق أجيالنا لأنها أوهمت نفسها بأن ثمة أناسا يعملون بالظلام للإيقاع بهم! ولا علاج للمؤامرة سوى التأمر على من نظنهم ضدنا، بهذا سينشأ جيل معاد بعضه للبعض ومتآمر بعضه على بعض سنصبح حينها على جيل " عدواني هدفه أن يوقع بالآخرين بشراك بالمؤامرة !. التوقيع : صديقك !