تعودنا من معظم رؤساء الأندية عند مغادرة الكرسي أن تكون هذه المغادرة (نهائية) وبالتالي قطع العلاقة بالنادي والوسط الرياضي، وتعودنا أيضاً من بعض هؤلاء تصفية الحسابات مع من (يخلفهم) والعمل من أجل فشله وعدم الوصول إلى النجاح المنتظر الأمر الذي أثر بصورة سلبية على بعض الأندية وحتى الاتحادات الرياضية وهذا بلا شك قادها إلى الوراء وجعل منها ساحات للتراشق في الكلام والتركيز على العيوب فقط. أما في نادي الهلال وتحديداً بعد استقالة الأمير عبدالله بن مساعد العام الماضي، فرأينا اختلافاً كبيراً ومخالفة لهذه النظرية التي يطبقها الأغلبية لأهداف وقتية ومصالح خاصة حيث توقع الجميع أن (يودع) الرئيس الهلالي السابق الوسط الرياضي وأن يوقف دعمه للنادي ولو فعل ذلك فلا أحد يلومه على اعتبار أنه أدى رسالته ولم ينقصه سوى فوز الفريق الكروي بأكثر من بطولة في عهد رئاسته، ولكنه لم ينتهج هذا الأسلوب إنما واصل حضوره مع نادي الهلال وإدارته وبين فترة وأخرى يجدد دعمه مادياً ومعنوياً ويضيف على ذلك تواصله مع الوسط الرياضي ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة كأنموذج حي لحبه لهذا الجانب وانتمائه الصادق لناديه فضلاً عن تواجده بين وقت وآخر داخل الأسرة الرياضية من خلال طرح الأفكار البناءة والآراء المفيدة التي دائماً ما تكون أشبه بورقة عمل تخدم المجتمع الرياضي بدليل تلك المشاريع الاستثمارية الرائعة التي كان ينوي تنفيذها لولا أن فترة رئاسته القصيرة. عندما نركز على الرئيس الهلالي المستقيل فإن الهدف ليس (تلميعه) والانتقاص من قيمة الآخرين فهو بكل تأكيد غني عن مثل هذا الكلام ولكننا نطرحه كمثال حي لدور الرياضي الفاهم وعضو الشرف الفعّال والرجل الاقتصادي المتمكن وفوق ذلك عدم اتخاذه لأسباب الاختلاف كخلاف دائم وعداء مرفوض مع من يعارضه الرأي ونحسب أن الأندية واتحادنا ووسطنا الرياضي بحاجة ماسة لمثل هذه النوعيات من الرجال التي تخطط بعقل وتعمل بفكر وتتعامل بمنهجية واضحة وأسلوب مجدٍ، وقد يكون أحد اتحاداتنا الرياضية التي تعاني من (العشوائية) وتحتاج إلى تطوير هو المكان الأنسب لمثل هذه النوعية من الإداريين حتى يأخذوا بيدها ويوقظوها من غفوتهافعدم توفيق هؤلاء في الأندية لا يعني أنهم سوف يخفقون في مكان آخر بل ربما يحققون نتائج لا أحد يستطيع الوصول إليها. غياب الأمير عبدالله بن مساعد عن العمل الرسمي في نادي الهلال لم يتخذه سبباً في عدم الدعم وترك مسؤولية ذلك على عاتق الإدارة إنما جعله يحضر بقوة ويدعم دون توقف كدلالة على إدراكه للدور المطلوب من رجال الأعمال وأعضاء الشرف في الأندية وقد توج مواقفه المشرِّفة مع ناديه بتكفله بمبالغ حفل اعتزال يوسف الثنيان والتي تجاوزت نصف المليون يورو مع نجاحه في استقدام فريق فالنسيا بطل اسبانيا وقارة أوروبا لهذا الغرض. فيا ترى هل يقتدون بعض أعضاء الشرف بسموه؟!