في الوقت الذي استغرب فيه المحايدون والمنصفون التقرير الأخير الذي بثه موقع (الفيفا) الإلكتروني على شبكة الانترنت والذي جاء ليحاول وبطريقة ممجوجة تغيير مفاهيم راسخة لدى المتابعين إزاء الفرق الأكثر حصولاً على البطولات في السعودي، سيكون الاتحاد السعودي لكرة القدم أمام مطالبات جادة من يفرضها الواقع، لإحصاء جميع بطولات الأندية السعودية، وتوثيقها، لإيقاف مثل هذا العبث الذي يسيء للأندية التي وضعت في مكان يكبر عن حجمها، قبل أن يحاول الانتقاص من أندية أخرى. قبل شهر واحد من الآن أعاد اتحاد كرة القدم لجنة الإعلام والإحصاء برئاسة الإعلامي أحمد صادق دياب، وهي اللجنة التي تعنى بتبني مواقف اتحاد الكرة إعلامياً وبث اخبار الاتحاد والتجاوب مع المؤسسات الإعلامية، فضلاً عن العمل الأهم وهو الذي يتعلق بالإحصاءات وتوثيق منجزات المنتخبات الوطنية والأندية السعودية. عانت الفرق السعودية من محاولات متعددة لتشويه تاريخها وسمعتها، ووقف العديد من المؤرخين الهواة أمام هذه المحاولات وباجتهادات شخصية ليوثقوا تلك المنجزات ويحفظوا حقوق من عملوا وأنجزوا للوطن ولأنديتهم، أمام صمت مطبق يمارسه اتحاد كرة القدم وتحديداً لجانه المعنية بهذا الشأن، وكأن هذا الأمر لا يعني تلك اللجان التي كان عليها حفظ تاريخ اتحاد كرة القدم، الذي يتعرض الآن لتشويه واضح ومكشوف. لجنة الإعلام والإحصاء بتشكيلها الجديد باتت أمام أهم اختباراتها في التعامل مع ما حدث، إذ سيكون لزاماً عليها التحقيق في ما أورده موقع (الفيفا) والتواصل على القائمين مع الموقع لمعرفة الطريقة التي حصل من خلالها الموقع على المعلومات المغلوطة، ومن ثم كشف المتورطين ببث معلومات معيبة بحق الكرة السعودية وأندية الهلال والنصر والاتحاد، قبل وضع سلم الترتيب الصحيح والرسمي لبطولات الفرق السعودية، وهو السلم الذي لا يحتاج لمعايير أو قوانين فيزيائية مثلما يصوره رئيس اللجنة، فأغلب التزييف حدث في بطولات منضوية تحت مظلة اتحاد كرة القدم، وهو ما يحتم على مسؤولي اللجنة التعامل بشفافية مع هذا الموضوع الحساس، ووضع النقاط على الحروف. وبعيداً عن ردة الفعل الهلالية والتي لم تظهر بشكل رسمي حتى الآن بسبب ثقة الهلاليين بمنجزاتهم التي حاول موقع (الفيفا) سلبها بطريقة فجة، فإن ما أورده الموقع يعبر عن واقع من أرسل هذه المعلومات، فضلاً عن ما نُشر لن يرضي النصراويين والاتحاديين الذين يتعاملون مع الأمور بواقعية، ويحفظون للآخرين حقوقهم، وهم أنفسهم الذين يعرفون أن أنديتهم لن تتقدم خطوة للأمام بوجود هذه الفئة من المتعصبين.